فارقنا الى الابد قبل أيام المفكر والكاتب المصري والوجه المعروف في الفضائيات والجامعات العربية والعالمية الاستاذ عبد الوهاب المسيري.. مؤلفات عبد الوهاب المسيري بالعشرات.. بالعربية والانقليزية.. من أبرزها سلسلة من الكتابات المختصة عن الصراع العربي الاسرائيلي والصهيونية فكرا وممارسة ومظلمة الشعب الفلسطيني وعلاقة احتلال فلسطين بالاستراتيجيات الاستعمارية القديمة والجديدة فضلا عن عدة قصص وكتابات عن الادب ودواوين في الشعر ومؤلفات تحليلية في الفلسفة وقضايا الحداثة والتراث والهوية العربية الاسلامية... الخ. وبالرغم من تخرجه من الجامعات الامريكيةوالغربية لم يلق عبد الوهاب المسيري في وسائل الاعلام الغربية ما يستحقه من الاهتمام الاعلامي والعلمي ..بسبب الاتهامات التي وجهها له بعض المتطرفين الاسرائيليين ردا على كتاباته المعادية للمشروع الاستعماري الاسرائيلي ..والتي استستهل بعضهم كالعادة وصفها " بالعداء للسامية "..؟؟ ومن مظاهر عبقرية عبد الوهاب المسيري أنه بادر قبل عشرات السنين بنشر كتابه "نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني".. أي أنه استعمل نظرية " نهاية التاريخ " قبل ربع قرن كامل عن نشر الكاتب الاميركي فرانسيس فوكوياما مقالته الشهيرة، التي تحولت الى كتاب فيما بعد، حول "نهاية التاريخ".. كان استاذ الادب الانجليزي د. عبد الوهاب المسيري بادر بنشر مقولته عام 1972. ولم تنل المقولة الشهرة ذاتها التي لحقت بمقولة الكاتب الامريكي فوكوياما. لكن بفضل الفضائيات العربية وثورة الانترنيت خلد اسم عبد الوهاب المسيري..وستصبح كتاباته خالدة..خاصة أنه احدث موقع الكتروني باسمه.. تفاعلت معه عدة مواقع.. على موقع المفكر والكاتب الراحل تعريف بكتبه التي قدمت دراسات في فلسفة التاريخ الصهيوني، اعتبرت أن "الفلسفات الفاشيَّة تحاول دائماً أن تضع نهايةً للتاريخ (الزمان والمكان) لتبدأ من نقطة الصفر. وهذا ما يصنعه الصهاينة بالنسبة لكلٍّ من الفلسطينيين ويهود العالم، إذ تتحول فلسطين العربية إلى إرتس يسرائيل أو صهيون، أي "أرض بلا شعب"، أما يهود العالم، فهم أشخاص مقتلعون لا وطن لهم، فهم "شعب بلا أرض"، ويتوقف تاريخ فلسطين (التي تنتظر أصحابها الأصليين، أي اليهود)، كما يتوقف تاريخ يهود العالم (الذين يعيشون في "المنفى"، ويتوقون للعودة لوطنهم القومي الأصلي!). وحين يضع الصهاينة نهاية للتاريخ فهم لا يختلفون كثيراً في هذا عن النازيين الذين أوقفوا تاريخ كل العناصر التي قرروا أنها تَعوق تطور الشعب العضوي (الفولك)"..." من حق كل مفكري العالم وكتابه وساسته أن يختلفوا مع عبد الوهاب المسيري ونظرائه العرب المعادين للمشروع الاسرائيلي.. لكن من مصلحتهم ومصلحة مستقبل الامن والسلم في العالم فهم وجهة النظر التي عبر عنها المسيري في عشرات من كتبه ومحاضراته ومقابلاته التلفزية والاذاعية الدولية..لأن المسيري مات ووجهة نظره لن تموت.. ويدعمها مئات الملايين من البشر..