اسدل الستار مساء الجمعة على الدورة الرابعة لمهرجان الجموسي للموسيقى المتوسطية بحفل فني تونسي متنوع امتزج بالوان متوسطية وكانت أغاني الراحل الكبير محمد الجموسي الأكثر حضورا في الحفل إذ تغنى كل من تداول على الركح والمصدح بروائعه الخالدة التي تهز كل انسان معتز بالتراث التونسي باعتبارها تمس وجدانه ومشاغله وتطلعاته للأفضل وفعلا كانت البداية مع الفنان الصاعد حسن ناجي الذي قدم باقة من روائعه وسط تجاوب كامل مع الجمهور الغفير نسبيا الذي توزع على مدارج المركب الذي يحمل اسمه سواء بالتصفيق والهتاف او التغني معه فيها قبل ان ياتي دور الفنان التونسي المرعروف نور شيبة الذي تغنى بدوره ببعض ما ترك الراحل الكبير من مخزون غنائي سيبقى خالدا خلود الانسان على الارض وكانت خاتمة مطاف الحفل من نصيب حضرة صفاقس لمرشد بوليلة وجماعته الذين يتجاوزون الاربعين عازفا ومرددا ومغنيا ولو انه يظل المحرك الاول لكل عرض قدمه في المهرجانات التونسية وخارج حدود الوطن طلال باشا في الخفاء. وكان في الحسبان ان يحيي الفنان السوري طلال باشا وهو الوحيد الذي ينتمي للموسيقى المتوسطية في الدورة الرابعة حفلا فنيا يوم الاثنين 28 جانفي الا ان ظروفا مادية على ما يبدو حالت دون ذلك واقتصر الامر على استضافته بالاستيديو عدد 2 بمقر الاذاعة الجهوية بصفاقس بحضور عدد محدود نظرا لضيق الفضاء وربما لرفض الفنان المذكور لعدد اكبر لانه مصر على الحصول على المبالغ المالية كاملة. كان بالامكان أحسن مما كان ومع بعض الهنات التي رافقت الدورة الرابعة والمتمثلة في غياب العروض المتوسطية كما حصل في الدورات السابقة وفي فتور التغطية الاعلامية رغم تخصيص احد الزملاء ليظل على اتصال وثيق مع الجميع بمدهم بكل كبيرة وصغيرة تساهم في انجاح المهرجان يحمل اسم احد عمالقة الفن في تونس والفضاء المتوسطي فإننا نشد على ايدي الزميل النوري الشعري الذي بذل جهودا مضنية واستطاع المحافظة على الإلتزام ببرنامج المهرجان في ظل امكانيات مادية متواضعة جراء عزوف الهياكل المركزية وخاصة وزارة الثقافة والجهوية كالولاية والبلدية على دعمه بالقدر الذي يتناسب وثقل عاصمة الجنوب وناما ان يكون الاعداد للدورة الخامسة في متسع من الوقت مع توفير الامكانيات اللازمة واقامتها في وقت يساعد على نجاحها وعودتها بالنفع العميم على الموسيقى التونسية والمتوسطية.