أكد الشيخ عثمان بطيخ مفتي الديار التونسية أن دار الإفتاء لها خصوصية تتمثل في كونها مؤسسة استشارية للدولة وللمواطنين وهي تقدم استشارات علمية شرعية تخص ما يشغل بال المواطن في حياته الخاصة والعائلية.. ويتصل بنا المواطنون يوميا عن طريق الرسائل او مباشرة أو عن طريق الموقع الالكتروني والصفحة الاجتماعية.. بالإضافة إلى استقبال الأجانب الراغبين في اعتناق الدين الإسلامي عن طواعية وحرية اختيار.. كما يشارك المفتي في المؤتمرات والندوات العلمية في الخارج الى جانب الإعلان عن دخول الأشهر القمرية بعد التنسيق مع السادة الولاة واللجان الجهوية المكلفة بالرصد والمعهد الوطني للرصد الجوي واعتبره عمل لا يقتصر على المناسبات الدينية بل مستمر طوال السنة.. وأضاف المفتي في حديث مع "الصباح الأسبوعي" أن دار الإفتاء تصدر نشرية فصلية بعنوان "فتاوى تونسية" تحتوي على رصيد من المقالات لشيوخ تونسيين وفتاوى حديثة والبعض الآخر نتخيره من أرشيف الفتوى ببلادنا من اجل تقديم ثقافة دينية متوازنة ومعتدلة لإزالة ما يمكن أن يقع فيه شبابنا من لبس المفاهيم .. كما لاحظ قائلا "والآن نحن بصدد إعداد برنامج تطويري لدار الإفتاء حتى تكون أكثر إشعاعا في الداخل والخارج".. وعن رأيه في المساواة في الإرث ومعارضة بعض الأطراف لمشروع القانون الذي يمكن المرأة العزباء من الحق في التبني وهل يجوز ذلك شرعا قال الشيخ بطيخ ل"الصباح الأسبوعي" "أن مواضيع مثل الإرث والمرأة العزباء ومسائل أخرى مثارة حاليا تحتاج منا إلى المزيد من الحوار والبحث العلمي الجاد بصفة موضوعية وبعيدا عن كل من ليس له إلمام واسع ودقيق بالمسائل الشرعية.. وعندما تهدأ النفوس يرجع الكل إلى العقل وهو ما يذكرنا بما حصل لما صدرت مجلة الأحوال الشخصية فقد عارضها آنذاك الكثير ثم صارت بعد ذلك مقبولة.. مع العلم أن المشروع سيعرض على مجلس نواب الشعب وقولهم هو الفصل... وعن مسالة دور مؤسسة دار الإفتاء بالتعاون مع أئمة الزيتونة في مقاومة التطرف أمام انتشار ظاهرة الإرهاب والفكر التكفيري قال مفتي الجمهورية أن مقاومة الإرهاب والتطرف هو من اهتمامنا وكل ما يصدر عن دار الإفتاء يتوجه أساسا إلى ترشيد الوعي العام ومنهم الشباب.. وقد أصدرنا على الصفحة الاجتماعية فتاوى نتخيرها في هذا الموضوع وغيره.. والدليل انه يراسلنا أصدقاء لاستبيان بعض المسائل التي تشتبه عليهم يوميا.. وقال "نحن نمد أيدينا إلى الجميع من اجل تكثيف الجهود وتنسيقها لتكون أكثر فاعلية ". وبخصوص عدد الأجانب الذين أشهروا إسلامهم أمام دار الإفتاء بعد إلغاء منشور حظر زواج المسلمات من غير المسلمين قال الشيخ بطيخ أن العدد لم ينخفض.. حيث يسجل شهريا بين 35 و45 شخصا أجنبيا وخلال سنة 2018 تم تسجيل حوالي 408 أشخاص اعتنقوا الإسلام وهو نفس العدد تقريبا بالنسبة لسنة 2017... وفي الأخير اعتبر مسالة الاحتجاج والتظاهر حقا مكفولا دستوريا لا احد يمكن ان يعارضه لكن في خصوص طرق الاحتجاجات العنيفة قال انها غير مقبولة ولا يجب ان تنقلب الحرية إلى فوضى أو عنف.. وعن ظاهرة الانتحار حرقا اعتبرها الشيخ من الماسي التي حلت بنا ويجب البحث عن وسائل سريعة للحد منها وإيقاف نزيفها.. وقال "اننا سنصدر قريبا بيان الحكم الشرعي في الانتحار وسننشره على صفحات النشرية مساهمة منا في توعية الناس بمختلف اعمارهم. لمياء الشريف