صدم الاهالي القاصدون لمقر ولاية القصرين في الاسابيع الاخيرة للاستفسار عن شأن إداري أو متابعة ملفاتهم باحدى مصالحها الادارية ، بالإجراءات الجديدة للدخول اليه من جراء الجدران الجديدة و الابواب الحديدية التي حولته الى " مقر حصين " لا يمكن تجاوزه ، و اذا كان من حق السلط الجهوية ان تتولى تعزيز الاجراءات الامنية لحماية مقر السيادة من اية اقتحامات ممكنة له من طرف المحتجين ، مثلما كان يحصل في السنوات الثلاث الاولى للثورة ، فان المبالغة فيها و تحويل مكتب الوالي والمسؤولين الجهويين الى "حصون بيزنطية" على حد قول الكثير من المواطنين الذين حاولوا عدة مرات مقابلتهم، فيه عودة الى سياسة الاستبداد و بقاء المسؤول في برجه العاجي ، بل ان بعضها يمثل إهانة للمواطنين مثلما حصل لكيفية التعامل معهم فيما يسمى ب "مكتب العلاقات مع المواطن " الذي افادنا الناشط بالمجتمع المدني بالقصرين جلال العلوي انه اصبح يفرض على كل متعامل مع مصالح الولاية المرور منه و هو عبارة عن "شباك" صغير محمي بالحديد على علو لا يسمح للمواطن بمخاطبة العون الموجود وراءه ما لم يصعد فوق حجارة او قطعة آجر ليبلغ مستوى الشباك وهناك ينتظر الحصول على بطاقة "دخول" للولاية اذا تم قبوله، ثم يعود ليقطع مسافة حوالي 1 كلم للذهاب الى المدخل الجانبي لمقر الولاية المقابل للمستشفى الجهوي، و بالتالي فهو لن يصل الى المصلحة الادارية التي يحتاجها الا بعد مسافات طويلة وتجاوز ابواب متعددة تجعله يلعن اليوم الذي قرر فيه المجيء الى مقر الولاية، وأضاف العلوي أن ما أصبح عليه مكتب العلاقة مع المواطن فيه إهانة كبيرة للمواطن ومس من كرامته التي من المفروض ان تحفظها الدولة ولا تسعى الى المس بها ، وأن الوالي الحالي منذ قدومه قبل حوالي عام ونصف سعى الى تحويل المقر الى "حصن مدرع" يحجبه عن المواطنين والناشطين بالمجتمع المدني وكل من له علاقة بمسؤوليته كمشرف على الجهة ، وأضاف لو ان المجهودات التي بذلها في هذا الشان ( اسلاك شائكة وجدران عالية وسميكة وابواب حديدية ..) سخّر البعض منها في المجال التنموي لتغير الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي بالجهة نحو الافضل .. هذا وتجدر الاشارة ان مقر الولاية شهد خلال الاشهر الفارطة اشغالا متعددة لبناء جدران اضافية و ابواب تفصل مداخل المقر عن الجناح الاداري ومقر اقامة الوالي مع الزيادة في ارتفاع الاسوار التي تحميها .. وبمحاذاتها تجري اشغال حثيثة لبناء مصحة عسكرية متعددة الاختصاصات شرعت وزارة الدفاع في انجازها لفائدة العسكريين و عائلاتهم .