من المعلوم أن الصحة هي قمة سعادة بني الإنسان، ولعل ما تتوفر عليه ولاية نابل من مؤسسات صحية هي مؤشرات وآليات لتأمين الحد الأدنى من السعادة المنشودة، وتتمثل هذه الآليات في المستشفى الجامعي الطاهر المعموري والمستشفى الجهوي محمد التلاتلي بنابل ومستشفى الجهوي بمنزل تميم، ومجمع الصحة الأساسية ومدرسة علوم التمريض بنابل والمستشفيات المحلية الثمانية ومراكز الصحة الأساسية ال113، والتي تدعمت بإحداث مركز صحة أساسية من صنف 4 بسليمان وبناء قسم استعجالي جديد بالمستشفى المحلي بقربة، كما شهد المستشفى الجهوي محمد التلاتلي بناء مخبر. إلا أن هذه المنشآت الصحية غير مستغلة بالجدوى المطلوبة وذلك تأثرا بالبيروقراطية السائدة بالإدارة الجهوية للصحة بنابل. وإذا ما نظرنا إلى الخارطة الصحية بالجهة فتوزيع المؤسسات الصحية بها غير متوازن خاصة على مستوى المستشفيات الجهوية حيث كان من الضروري تطوير المستشفى المحلي بقرمبالية إلى مستشفى جهوي خاصة أن مدينة قرمبالية تمثل أكبر قطب صناعي بالوطن القبلي ومعبرا رئيسيا في الاتجاهين شمالا جنوبا أو العكس من خلال الطريق GP1وأيضا من خلال محطة السكة الحديدية. أما فيما يتعلق بالأدوية فالحصول عليها يكون أحيانا عسيرا خاصة لمئات المرضى الذين يترددون على العيادات الخارجية. وتزداد معاناة هؤلاء بعد أن جمدت الصيدليات الخاصة تعاملها مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض. ولئن سجل قطاع الصحة ارتفاعا ملحوظا على مستوى الطب العام وشبه الطب فالنقص في عدد طب الاختصاص وخاصة طب الانعاش والتخدير لا يزال منقوصا حتى اليوم.