أسفرت جلسة المفاوضات حول أزمة التعليم الثانوي التي جمعت صباح أمس وفدا من الحكومة ومن المنظمة الشغيلة بحضور الأمين العام نور الدين الطبّوبي عن رفع الجلسة وتركها مفتوحة على أن يجتمع الطرفان مساء اليوم لمواصلتها. وقد أكّد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي رفع جلسة التفاوض بين الوفد الحكومي والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي وتركها مفتوحة مشيرا الى أن التفاوض يسير في اتجاه إيجابي، ومعربا عن أمله في استئناف الدروس والامتحانات بعد العطلة. مسيرة مليونية وبالتوازي مع ذلك، يواصل القائمون على الشأن التربوي الضغط من أجل تجاوز الأزمة وعودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة، حيث دعت أمس الجمعية التّونسية للأولياء والتلاميذ، الأولياء وأبناءهم إلى المشاركة بكثافة في ما وصفته بمسيرة مليونية ستنظّم اليوم بدعم من مبادرة الوسيط التي تجمع عددا من مكونات المجتمع المدني». وأوضحت الجمعية في بيان لها أمس أن المسيرة ستنطلق من أمام المسرح البلدي بالعاصمة باتجاه ساحة محمد علي الحامي للمطالبة بالعودة الفورية إلى النسق الدراسي العادي مع التعهّد بعدم حشر التلاميذ مستقبلا في كل النزاعات بين سلطة الإشراف والنّقابة. كما طالبت الجمعية وفقا لما ورد في نص البيان بضمان الاعتبار المستوجب للإطارات التربوية بمختلف أصنافها فضلا عن الشروع في إصلاح فعلي ومسؤول للمنظومة التربوية وتشريك الأولياء والتلاميذ فيها بالنظر الى ان ذلك يعتبر شرطا أساسيا لنجاح العملية التربوية. «تدويل» للأزمة جدير بالذكر أن تنسيقية أولياء غاضبون تعتزم تدويل أزمة التعليم الثانوي من خلال تقديم شكايات ضد الجامعة العامة للتعليم الثانوي إلى كل من منظمة العمل الدولية واتحاد النقابات الدولية ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة من أجل ما اقترفته في حق الطفولة في تونس. وطالبت التنسيقية، في بيان أصدرته أمس كلا من رئيس الحكومة ووزير العدل ووزير التربية بممارسة صلاحياتهم في تطبيق القانون وإثارة التتبعات الضرورية ضد الأساتذة المقاطعين للامتحانات، داعية في الإطار نفسه «السلطة القضائية إلى الالتزام بالاستقلالية والحياد واحترام المساواة بين الجميع والحزم في تطبيق القانون بما يقطع مع عقلية الإفلات من العقاب». كما طالبت تنسيقيّة الأولياء الغاضبين - وفقا لما ورد في نص البيان - الاتحاد العام التونسي للشغل بالتصدي لنقابة التعليم الثانوي التابعة له وممارسة صلاحياته في تأديب أعضائها الذين لم يُسيئوا فقط لتاريخه، بل ولمسيرة العمل النقابي ككل». وأضافت التنسيقية أن الأولياء حريصون على»متابعة مآلات الشكايات المرفوعة من قبلهم لدى مختلف وكلاء الجمهورية»موضحة أنها «ستتقدم بمطلب إلى السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس في حل جامعة التعليم الثانوي اعتبارا لجملة الخروقات التي أتتها ولخروجها عن أسس العمل النقابي الأصيل». كما دعت التنسيقية «كل الأولياء والأشخاص المساندين لقضية التلاميذ إلى الالتحاق بالمظاهرة الوطنية التي ستنتظم اليوم بشارع الحبيب بورقيبة للتنديد بمقاطعة الامتحانات»، مؤكدة استعدادها لمزيد التصعيد بما في ذلك الاعتصام المفتوح بساحة محمد علي، وفقا لما ورد في نص البيان. في هذا الخضم نأمل أن تُسفر مفاوضات اليوم بين الوفدين الحكومي والنقابي الى الخروج من عنق الزجاجة وأن تضع الاطراف المتفاوضة نصب أعينها مصلحة التلميذ والولي فوق أية اعتبارات أخرى لا سيّما انه لم يبق من عمر السنة الدراسية الكثير...