اختارت الهيئة المديرة للمهرجان الدولي لثورة ديسمبر للحرية والكرامة بسيدي بوزيد أن تكون دورة هذا العام تحت شعار «من أجل جمهورية ثانية» وهو الشعار المقياس الذي تم ضبط برنامج ثقافي وفني متنوع ونوعي نابع في توجهه ومضمون فقراته من راهن المرحلة السياسية لتونس الثورة وشامل لكل المجالات الإبداعية والاحتفالية، سيشمل كامل مناطق ولاية سيدي بوزيد باعبتارها منطلق الشرارة الأولى للثورة. وستكون انطلاقة الدورة الثامنة لهذا المهرجان الدولي يوم غد 17 من الشهر الجاري لتتواصل إلى غاية 23 منه. وقد سبق هذا الموعد تنظيم أنشطة رياضية وعروض موسيقية على غرار العرض الموسيقي الملتزم لفرقة شمس الموسيقية الذي انتظم مساء أمس بساحة الشهيد محمد البوعزيزي. ويتضمن برنامج دورة هذا العام عروضا فنية وندوات ومعارض. فبعد تدشين معرض ثقافي بساحة متحف الثورة مساء اليوم الافتتاحي للمهرجان سيكون الموعد مع عرض للموسيقى الملتزمة يحييه الفنان الملتزم الأزهر الضاوي بقاعة الإتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد ليكون الموعد في السهرة مع الفنانة اللبنانية أميمة الخليل انطلاقا من الساعة الثامنة ليلا. وستكون مجموعات وفرق موسيقية ملتزمة أخرى حاضرة في هذا المهرجان على غرار العرض الفني الملتزم الذي يقدمه الثنائي «الدندري» و»لافياستا» بساحة الشهيد محمد البوعزيزي وعرض تنشيطي للأطفال وعرض للفرق الكشفية تحت عنوان «مشاغل ثورة الحرية والكرامة» إضافة إلى حفل موسيقي ملتزم لفرقة «أولاد المناجم» بالهيشرية يوم 20 ديسمبر وعرض فني جهوي بمسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد يوم 21 ديسمبر في حين تعقد ندوة صحفية يوم 22 ديسمبر لتقديم العدائين المشاركين في سباق نصف المارطون الدولي في دورته الرابعة، الذي تكون إنطلاقته يوم اختتام المهرجان بساحة الشهيد محمد البوعزيزي فضلا عن عرض موسيقي «إبداعات شبابية» وتختتم الدورة بعرض فني شبابي للفنان «ألجرينو». ندوات من عمق الحدث كما يتضمن برنامج المهرجان ندوات فكرية تتناول قضايا ومسائل حارقة من راهن تونس الثورة في محاولة للبحث عن مخارج من الأزمات والإشكاليات المطروحة في هذه المرحلة تحديدا إذ تتناول الندوة الأولى مسالة «المؤسسات الدستورية في تونس بعد الثورة» بمشاركة مختصين في المجال. أما الندوة الفكرية الثانية في نفس المهرجان فتطرح إشكالية «أزمة الخطاب» لتفتح المجال لمثقفين وسياسيين ومفكرين لطرح إشكالية الخطاب والتواصل في تونس اليوم في أبعادها ومضامينها السياسية والاجتماعية والإيديولوجية بما يمكن الشباب ممثلي المجتمع المدني للمشاركة في طرح مقارباتهم ورؤاهم في هذه المسألة. وندوة فكرية أخرى حول «أحلام شباب.. الثورة.. وبعد؟» وذلك بالمركب الشبابي 17 ديسمبر وهو نفس الفضاء الذي سيحتضن أشغال الندوة الإقتصادية التي تتمحور حول «الأزمة الإقتصادية والإجتماعية بعد الثورة» . وفي نفس السياق سيتم تخصيص يوم 19 من الشهر الجاري كيوم ترويجي للسياحة البديلة الذي يشمل مناطق المزونة وسيدي بوزيد كنموذج لذلك وذلك بالتنسيق مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية. والمهرجان الدولي لثورة 17 دسيمبر للحرية والكرامة سوف لن يكتفي بالعروض الفنية والندوات وإنما يفتح المجال للفنون الأخرى للمشاركة في هذه الاحتفالية النوعية وذلك عبر عرض أشرطة سينمائية من وحي الثورة فضلا عن أنشطة ثقافية موجهة للأطفال وعروض مسرحية وأمسيات شعرية. وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان الدولي لثورة 17 دسيمبر للحرية والكرامة ينتظم تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالاشتراك مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية وأيضا ولاية وبلدية سيدي بوزيد. وسيتم خلال هذا المهرجان تجسيم عربة الشهيد محمد البوعزيزي بساحة الشهيد محمد البوعزيزي اعترافا برمزية «شعلة الثورة».