تلقت" الصباح نيوز" مقال رأي من الدكتورة والمتفقدة العامة سلوى العباسي حول التسجيل عن بعد وخطر انحسار خارطة التمدرس. وفي ما يلي نص المقال: لاشكّ أنّ رقمنة التسجيل المدرسيّ خطوة إيجابيّة اتّبعتها وزارة التربية في سبيل تمتيع كلّ متمدرس تونسي مسجّل بالمنظومة العمومية بمعرّف وحيد يوفّر قاعدة بيانات تسمح بالمتابعة والتقصي ومعرفة مدى مواصلة التلاميذ مسيرتهم التعليمية وتواريخ الانقطاع وأسبابها ، ولكن أخشى ما أخشاه هو أن تكون الإجراءات غير متاحة لضعاف الحال والقاطنين بالجهات البعيدة والمناطق النّائية والمهمّشة وأن تتظافر عوامل الفقر مع الأميّة في إبطال تسجيل آلاف التلاميذ الذين من حقهم التعلّم عمومية ومجانيّة وإجبارية. وعلى هذا الأساس أدعو وزارة التربية وجميع مكونات المجتمع المدني والجمعيات والأحزاب والمواطنين إلى تشكيل خلايا متابعة لهذه العملية المفصلية في المندوبيات الجهوية للتربية والمدارس الابتدائية ودوائر التفقّد، ولم لا إرسال قوافل من المتطوعين تطرق البيوت وتحصي عدد التلاميذ في الأسر والبيوت بالتنسيق مع البلديات ومنظومة الحكم المحليّ. المسألة خطيرة بأتمّ معنى الكلمة إن أصبحت الرقمنة عائقا أمام التمدرس ليكشّر الجور الاجتماعي والتنموي عن أنيابه ويضاعف من عدد الأميين الذي قد يلحقون بالأمية قبل أن تكون لهم أبسط حظوظ التعلّم والنّجاح كسائر أبناء الشّعب. أقول هذا الكلام خاصة لمترشحي الانتخابات بشقّيها الرئاسي والانتخابي من جعلوا التربية والتّعليم شعار أمن قومي اتركوا "الزّكرة والطبّال" ومواكب الحملات الشعبوية ومروّا مباشرة إلى الفعل والإنجاز فذلك أوّل الاختبارات لمعرفة مدى صدقيّة أقوالكم.