في تعليق له حول قضية ما يعرف ب"الجهاز السري للنهضة" وعلاقته بقضية اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قال أمس رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن هناك "تشويشا وضغطا" وابتزازا للقضاء"، داعيا "الى احترام استقلالية القضاء وعدم شن حملات اعلامية للتأثير على مجريات القضايا "، وقائلا "ان هناك عودة الى بعض سياسات بن علي خاصة وان ندوات هيئة الدفاع تذكر بندوات عبد الله القلال والمحاكمات التلفزية". ونفى الغنوشي خلال ندوة لمركز الدراسات الاستراتيجية والديبلوماسية تحت عنوان "مسار الثورة بعد حصيلة ثماني سنوات.. رؤية واستشراف"، وجود جهاز سري لحركة النهضة كما نفى "انتماء مصطفى خضر المتهم بالقتل العمد في قضية البراهمي لحركة النهضة "، مؤكدا في ذات السياق أن "مصطفى خضر تربطه علاقات انسانية مع عدد من قيادات حركة النهضة ولا ينتمي للحركة كما يسعى بعضهم الى تأكيده عبر التصريحات الإعلامية". وجدد حرص الحركة على كشف حقيقة الإغتيالات في تونس "حتى لا يتحول هذا الملف الى ملف ابتزاز في ظل التوظيف السياسي الواضح بهدف منع البلاد من الوصول الى الاستحقاق الانتخابي". وتوجه الغنوشي بالحديث الى الجبهة الشعبية قائلا "أقول لأصدقائي في الجبهة: كفوا عن الاستثمار في التباغض والكراهية والمزايدات"، داعيا اياهم لتقديم برامج سياسية "جدية بعيدا عن الاستثمار في الأزمات والمشاركة في تهدئة الأجواء والابتعاد عن الشيطنة وإيجاد ميثاق إعلامي معتدل فيه الرأي والرأي الآخر". وبخصوص مسالة التوافق والعلاقة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، قال رئيس حركة النهضة ان "التوافق في تونس عرف 3 أطوار بما يجعله تجربة أصيلة وليس لحظة عابرة أو مناورة سياسية، على الاقل من جهة النهضة... الاول ضمن هيئة تحقيق أهداف الثورة، والثاني في حكومة الترويكا، والثالث بعد لقاء باريس وفترة التعايش بين النهضة والنداء" ووصف الغنوشي مرحلة التوافق ب"الناجحة والثورية" مؤكدا على "ضرورة التمسك بها مستقبلا في إطار الشراكة مع صديقي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي". وعن علاقته برئيس الجمهورية قال الغنوشي "اننا نعتبر تجربة التوافق مع سي الباجي تجربة ناجحة ومفيدة للبلاد والانتقال الديمقراطي، ونؤكد على ان دفاعنا على الاستقرار الحكومي ليس انقلابا على التوافق مع النداء ولا تنكرا لعلاقتنا مع رئيس الجمهورية، وإنما تصحيح لمسار وتعزيز للشراكة لا إلغاءها". وأضاف: "أيدينا ممدودة لكل الاطراف حتى نستكمل ما بقي من أشهر قبل الانتخابات في إطار تعايش جدي. فأي انتقال ديمقراطي يتطلب تحييد أجهزة الدولة عن أي أجندات سياسية، ولا مجال لأي تداخل بين الدولة والحزب". وعن ترشحه للانتخابات الرئاسية، نفى راشد الغنوشي هذا التوجه وأكد انه "من المرجح اختيار شخصية من خارج حركة النهضة للانتخابات الرئاسية".