تونس-الصباح: يتساءل الكثيرون عن أسباب التفاوت في النتائج المدرسية بين الجهات والولايات وقد يطرح هذا الاستفسار بأكثر حدة بمناسبة إعلان النتائج لا سيما نتائج الإمتحانات الوطنية. والمتأمل في هذه النتائج يجد فعلا أن بعض الولايات تسجل نسب نجاح مرتفعة ولها مردود مدرسي متميز باستمرار يفوق المعدل الوطني في حين تجد بعض الجهات والولايات تتميز بمردود متدن من حيث النتائج الدراسية المسجلة لم يصل حتى إلى المستوى الأدنى المطلوب. هذا التفاوت له أسبابه دون شك لأن المنطق لا يقبل أن تختلف النتائج إذا توفرت نفس الظروف للتلاميذ خاصة وأن التفاوت في الذكاء ليس فطريا ولا نستطيع القول أن تلاميذ هذه الجهة أو تلك أذكى من جهة أخرى... تجدر الإشارة في هذا السياق أن وزارة التربية والتكوين تنكب حاليا على دراسة هذا الموضوع من خلال الشروع في تشخيص النتائج التربوية للجهات التي يسجل فيها مردود تربوي دون المأمول. وتفيد مصادر الوزارة أن عمليات التشخيص تتم بتشريك جميع الأطراف المتدخلة في الشأن التربوي حيث سيتم عرض النتائج في مجلس جهوي استثنائي على مستوى الجهة المعنية للتعمق في دراسة الأسباب التي تحول دون تحقيق نتائج دراسية مقبولة ولما لا متميزة. سيتم على اثر ذلك رفع التوصيات المنبثقة عن هذه المجالس إلى وزارة التربية لأخذ القرارات الملائمة للنهوض بمستوى التعليم في الجهات التي تحتاج إلى ذلك غيابات المدرسين وفي انتظار ما ستسفر عنه عمليات التشخيص من نتائج حول الأسباب التي تحول دون النهوض بالمستوى النتائج التربوية في بعض الجهات نشير إلى أن وزير التربية والتكوين السيد الصادق القربي كان قد أشار في وقت سابق إلى أن ظاهرة غيابات المدرسين تتدخل بشكل كبير في التأثير على المردود الدراسي للتلميذ وأكد في هذا السياق أن بعض الجهات التي يسجل فيها تدن للمستوى التربوي تجد فيها نسب غيابات مرتفعة في صفوف المعلمين والأساتذة . وبين وزير التربية والتكوين أيضا أن 3 أيام غياب فقط من شأنها ارباك المسار الدراسي للتلميذ وأكد في المقابل أن الوزارة تسعى لمواجهة هذه الظاهرة حفاظا على مصلحة التلميذ ...من ذلك أن الوزارة عملت في الآونة الأخيرة على الرفع من رواتب المدرسين المعوضين لضمان مردود أفضل للأستاذ المعوض هذا إلى جانب العمل على التدخل بتوفير المدرس المعوض بعد تجاوز 3 أيام غياب للأستاذ المباشر... منى اليحياوي للحد من خطر الادمان: تركيز 17 عيادة تساعد على الإقلاع عن التدخين بالمستشفيات وبعض المؤسسات العمومية تونس الصباح احصائيات مخيفة وأرقام مفزعة تلك التي تصدمنا بها تقارير المنظمة الدولية للصحة يوميا لا تقل عنها تقاريرنا المحلية قساوة وشؤما حيث ان الخسائر في الارواح جراء كثرة التدخين تزداد حدة بتعداد 6 الاف حالة وفاة في صفوف الرجال من الفئة العمرية ما بين 35 و69 سنة تسجل سنويا وتنضاف لها 850 حالة وفاة في صفوف النساء وفقا لدراسة انجزها المعهد الوطني للصحة العمومية سنة 2005 فما بالك اليوم.. وطبعا عن ارقام الموت والآفات في العالم حدث ولا حرج وفي وثيقة جديدة اعدتها ادارة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة العمومية تم تضمينها جردا مفصلا عن العيادات الموجهة الى المساعدة على الاقلاع عن التدخين كاجراء عملي حرصت وزارة الصحة على تقريبه من المواطنين حيث بلغت هذه العيادات 17 وحدة متواجدة بالمستشفيات وعدد من المؤسسات العمومية وذلك على مر الفترة الفاصلة بين سنتي 2000 و2007 تتوزع على النحو التالي: مستشفى شارل نيكول بتونس (قسم الامراض الصدرية) معهد صالح عزيز بتونس مستشفى خير الدين بتونس (قسم الامراض الصدرية) مستشفى الرابطة بتونس (قسم الامراض الصدرية) مستشفى المنجي سليم بالمرسى (قسم الامراض الصدرية) مستشفى عبد الرحمان مامي باريانة (عديد الاقسام) مستشفى منزل بورقيبة ببنزرت (قسم الامراض الصدرية) مستشفى قرمبالية بنابل (قسم الامراض الصدرية) مستشفى فرحات حشاد بسوسة (قسم الامراض الصدرية) مستشفى مساكن بسوسة (قسم الامراض الصدرية) مستشفى فطومة بورقيبة بالمنستير (قسم الطب الوقائي) مستشفى الهادي شاكر صفاقس (قسم الامراض الصدرية) مستشفى قابس (قسم الامراض الصدرية) مركز الهلال الاحمر التونسي بعض مراكز الصحة الاساسية وحدة الشركة التونسية للكهرباء والغاز المركز الطبي للديوانة بتونس وتعزز هذه الآلية الجهود التحسيسية والتوعوية الرامية الى الحد من التدخين والحث على الاقلاع عنه من توفير المعوض النيكوتيني وتكوين الاطباء المختصين في الامراض الصدرية للعناية بالمدخن طبيا ونفسيا وتكثيف البرامج التحسيسية الموجهة للمراهقين لاهمية نسبة المدخنين من هذه الشريحة اذ تشير الاحصائيات في هذا الشأن الى ان 28.7% من الذكور و7.2% من الاناث من الفئة العمرية 13 15 سنة يدخنون فيما تبلغ النسبة العامة للمدخنين 50% لدى الرجال و10% لدى النساء سنة 2005. وهذه مؤشرات تعكس الانسياق المتزايد وراء هذه الآفة رغم ما يبذل من جهد توعوي لمقاومتها لعل خطورة الوضع تكمن في تصاعد نسب التدخين لدى الجنس اللطيف مما ينذر بتفاقم مشاكل التدخين مستقبلا وتنامي تداعياته على الصحة العامة ما لم تفلح الجهود الرامية الى السيطرة على الظاهرة في تحقيق هدفها.