أختتمت صباح الأحد بالملعب الأولمبي بالمنزه فعاليات التربص التكويني لمائتي طفل بإشراف مؤطرين فرنسيين ممثلين لفريق باريس سان جرمان الفرنسي بالشراكة مع«ooredoo» تونس والجامعة التونسية للرياضة للجميع الذي استمر ثلاثة أيام وتضمّن برنامج اليوم الختامي استعراضا لما تلقاه الأطفال من أبجديات في الانضباط والتنظيم وحب الآخر والمنافسة النزيهة والتقيد بالتعليمات وهي الأسس الأولى التي ترسخها الأندية الكبرى في لاعبيها الشبان منذ سن السادسة إلى سن التاسعة أو العاشرة من العمر فضلا عن أنها كانت مناسبة لمنح الأطفال فرصة الترويح عن أنفسهم والتعلم من مدرسة كروية كبيرة ودفعهم لممارسة الرياضة التي لا تتعلق فقط بالاحتراف بل بقدرتها على تكوين شخصية في عمر مبكر.. فرصة متجددة لممارسة الرياضة في تصريح خص به «التونسية» أكد السيد جلال تقية رئيس الجامعة التونسية للرياضة للجميع أن ممارسة الرياضة بشكل منظم وفي أوقات محددة والغاية الأولى هي إخراج الأطفال من النسق اليومي للحياة خاصة في خضم الوضع الحالي للبلاد الذي لا تتاح فيه الفرص كثيرا لمنح اليافعين مزيدا من البهجة والفرحة التي يحتاجونها في هذه السن، وقال: «بالشراكة مع «ooredoo» نجذب أطفالا من الأحياء الشعبية ومن مختلف مناطق البلاد لمنحهم ما لا يمكن لأوليائهم توفيره، نعلمهم الانضباط والتعايش والالتزام في طريقهم ليكونوا لاعبين كبارا مستقبلا وهو ليس هدفنا الأساسي، ولنا برامج كبيرة سنحاول تطبيقها في المستقبل»، وعن سبب الاختيار على رياضة كرة القدم دون سواها لم يخف أن غرام الأطفال بها كرياضة شعبية أولى هو السبب في برمجتها مع وجود برامج بإدخال رياضات أخرى كالرياضات الفردية وكرة اليد في المستقبل وبحضور فرق كبيرة تجلب انتباه الشبان». هدفنا ليس احترافيا بل ايجاد التوازن العلمي والرياضي حسام العباسي مدير التسويق ب «ooredoo»وفي حديثه ل«التونسية» أشار إلى أن أكاديمية الشركة لا تتأخر في كل فرصة على منح فرصة للأطفال لنيل تجربة جديدة حيث سبق إجراء تربص تكويني مع مؤطرين من فريق جوفنتوس الإيطالي وهذه المرة جاءت الفرصة مع أكاديمية باريس سان جرمان الذي له برامج في تكوين الشبان وهو متعاون مع الشركة، وقد وفّرنا الفرصة للأطفال لثلاثة أيام ببرمجة دورات تكوين للفرق المتعاونة مع الشركة، وهذه خطوة أولى في طريق برمجة تربصات أكبر وأوسع، اتصلنا بمدربي الشبان في كل الفرق ليس فقط التي ترعاها الشركة وكان التجاوب متباينا لكنه جيد جدا عموما بتبادل الآراء والخبرات مع ممثلي الفريق الفرنسي.. وعن الهدف من مثل هذه التربصات أكد أن التعلم من المدارس الكبرى في التأطير والتكوين هو الأبرز وليس صناعة لاعبين كبار أو تزويد الفرق والمنتخبات بهم، الشركة تعمل على زرع أساسيات ممارسة الرياضة في إطار الإلتزام والإنضباط والأخلاق وكيفية التعامل والتعايش قبل أن تبحث عن المواهب الكبرى وصنع النجوم. مدرب أداني «سان جرمان» يشيد بالمواهب التونسية من جهته أكد المؤطر الفرنسي «سيدريك كاتينوي» مدرب فريق باريس سان جرمان لأقل من 14 عاما أن التجربة مع مجموعة الأطفال التونسيين كانت متميزة جدا، حيث أشار إلى أن تعامل المدربين التونسيين كان جيدا وتفاعلوا بسرعة معه ومع زميله «بنيامين هوري» وكان تجاوب الأطفال متميزا حيث أكد أن الموهبة موجودة في عدد كبير من الأطفال الذين أجروا التربص والذين تعلموا بسرعة الانضباط والتقيد بالتعليمات، وقال إن تونس بلد يهتم كثيرا بكرة القدم ومن الواضح أن الكثير من اللاعبين يجب أن يمنحوا فرصا للتعلم والظهور، وبالنسبة لإمكانية رؤية لاعب تونسي في صفوف الفريق الباريسي أكد أن ذلك ممكن جدا في المستقبل والنادي لا يهتم بالجنسية قدر اهتمامه بقدرة الشاب على التطور وبلوغ أهداف كبيرة في كرة القدم.. «برشلونة» و«البايرن» و«الأجاكس» على الخط.. هذا ونشير إلى أنّ أكاديميات «ooredoo» تضمّ كل سنة قرابة ال10 ألاف طفل يتم تكوينهم وأن الشركة تفكر في تجديد التجربة مستقبلا بدعوة ممثلين عن فرق برشلونة الإسباني وبايرن مونيخ الألماني وأجاكس أمستردام الهولندي الذين سيتم مراسلتهم في الموضوع من أجل أسابيع تكوينية في العام القادم.. وعلى هامش نهاية التربص القصير تم منح الأطفال الذين تمّ تكوينهم شهائد من أكاديمية الفريق الفرنسي بتونس بالشراكة مع «ooredoo» والجامعة التونسية للرياضة للجميع، وفي حديثنا لأحد الأشبال الصاعدين وهو نور الضياء الشناوي الذي أكد أغلب المؤطرين أنه مشروع لاعب كبير أكد أنه لا يفوّت فرصة للتعلم وأن هذه التجربة مكّنته من التعرف على أصدقاء جدد فضلا عن تنمية مهاراته وضرورة الالتزام والانضباط حتى يمكنه أن يصبح لاعبا كبيرا في المستقبل وهو حاليا ينشط ضمن أشبال فريق الترجي الرياضي التونسي. تغطية: علاء حمّودي