تلميذ يعتدي على أستاذه بسكين..وزارة الأسرة تتدخل..    وزيرة التربية تتعهد بإنتداب الأساتذة النواب    رفعَ ارباحه ب 43%: بنك الوفاق الدولي يحقق أعلى مردود في القطاع المصرفي    معرض تونس الدولي للكتاب يفتح أبوابه اليوم    تجهيز كلية العلوم بهذه المعدات بدعم من البنك الألماني للتنمية    عاجل/ مسؤول إسرائيلي يؤكد استهداف قاعدة بأصفهان..ومهاجمة 9 أهداف تابعة للحرس الثوري الايراني..    الداخلية تعلن إلقاء القبض على عنصر إرهابي ثالث..#خبر_عاجل    الاحتلال يعتقل الأكاديمية نادرة شلهوب من القدس    كأس تونس لكرة السلة: إتحاد الانصار والملعب النابلي إلى ربع النهائي    كأس تونس لكرة القدم: تعيينات مقابلات اليوم من الدور السادس عشر    إصابة 23 سائحا في حادث إنزلاق حافلة سياحية.. التفاصيل    عاصفة مطريّة تؤثر على هذه الدول اعتباراً من هذه الليلة ويوم غد السبت    المنستير: ضبط شخص عمد إلى زراعة '' الماريخوانا '' للاتجار فيها    معرض تونس الدّولي للكتاب يفتح اليوم أبوابه    غوغل تسرح 28 موظفا احتجّوا على عقد مع الكيان الصهيوني    حراك 25 جويلية يناشد رئيس الجمهورية الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة    عاجل/ بعد منع عائلات الموقوفين من الوصول الى المرناقية: دليلة مصدق تفجرها..    طيران الإمارات تعلق إنجاز إجراءات السفر للرحلات عبر دبي..    في اجتماعات الربيع: وزيرة الاقتصاد تواصل سلسلة لقاءاتها مع خبراء ومسؤولي مؤسسات تمويل دولية    الوكالة الفنية للنقل البري تصدر هذا البلاغ    وزير السياحة يلتقي رئيس الغرفة الوطنية للنقل السياحي    بعد فيضانات الإمارات وعُمان.. خبيرة أرصاد تكشف سراً خطيراً لم يحدث منذ 75 عاما    التوقعات الجوية لهذا اليوم..سحب كثيفة مع الأمطار..    عاجل/ زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب هذه الولاية التركية..    الأندية المتأهلة إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي    فرنسا: إصابة فتاتين في عملية طعن أمام مدرسة شرقي البلاد    اللجان الدائمة بالبرلمان العربي تناقش جملة من المواضيع تحضيرا للجلسة العامة الثالثة للبرلمان    سلطنة عمان: ارتفاع عدد الوفيات جراء الطقس السيء إلى 21 حالة    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    بورصة تونس: "توننداكس" يقفل حصة الخميس على استقرار    جوهر لعذار يؤكدّ : النادي الصفاقسي يستأنف قرار الرابطة بخصوص الويكلو    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    أنس جابر خارج دورة شتوتغارت للتنس    عاجل: القبض على عنصر إرهابي ثان بجبل السيف بالقصرين    سيدي بوزيد.. تتويج اعدادية المزونة في الملتقى الجهوي للمسرح    توزر.. افتتاح الاحتفال الجهوي لشهر التراث بدار الثقافة حامة الجريد    سوسة: الاستعداد لتنظيم الدورة 61 لمهرجان استعراض أوسو    محمود قصيعة لإدارة مباراة الكأس بين النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى    ارتفاع نوايا الاستثمار المصرح بها خلال الثلاثية الأولى من السنة الحالية ب6.9 %    بعد حلقة "الوحش بروماكس": مختار التليلي يواجه القضاء    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    انخفاض متوسط هطول الأمطار في تونس بنسبة 20 بالمائة خلال شهر فيفري 2024    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    عاجل/ تلميذ يطعن أستاذه من خلف أثناء الدرس..    عاجل : نفاد تذاكر مباراة الترجي وماميلودي صانداونز    هام/ تطوّرات حالة الطقس خلال الأيام القادمة..#خبر_عاجل    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    البنك المركزي : ضرورة مراجعة آليات التمويل المتاحة لدعم البلدان التي تتعرض لصعوبات اقتصادية    الحماية المدنية: 9 حالات وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصباح الأسبوعي تفتح ملف النفايات الطبية في الجهات.. سموم مدفونة.. قنابل موقوتة.. موت بطيء والالتهاب الكبدي على رأس القائمة
نشر في الصباح يوم 29 - 04 - 2019

على مقربة من أحد محطات المترو الخفيف بالمنزه وأمام إحدى كليات الحقوق والعلوم السياسية وعدد من المؤسسات التعليمية والترفيه الموجهة للطفل، ألقيت نفايات طبية تثير الشبهة.. في هذا الفضاء المزدحم بالمّارة، الشباب، المراهقين والأطفال، تناثرت على جانب مصب للمياه الملوثة حقن مستعملة، إبر وبقايا ضمادات طبية.. مشهد تواصل لأيام دون أن يتم رفع هذه «الأسلحة المدمرة» التي قد تنهي حياة شاب يدمن المخدرات أو طفل مار من قرب المكان دون انتباه الأهل..
إلقاء النفايات الطبية في غير مكانها المخصص أو عدم فصلها عن بقية الفضلات العادية والتي ترفع من قبل أعوان البلدية والتعامل باستهتار مع هذه المخاطر البيئية والصحية يفرض المحاسبة العاجلة خاصة وأن هذه الحوادث تتكرر من فترة إلى أخرى رغم أن الدولة صادقت من التسعينات على قوانين واتفاقيات دولية متعلقة بالتصرف في النفايات منها الخطيرة والناتجة عن الأنشطة الطبية.
تشريعات الدولة في خصوص التصرف في النفايات الخطيرة لم يحقق الفاعلية المطلوبة فالولوج على سبيل الذكر لموقع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات يعكس استهتارا بأهمية المعلومة في ما يتعلق بطريقة التعامل مع النفايات الصحية مع غياب كبير للجانب التحسيسي في هذه المسألة فالموقع للأسف يكتفي بتصنيف أنواع النفايات وحين تصل إلى النفايات الصحية لا تجد سوى عنونة لهذا القسم من الموقع !؟
«الصباح الأسبوعي» بحثت في هذه المسألة ورصدت خطورة التعامل العشوائي مع النفايات الصحية في عدد من المناطق التونسية.
سوسة
مصبات عشوائية والتعاقد مع الشركات المختصة لا يحجب التجاوزات
تمثّل مسألة التصرّف في النّفايات الطبيّة ومعالجتها معضلة حقيقيّة وجوهريّة تعيشها أغلب المؤسّسات الصحيّة والإستشفائيّة وذلك بالرّجوع إلى التّداعيّات السّلبيّة المنجرّة عن سوء التصرّف والتّعامل مع هذه النّفايات وانعكاساتها الخطيرة على صحّة الإنسان وتداعيّاتها السّلبيّة على البيئة فالنّفايات الطبيّة النّاتجة عن مختلف الأنشطة الطبيّة بالمستشفيات والمصحّات ومراكز الرّعاية الصحيّة ومخابر التّحاليل ومراكز تصفية الدمّ تستوجب منظومة معالجة دقيقة يضبطها الأمر عدد 2745 لسنة 2008 المؤرّخ في 28 جويلية 2008 المتعلّق بضبط شروط وطرق التصرّف في نفايات الأنشطة الصحيّة غير أنّ ما يتمّ تسجيله من انحرافات في بعض المناسبات وما يتمّ رصده من تجاوزات بعدد من جهات الولاية نتيجة لعدم الالتزام بعمليّات الفرز الانتقائي وتصنيف النّفايات إلى خطيرة وعاديّة يخلق تهديدات صحيّة حقيقيّة ويطرح مضارّ بيئيّة خصوصا إذا ما تمّ توجيه النفايات الخطرة وإلقاءها في مصبّات عشوائيّة أو غير مهيّأة .
الآليات الرّقابية
تعوّل معظم المستشفيات الحكوميّة ولاسيّما المستشفيين الجامعيين سهلول وفرحات حشّاد على خدمات شركات خاصّة تتكفّل بمعالجة هذه النّفايات وتوجيهها إلى مصبّات مخصّصة أين يتمّ معالجتها والتخلّص منها بعد أن يتمّ فرزها على مستوى الأقسام حسب طبيعة ما تتضمّنه من مواد وحسب درجة خطورتها.
تعمد بعض المؤسّسات الصحيّة الخاصّة على غرار مخابر التّحاليل في ظلّ ضعف الجهاز الرّقابي وتواضع الإمكانيّات والآليّات الرّقابيّة إلى عدم الامتثال لضوابط ومقتضيات الأمر عدد 2745 المتعلّق بشروط وطرق التصرّف في نفايات الأنشطة الطبيّة فتلقي بنفاياتها بمصبّات عشوائيّة ببعض الغابات والأودية بل بلغ الأمر بالبعض منها إلى حدّ التخلّص من بقايا أنشطتها الطبيّة بإلقائها بحاويات المناطق البلديّة ومحيطها على غرار ما تمّ رصده في بداية شهر مارس المنقضي بمنطقة خزامة الغربيّة وعلى بعد أمتار قليلة من المدرسة الابتدائية بالمكان أين تمّ إلقاء كميّات كبيرة من الحقن والإبر وبقايا عيّنات مرفوعة من الدمّ وهو ما استنكره المتساكنون وطرح مقطع الفيديو الذي تمّ تداوله بكثافة على مواقع التّواصل الاجتماعي مسألة مدى قدرة الجهات المختصّة على مراقبة هذه الوضعيّات ورصد مجموع الإخلالات والإنتهاكات.
الالتهاب الكبدي
تكشف عديد الحوادث عن مدى استهتار بعض المؤسّسات الصحيّة والعيادات بصحّة المواطن متجاهلة ما يمكن أن ينتج عن الاحتكاك والتّعامل مع النّفايات الطبيّة من أمراض ومخاطر لعلّ أهمّها وأكثرها انتشارا الإلتهاب الكبديّ كما يتمّ تسجيل حالات مشابهة بمحيط بعض المستوصفات رغم ما سجّلناه من حيطة وحرص شديدين في عدد من المستوصفات العموميّة أين عاينّا توفّر تجهيزات لمعالجة الإبر وعلب خاصّة لتجميعها بعيدا عن متناول المرضى والأطفال إلى حين حلول السيّارة الإداريّة ونقلها إلى الوجهة المخصّصة في حين تفتقر بعض المستوصفات وخاصّة منها المتواجدة بالمناطق الريفيّة والنّائية إلى الإمكانيّات والخيارات فيعمد الإطار الشبه الطبّي إلى التخلّص من بقايا ونفايات الأنشطة الطبيّة - في حال تأخّر أو تعذّر قدوم السيّارة الإداريّة لرفعها - بحرقها وفقا لبعض الشهادات رغم القناعة بعدم سلامة هذا الإجراء وخطورة ما تفرزه عمليّة الحرق من غازات ضارّة مثل «الديوكسين» أو الالتجاء إلى ردمها وهو ما يسهّل نبشها من قبل الكلاب السّائبة لتكون في متناول أطفال المدارس على غرار ما تمّ منذ حوالي سنتين وتحديدا أوّل شهر ماي 2017 بمنطقة بوفيشة حيث أقدم تلميذان من المدرسة الابتدائية ببوفيشة إلى وخز زملائهم بمناطق مختلفة من أجسادهم بإبر حقن وجدوها بمحيط المدرسة وهو ما خلق حالة من الذّعر لدى الأولياء الذين اضطرّوا إلى القيام بجملة من التّحاليل وبعد تحريّات دقيقة ثبت أنّ الإبر ليست إلاّ إبرا تمّ استخدامها لرفع عيّنات من الدمّ.
أنور قلاّلة
قابس
أكثر من 300 طن من النفايات الخطيرة سنويا.. وانعكاسات سرطانية
رغم تطوّر التشريعات بشكل تدريجي في بلادنا في مجال التصرّف في نفايات الأنشطة العلاجيّة والمصادقة على جملة من الاتفاقيات الدولية، فإنّ ولاية قابس، التي تعدّ وفق دراسة أُنجزت سنة 2017 من قِبل الوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات المنطقة السابعة من حيث تقسيم مناطق البلاد التونسية، بحاجة ماسّة أكثر إلى الإمكانات المّادية والبشرية اللوجستية لضمان حسن التصرّف في النفايات الصحية الخطرة سيّما على مستوى الوحدات الصحية الإستشفائية الأساسية من مستوصفات بمختلف معتمديات الولاية التي تظلّ تفتقد بشكل أو بآخر إلى الدعم لضمان إنجاح عملية نقل هذا النوع من النفايات، كما تنتصب بجهة قابس مؤسّسة خاصة واحدة في مجال التصرّف في النفايات الصحية الخطرة وفي ظلّ عدم توفّر الأرقام المضبوطة والمتعلّقة بما تنتجه المستشفيات العمومية من نفايات الأنشطة العلاجية الخطرة DASRI فإنّ التقديرات تشير على مستوى المستشفى الجهوي بقابس إلى أكثر من 300 طن من هذه النفايات.
«الصباح الأسبوعي» تلفت نظر الجهات المسؤولة بخصوص هذا الملف الحسّاس الأشبه «بقنابل موقوتة» من حيث انعكاساتها السرطانية المضرّة لصحّة الإنسان في حال عدم ايلاء أولى مراحل الفرز المعايير والمقاييس المستوجبة من حيث تصنيف النفايات الصحية بشكل دقيق ما ينعكس بشكل مباشر وبدرجة أولى على الإطار الطبي والعمال والمرضى ويحمّل المؤسسة الاستشفائية كلفة مّادية إضافية في حال عدم التمييز الصحيح بين النفايات الصحية الخطرة والنفايات التي تعدّ منزلية في وجهها الآخر وبين الأكياس الصفراء والسوداء والخضراء في مختلف مؤسسات الجهة الصحية يبقى احتمال الخلط بين النفايات في مرحلة الفرز الأولى واردا باعتباره مخفيا بشكل أو بآخر عن الرقابة المباشرة التي تصعب بشكل آني.
تواضع الإمكانات
ولا يوفر المستشفى الجهوي بقابس إلا وحدة لحفظ الصحة تعنى بمجال إدارة ومتابعة التصرّف في نفايات الأنشطة العلاجية الخطرة تضمّ فنيين ساميين في الصحة، حيث يضمّ المستشفى وعلى مستوى طوابقه الخمسة باستثناء الطابق الإداري على محلاّت وسيطة يتمّ وضع النفايات بها موزّعة داخل أكياس صفراء (تحتوي النفايات الصحية الخطرة) وسوداء (النفايات الشبيهة بالمنزلية) وحاويات للإبر يقع إخراجها من مختلف الأقسام الصحية بشكل يومي بين الساعة الحادية عشر ونصف صباحا ويتمّ توجيه هذه النفايات إلى ما يُعرف بالمحل النهائي عبر مصاعد مخصّصة لهذا الغرض فقط ولتقوم على إثر ذلك الشركة الخاصة المتعاقدة في المجال مع المستشفى برفع النفايات وفق كرّاس شروط وبنود مضبوطة يُفترض أن يتمّ احترامها تفاديا لأي اخلالات تُذكر سيّما منها من حيث الرفع الدوري ووضع برنامج يضبط المواقيت والأطراف المحدّدة في التعامل مع أعوان المستشفى بخصوص رفع النفايات الصحية الخطرة. يُذكر وأنّ عملية رفع ما يعرف بالمشائم والموجّهة للدفن فإنّ المستشفى يقوم برفعها عبر وسائله الخاصة في حين يقتصر الدور البلدي على توفير مكان الدفن فقط.
يشار إلى أنّ أهمّ الإشكاليات تتمثّل في مدى الوعي بحسن العناية من حيث الفرز من المصدر بخصوص تصنيف النفايات والذي يعتبر جهدا يوميا من قبل القائمين على الوحدة بهدف التحسيس الجيّد بدقّة عملية الفرز كما تبقى الحاجة ملحّة إلى وسائل نقل خاصة بهذه الوحدة لتسهيل مهامهم اليومية.
«محلاّت وسيطة»
يُذكر أنّ جميع الطوابق التي تحتوي على محلاّت وسيطة جاءت في إطار عملية استباقية من قِبل المستشفى لضمان حسن سير العمل في انتظار التفعيل النهائي للمحلات الوسيطة التي تندرج في إطار اتفاقية مرتبطة بالوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ضمن برنامج دولي يشمل 12 مؤسّسة على مستوى كامل الجمهورية واللافت للنظر أنّ هذه المحلاّت الوسيطة، التي تنتظر التركيز النهائي يسهل توفيرها بشكل أو بآخر ووفق المعايير المطلوبة من قِبل الأخصائيين التونسيين ما يوفّر الوقت والكلفة.
إلى جانب الزيارات الميدانية للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بجهة قابس التي تقوم بها بشكل متواتر وفجائي، كذلك تسعى وحدة حفظ الصحة الإستشفائية بقابس من جهتها إلى العمل على تطوير الجهود لمراقبة سير التصرّف في النفايات الصحية الخطرة على مستوى مختلف المؤسسات الإستشفائية الصحية، والملاحظ أنّ العقود التي تربط المؤسسات الخاصة المعنية بالتصرّف ما تزال غير مكتملة مع عدد من المستوصفات ومراكز الصحة الأساسية إذ يقتصر الأمر حاليا على تجميع النفايات الصحية الخطيرة من مواد طبية حادة وإبر.. توضع في علب مخصّصة للغرض يقع تجميعها من الوحدات المحلية وتودع بمجمع الصحة الأساسية الذي ما يزال ينتظر إدراجه صلب إحدى اتفاقيات التعاقد مع المؤسسات الخاصة المعنية بالتصرف في النفايات الصحية الخطيرة.
وتعمل وحدة حفظ الصحة الإستشفائية على مراقبة التجاوزات بما تتوفّر عليه من إمكانات تبقى بشكل أو بآخر منقوصة من حيث وسائل النقل التي تعدّ أساسية إلى جانب الطاقم البشري، فتتمّ مراقبة المستشفيات على مستوى جهوي ومحلي وفق جدول مضبوط بشكل دوري، هذا ويتوفّر المستشفى الجهوي بقابس داخله على وحدة حفظ الصحة الإستشفائية تحتوي على فنيين ساميين في حفظ الصحة لتبقى أهم الإشكالات التي تستوجب عناية أكثر مسألة الفرز الأولي من المصدر والذي يشهد بشكل أو آخر اخلالات يرتبط غالبا بضغط العمل ومدى تنظيمه.
تجدر الإشارة إلى أنّه ما تزال تسجّل إشكالات على مستوى قطاع طب الأسنان ومخابر التحاليل بخصوص التصرف في النفايات الصحية.
هؤلاء مهددون
الطاقم الطبي وشبه الطبي إلى جانب المرضى والعمّال تبقى بشكل أو بآخر أهمّ الأطراف المهدّدة بدرجة أولى خلال كافة مراحل تداول نفايات الأنشطة العلاجيّة ابتداءا من مرحلة انتاجها (خلال تقديم العلاج) مرورا بمراحل التكييف والتجميع والخزن والرفع والنقل وانتهاء بمرحلة المعالجة.
من جهة أخرى فإنّ المواطن كذلك يكون عرضة لهذه المخاطر جرّاء تواجد حاويات غير محكمة الغلق تحتوي على نفايات أنشطة علاجية بأماكن غير مخّصصة للغرض يتاح ارتيادها بسهولة مع توفر إمكانية وضع اليد على ابر وحقن مستعملة لغاية إعادة استعمالها علاوة على التواجد في مناطق ملوثة تحتوي على نفايات الأنشطة العلاجيّة بمختلف أنواعها وقد أشارت منظّمة الصحة العالمية إلى خطر العدوى والإصابة بالأمراض السارية التي تعدّ في صدارة الأخطار منها الإصابة بالإلتهاب الكبدي صنف»ب» و»ج» إلى جانب الإصابة بفيروس العوز المناعي المكتسب
ويؤدي استعمال أنواع عديدة ومتنّوعة من المواد الكيميائيّة بالمؤّسسات الصحيّة إلى إفراز نفايات سامة فالنفايات الزئبقيّة مثلا المتأتية من البطاريات المستعملة أو من حشوات الأسنان (Amalgames dentaires) أو المحارير الزئبقيّة أو أجهزة قيس ضغط الدم المحطّمة قد تتسبّب في انبعاث أبخرة سامة شديدة الخطورة يمكن أن تؤدي في حالة استنشاقها إلى تسّممات حادة أو تراكميّة كما أ ّن الأدوية غير المستعملة أو منتهية الصلاحية قد تتسبّب في حالات تسّمم دوائي في حال لم يتّم التخلّص منها بطريقة ملائمة ووقعت بين أيدي أشخاص غير واعين بخطورتها. كذلك الإلقاء العشوائي بنفايات الأنشطة العلاجيّة خارج المؤسسات الصحيّة أو ردمها يمكن أن يؤدي إلى تلّوث التربة والمائدة المائيّة. وأمّا الحرق فيمثّل مصدرا هائلا للتلوث الهوائي بإطلاق العديد من الغازات السامة مثل الديوكسنات (Dioxines) والفيراناتFurannes ويمكن أن يؤدي تصريف المواد الكيميائيّة أو الصيدليّة السائلة مباشرة في شبكة التصريف الصّحي إلى تأثيرات بالغة الخطورة على البيئة ولاسيّما الموارد المائيّة.
تصنيف نفايات الأنشطة العلاجية
من الناحية القانونية فقد ضبط الأمر عدد 2339 لسنة 2000 قائمة النفايات الخطرة الناتجة عن الميدان الطبي والتي تشمل أقسام الطب النووي، المعالجة بالإشعاعات، نفايات مخابر المناعيات الإشعاعية والنفايات الناجمة عن البحث الإستشفائي الجامعي هذا إلى جانب مجموعة أخرى من النفايات ناتجة عن مؤسسات العلاج الطبي أو البيطري ونفايات أقسام التوليد والتشخيص والعلاج والوقاية من أمراض الأسنان. وتصنف نفايات الأنشطة العلاجية إلى ست مجموعات، خمس منها تعّد خطرة والسادسة عاديّة والمتمثّلة في نفايات الأنشطة العلاجيّة الملّوثة جرثوميّا (DASRI) النفايات الكيميائيّة والسّامة(DASRTC) النفايات القابلة للاشتعال أو الانفجار(DIE) النفايات المشعّة(DASRR) الأجزاء المشرحة، المشائم والأجنة والمواليد في حالة وفاة (PA/P/E/FMN) وهي لا تعد في الحقيقة نفايات على معنى أحكام الأمر عدد 2745 لسنة 2008 المتعلق بنفايات الأنشطة الصحيّة. النفايات العاديّة والمشابهة للنفايات المنزلية(DMA).
صابر عمري
إشكاليات في عملية الفرز من المصدر
«الصباح الأسبوعي» اتصلت بكريم الديماسي ممثّل الغرفة الوطنية لأصحاب المؤسسات الخاصة المعنية بالتصرّف في النفايات الصحية حيث أفادنا بجملة من التوضيحات بخصوص القطاع مشيرا إلى الدراسة التي أعدّتها الوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات لسنة 2017 والتي تشير إلى ما يعادل 9 آلاف طن في السنة من إنتاج النفايات الصحية الخطرة بالنسبة للقطاع العام وقرابة 2000 طن سنويا بالنسبة للمؤسسات الصحية للقطاع الخاص إلى جانب حوالي 1000 طن سنويا بالنسبة لمصحّات غسل الكلى. وبذلك تقدّر كمية النفايات الصحية الخطرة المستوجب معالجتها في حدود 12000 طن سنويا بمعدّل 0,720 كغ للفراش الواحد في اليوم وأرجع الديماسي ضعف هذه النسبة إلى الإشكالات التي تواجه عملية الفرز من المصدر حيث يتمّ الخلط بين النفايات الصحية الخطرة ببقية النفايات الأخرى.
صابر
تنسيق نجلاء قموع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.