احتضن المسرح الروماني بقرطاج مساء الاثنين عرضا للباليه الصيني قدم للجمهور تسع لوحات لوحات كوريغرافية فنية متنوعة. وحضر هذه السهرة التي تندرج ضمن فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي الدولي بالخصوص كل من وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وسفير جمهورية الصين الشعبية بتونس "وانغ وينبين" والمستشار لدى رئيس الحكومة كمال الحاج ساسي. صعد على ركح المسرح الروماني بقرطاج قرابة ثلاثين فنانا صينيا مرتدين أزياء تقليدية تطغى عليها الألوان الحارة والباردة كالأحمر والأصفر والأخضر. وقد ارتبطت هذه الألوان بالمعتقدات الفلسفية لدى الصينيين الذين يعتبرون الأحمر والأصفر والأخضر بالإضافة إلى الأبيض والأسود مرتبطة باسم الفضائل الخمس والمتضمنة للعناصر الطبيعية الخمسة وهي الماء والنار والخشب والذهب والتربة. تأخذنا اللوحات الكوريغرافية في أحضان الكون والطبيعة الأم بأشجارها ومائها وكواكبها في حركات متناغمة وبسيطة، وقد انطلقت أولى اللوحات في العرض الراقص للباليه الصيني على وقع تحركات النباتات والأزهار عند هبوب الرياح. كان مفهوم الطبيعة حاضرا بشدة في أغلب اللوحات ورقص الفنانون الكوريغرافيون وفق تموجات المياه وحلقوا في السماء فوق السحب وجسدوا النار التي ترمز للون الأحمر الذي بدوره يعتبر رمز الحظ والفرح في الثقافة الصينية. كما احتفوا بالقمر ورقصوا على أضوائه في لوحة مفعمة بالحياة وبالضحك تعكس البساطة والفرح وحب الحياة لدى الشعب الصيني . في اللوحة السابعة قدم الباليه الصيني للجمهور نبذة عن العادات والتقاليد الصينية حين تتجمل المرأة في فصل الربيع في أزهى وأحلى الملابس لملاقاة الحبيب. وفي أجواء من المحبة والعشق صورت هذه اللوحة الفنية كوريغرافيا العادات في العرس الصيني والتي تبدو مقدسة من حيث اللباس الذي يطغى عليه اللون الأحمر. كما بينت هذه اللوحة وسائل التواصل بين العشيقين في العصور القديمة ورقص الزوجين وهما مرتبطان بخيوط في رمزية مفادها بقاء حبهما خالدا حسب الأسطورة الصينية. واختتم العرض في لوحته التاسعة والأخيرة برقص الفنانين الصينيين بأزيائهم التقليدية التي شاركوا بها في أغلب اللوحات الكوريغرافية الراقصة المقدمة والتي تخللتها عروض بهلوانية وفقرات لألعاب سحرية ولوحات غنائية. واستمتع جمهور مهرجان قرطاج الدولي في هذه السهرة بجمال اللوحات الفنية التي قدمها هذا الباليه الذي يعد أحد أشهر فرق الباليه في العالم، وقد شد انتباه الحاضرين من أول العرض إلى آخره لما تتضمنه اللوحات الكوريغرافية من جمالية تعكس البعد العصري المستوحى من التراث الصيني العريق، فضرب مهرجان قرطاج الدولي مرة أخرى موعدا مع التميز وأثبت مجددا أن تونس ملتقى الحضارات والثقافات في الماضي والحاضر(وات )
