هدد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حاييم رامون بفرض عقوبات جماعية على كل سكان الحي الشعبي في القدسالمحتلة الذي ينتمي اليه الشاب الفلسطيني حسام دوايات الذي نفذ هجوما بجرافته على عدد من الاسرائيليين أول أمس متسببا في سقوط قتلى وعشرات الجرحى .كما دعا الى فرض عقوبات جماعية مماثلة على سكان حي جبل المكبر حيث هاجم مسلح فلسطيني في مارس الماضي مدرسة تلمودية متسببا في سقوط عدد من القتلى الاسرائيليين غالبيتهم من الاطفال. في نفس الوقت لوح رئيس الوزراء الاسرائيلي أولمرت بفرض مزيد من العقوبات الجماعية وقصف مزيد من المناطق الفلسطينية احتجاجا على عملية القدسالمحتلة ("عملية الجرافة") وهي الثانية من نوعها منذ مارس الماضي. وفيما يتمسك ساسة العالم أجمع بعلوية القوانين والدساتير وبواجب احترام الجميع للتقاليد الديمقراطية التي تضمن حقوقا بالجملة للشعوب في القرن ال21 تتمادى اسرائيل في فرض منطق غريب تبرره بالتوازنات السياسية داخل الكنيست.. بحجة أن هؤلاء الأعضاء بالكنيست انتخبوا في مناخ تعددي ديمقراطي ..وإن تعلق الامر بأحزاب يهودية دينية متطرفة جدا.. ترفض الاعتراف بالقرارات الاممية الخاصة بالصراع العربي الاسرائيلي وبينها تلك التي تجبر اسرائيل على الانسحاب من القدسالمحتلة ومن كامل الضفة الغربية وقطاع غزة . والملفت للنظر أن رؤساء حكومات اسرائيل "المناصرين للسلام" مثل أولمرت وبيريز تعللوا دوما بواجب احترام مواقف الاحزاب وجماعات الضغط الاسرائيلية المعارضة للسلام.. بالرغم من كون الجميع يعلم أن بعض تلك الاحزاب المتطرفة وصلت الى الحكم في اسرائيل بسبب القانون الانتخابي الذي يمكنها من الحصول على مقاعد في الكنيست بمجرد الفوز ب2 بالمائة من الاصوات.. وهي نسبة لا يفترض أن تبرر مئات عمليات القصف الوحشية للمدن والقرى الفلسطينية تحت يافطة "احترام رأي الاغلبية الاسرئيلية".. أو الاغلبية البرلمانية.. فيما يبرر بعض قادة أوروبا وواشنطن صمتهم بحرصهم على عدم اسقاط حكومة اولمرت مثلما برروها سابقا بدعمهم لحكومة بيريز وخوفهم من اسقاطها من قبل اليمين الاسرائيلي.. فكانت النتيجة عمليات عقاب جماعية للشعب الفلسطيني عبر مئات حواجز التفتيش والغارات العدوانية على مخيمات قطاع غزة والضفة الغربية.. إذا أرادت القيادات الاسرائيلية فعلا وقف هجمات الفلسطينيين على أهداف اسرائيلية فعليها معالجة الجذور العميقة للتوتر في فلسطينالمحتلة والمنطقة.. وعليها أولا رفع التضييقات عن الشعب الفلسطيني عبرالغاء الحواجز والسماح بحرية الحركة وانهاء احتلال القدس وبقية المدن والاراضي الفلسطينية.. أما إذا تمادت القيادات الاسرائيلية في الردود الامنية والعسكرية فالنتيجة ستكون حتما عكسية.. وستشهد الاشهر والاعوام القادمة مزيدا من الهجمات وردرود الفعل الفردية والجماعية العنيفة.