في معرض الفنانة التشكيلية ياسمين المؤدب الذي يتواصل الى غاية يوم 18 جانفي الجاري عدد من اللوحات التي يجمع بينها حرص الرسامة على القول بالفن التشكيلي كمجال تعبيري للتواصل مع الذات والآخرين والعالم حيث تتعدد المواضيع والمشاهد وأحجام اللوحات.. لوحاتها مشاهد وورود و تجريد وغير ذلك من انطباعية مرسومة في ذاتها ترى من خلالها العوالم وتحلم بالخير العابر للأمكنة.. اللون هذا الآسر لا يقنع بغير العبارة.. اللون هذا الترجمان الباذخ يمكث في الاطار يعري شيئا من الهواجس والأحاسيس وشواسع الذات ودواخلها وهي تفصح عن رغباتها نحو الكون.. الرغبات المفتوحة ومنها الحلم والأمل والتحليق عاليا وبعيدا كعنوان حرية يرنو اليها الكائن بكثير من الغناء والدأب والنواح الخافت.. ثمة ما يجعل اللون عبارة من عبارات الأكوان الدالة والعميقة في تطوافها وترحالها وسفرها الدائم نحتا للقيمة وتقصدا للبهاء وقولا بعنفوان البوح في عوالم تشهد تداعياتها المريبة وسقوطها المدوي ليظل الفن مجالا لطرح الأسئلة الموجعة والتي بوسعها أن تذهب بالذات الى أعماقها في هذا الأفول.. هكذا هو الرسم هذا الضرب من الدرب السهل والصعب ولكنه يمنح المأخوذ به والموهوب شيئا من دروب المغامرة نحو تنوع الألوان والأشكال والخطوط والمشاهد والحالات.. ببراءة من تملكه الفن والشعر والابداع تقول عن بداية الحكاية الملونة معها.."أمي اكتشفت عندي موهبة الرسم منذ صغر سني.. فبدأت مشواري في مرسم النصر تحت إشراف الرسامة السيدة مبروكة برينسي التي كان لها فضل كبير في صقل موهبتي... وكانت أول مشاركة لي في المكتبة المعلوماتية بمعرض مع مجموعة من الطلبة في مرسم فن الألوان للفنانة مبروكة شرقي برينسي.. أصبحت أتقن تقنيات عدة وأصبحت أجد راحتي في مرسم الفرشاة والتعبير عن أحاسيسي ومشاعري بالرسم.. أنا الآن أطمح إلى مواصلة دراستي بعد نيلي البكالوريا وذلك بالمعهد العالي للفنون الجميل.. تتالت مشاركاتي في المعارض الجماعية للفنون التشكيلية وساهمت في عدة دورات من مهرجان الورد وكذالك كانت مشاركاتي بمعارض وأنشطة الجمعية التونسية للتربية الفنية والملتقي الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي بالمنستيرو برواق يحيى بمعرض "أبيض وأسود مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية وبرواق الفنون ببن عروس الى جانب عرضعملي الفني في معرض بتركيا.. ".. هذا البوح الأول في خطى البدايات لدى الرسامة الحالمة ياسمين المؤدب.. لوحات مختلفة بأحجام وتقنيات وبمّادة الأكريليك.. تمضي معها لترى شيئا من ايقاع المدينة حيث الأبواب والأقواس والأعمدة والنور والظلال. لوحات تبرز جمال المعمار بالمدينة والأزقة حيث المرأة التونسية بالسفساري.. المزهريات بتنوع ألوانها وهيئات ورودها وزهراتها التي تخيرتها الرسامة في ضرب من الجمال وتناسق الألوان.. الأبيض والأزرق ومساحات الجمال بأمكنة سيدي بوسعيد حيث الديار والأبواب والبهاء المعماري.. في ورشتها ومرسمها بمنزلها وفي حضرة العائلة الداعمة والمشجعة لها في هذا المجال الفني التشكيلي تنكب الرسامة ياسمين المؤدب على أعمالها التي هي جزء من ذاتها تمنحها شيئا من رغبتها الدفينة في الحرص على الابداع وانجاز لوحات جميلة يكتظ فيها الجمال ضمن عنوان حالم هو النجاح. لوحات ومشاهد وألوان هي ما به تقول ياسمين كلماتها في هذا العالم الذي تعيشه وتهديه علبة تلوين. إن الرسم هو قول آخر كالكلمات يحاول الناس و يحاورهم نحتا للكيان وتأصيلا للقيمة وقولا بالنشيد الذي لا يضاهى... انه الحلم..