أحالت خلال الأسبوع الجاري هيئة الحقيقة والكرامة ملف الشهيد المنصف زروق على الدائرة القضائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس وقد شملت الأبحاث في هذه القضية 11 متهما بينهم المخلوع- بحالة فرار- ووزير داخلية سابقا وقيادات أمنية كما أحالت الهيئة كذلك ملف الشهيد عبد الستار الطرابلسي و10 ضحايا اخرين - تعرضوا الى انتهاكات في باجة سنة 1987- على الدائرة القضائية المتخصصة بالمحكمة الابتدائية ببنزرت وضمت لائحة الاتهام 26 متهما وهم المخلوع – بحالة فرار- ووزير داخلية سابقا وقيادات أمنية. أوقف الشهيد عبد الستار الطرابلسي اثر مداهمة منزله بمنطقة السلوقية التابعة لمعتمدية تستور بولاية باجة يوم27 ماي 1987 من قبل أكثر من 30 عون أمن قاموا بخلع منزله والولوج الى داخله وعمدوا مباشرة الى ضربه بواسطة بنادق بحوزتهم مما خلف له اصابات متفاوتة اثر ذلك تم نقله الى منطقة الأمن الوطني بباجة ووجهت اليه تهم تتعلق بطباعة المناشير والانتماء الى الاتجاه الاسلامي حيث علق على طريقة «الروتي» لمدة 16 ساعة الى حدود يوم 29 ماي و«تفنن» أعوان الأمن في تعذيبه من خلال الاعتداء عليه بعصا غليظة على كامل جسده مما تسبب له في كسور بالقفص الصدري قبل ان يتم ايداعه بغرفة الايقاف ليواصل الأعوان في اليوم الموالي عملية تعذيب الشهيد التي امتدت طوال ثلاثة أيام الى ان تدهورت حالته فتم نقله الى المستشفى الجهوي بباجة ثم اعادته الى السجن رغم تدهور حالته الصحية ليواصلوا تعذيبه مما تسبب له في نزيف داخلي أدى الى وفاته داخل السجن. وقد جاء في الشهادة الطبية التي أعدها الدكتور منصف حمدون ان جثة الشهيد كانت في مرحلة أولى من التعفن اضافة الى وجود قرابة عشر اصابات على مستوى أسفل الجانب الداخلي للذراع الأيسرللشهيد وكدمات عديدة على مستوى اليدين والساقين واحتقان دموي على مستوى الرئتين والكبد. أما الشهيد المنصف زروق اصيل مدينة غار الملح ببنزرت فقد توفي تحت التعذيب بتاريخ 13 أوت 1987 اثر تعذيبه لمدة عشرة أيام بمركز الايقاف ببوشوشة على خلفية انتمائه لحركة النهضة.