توقع الجميع الإبقاء على الأسعار المرتفعة لزيت الزيتون التي وقع تسجيلها في الموسم الماضي والتي تجاوزت 12 دينارا للتر الواحد من الزيت الرفيع أحيانا رغم أن صابة العام الماضي كانت قياسية ومن أهم الصابات الحاصلة بالبلاد عبر التاريخ بل أن البعض ذهب للقول بان السعر سيرتفع هذه السنة لان الصابة متواضعة في الجنوب بصفة عامة وبصفاقس بصفة خاصة والتي قدرتها المصالح الفنية التابعة لوزارة الفلاح ب10 آلاف طن من الزيت فقط مقابل أكثر من 60 ألفا في الموسم الماضي هذا إلى جانب تواضع الصابة في كل من تركيا وايطاليا وهما من أهم البلدان المنتجة للزيت في العالم وحتى الصابة الهامة التي تتمتع بها اسبانيا وهي احد أهم المنتجين للذهب الأسود في العامل فإنها فقدت الكثير من نجاعهتا بسبب رداءة نوعية الزيت ونفور التجار الكبار في العالم لزيت هذا البلد. أسعار الزيتون غير عادية وفي ظل هذه المعطيات كان من المفروض أن يتحصل الفلاح على أسعار مرتفعة اعتمادا على مبدأ العرض والطلب إلا انه ظل بعيدا عن أسعار الموسم الماضي في مثل هذه الفترة وهو الذي بلغ فيه سعر الكيلوغرام الواحد الدينارين أحيانا في حين لم يتجاوز حاليا 1500 في أحسن الحالات وظل السعر المتداول سواء من غابات صفاقس أو الوسط أو الجنوب في حدود 1400 مليم للكيلوغرام الواحد وقد ارجع المختصون في الميدان ذلك الى نوعية الصابة الحالية والى تدني نسبة مردودية الحبات (القطع) والتي لا ترتفع الا متى أخذت الشجرة المباركة القدر الكافي من برودة الطقس. تصدير بقايا مخزون العام الفائت وطبيعي ان يتأثر السعر بالعرض و بالمخزون الزيتي الكبير من صابة العام الماضي و الذي اضر بأصحاب المعاصر سيما وأن ديوان الزيت لم يسعفهم ولم يقتن مخزونهم رغم التزاماتهم المرتفعة مع البنوك مما دفع الكثيرين بالعزوف منذ انطلاق الموسم الحالي عن فتح معاصرهم وعلمنا ان ديوان الزيت بصفاقس تولى تصدير ما تبقى من مخزون في المراكز التابعة له في الأسابيع القليلة الماضية ولم يتلق التعليمات لإسعاف متضرري ضحايا القروض البنكية الضخمة.