مصادر بوزارة الصحّة: المصابون تلقّوا العلاج في مستشفى المنجي سليم وغادروه سالمين مدير إدارة حفظ الصحّة: التحاليل تتطلّب بعض الوقت ولا يمكن معرفة أسباب التسمّم مباشرة إبّان الإصابة غلق 5 مطاعم وإخضاعها للمراقبة تونس الصباح: على إثر حالات التسمم الغذائي التي أصابت 28 حريفا من حرفاء مطاعم شعبية كائنة بالمرسى انكب أعوان المراقبة الصحية بإدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط الراجعة بالنظر إلى وزارة الصحة العمومية على إجراء التحاليل المخبرية والأبحاث الاستقصائية الضرورية لمعرفة أسباب حصول تلك التسممات وللتعرف على المادة الغذائية المشتركة التي تناولها حرفاء تلك المطاعم موفى الأسبوع الماضي وانتهت بهم إلى مستشفى المنجي سليم بالمرسى.. ومتابعة للمسألة اتصلنا بمستشفى المنجي سليم بالمرسى وعلمنا أن كل المصابين تلقوا العلاج في الابان وغادروا المستشفى ولم تتطلب حالاتهم الصحية الإقامة وفي نفس الصدد أفادتنا مصادرنا بوزارة الصحة العمومية أن المصابين بعد أن تلقوا العلاج بهذا المستشفى عادوا سالمين إلى ديارهم وهم الآن في صحة جيدة.. وصرح السيد مبروك النظيف مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط ل "الصباح" أن عدد المحلات التي تسببت في تلك التسممات الغذائية يبلغ خمسة وقد تم اتخاذ قرار فوري بغلقها للقيام بالإجراءات اللازمة التي تقتضيها مثل هذه الحوادث.. وأفادنا النظيف أن التحاليل التي يجب القيام بها عند حصول تسممات غذائية جماعية تستوجب بعض الوقت وأنه لا يمكن في كل الأحوال معرفة أسباب التسممات في وقت وجيز وإبان الحادث. وذكر أنه تم تكليف فريق مراقبة توجه أمس على عين المكان لمزيد معاينة المحلات المعنية والقيام بالبحوث اللازمة المتعلقة بحالات التسمم سالفة الذكر والتي جدت أيام 11 و12 و13 جويلية الجاري. وتأتي هذه الحادثة التي لم تسفر عن وقوع ضحايا بشرية بعد حادثة مماثلة سجلت بمدينة بنزرت منتصف شهر جوان الماضي وأثارت الرأي العام وأسالت الكثير من الحبر.. ولا شك أن تكرر مثل هذه الحوادث في ظرف زمني وجيز يثير تساؤلات رواد المحلات العمومية لترويج المواد الغذائية خاصة الذين تعودوا على اقتناء حاجياتهم الغذائية من المطاعم. ولئن اعتبر البعض حدوث تسممات غذائية في مثل هذا الفصل القائظ أمرا واردا وممكنا ولا يبعث على الانشغال فإن أعوان المراقبة الصحية يولون الأمر الكثير من العناية والاهتمام.. ويحرصون على تكثيف المراقبة الصحية لتلك المحلات خاصة خلال فصل الصيف نظرا لما يتسم به هذا الفصل من إقبال ملحوظ على المطاعم والنزل.. وكثيرا ما تتعالى أصوات أعوان المراقبة قبل مطلع الصيف محذرة من التسممات الغذائية الجماعية خاصة العائلية التي تتكرر بين الحين والآخر في مناسبات عائلية سعيدة وتبين بالكاشف أن نحو ثمانين بالمائة من التسممات الغذائية التي تحدث في تونس هي تسممات عائلية. تسممات المناسبات السعيدة حسب معطيات إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط تعود التسممات الغذائية الجماعية إلى التطور الحاصل في قطاعي الصناعات الغذائية والمطاعم مما حدا بالمستهلك إلى تناول الطعام خارج المنزل والإقبال على أماكن الأكلات الجماعية.. إضافة إلى ذلك فإن الأفراح والأعراس والولائم والزرد التي تقام عادة في فصل الصيف حيث تجتمع العائلات ويتم خلالها إعداد الأطعمة والأكلات المتنوعة التي لا تستجيب في غالب الأحيان إلى شروط حفظ الصحة من حيث الخزن والتبريد والإعداد مما يمكن أن يتسبب في حدوث حالات تسمم غذائي. وتعد التسممات الغذائية حالة مرضية تصيب الإنسان نتيجة تناوله طعاما يحتوى على جراثيم أو سموم تفرزها بعض الجراثيم ذلك أن حوادث التسممات الغذائية الجماعية تحدث بصفة مفاجئة خلال فترة زمنية قصيرة بين أشخاص اشتركوا في تناول طعام واحد. وتظهر أعراض التسممات الغذائية في شكل غثيان شديد وقيئ ومغص وإسهال وفي بعض الأحيان ارتفاع في درجة الحرارة. وتحتل المواد الغذائية سريعة التعفن والأكلات التي تستهلك طازجة المرتبة الأولى ضمن الأكلات التي تتسبب في التسممات الغذائية على سبيل المثال مستحضرات البيض والخضر ومشتقات اللحوم والمرطبات الحاملة لمستحضرات البيض والحليب. وتتمثل الأسباب الرئيسية للتسممات الغذائية في إعداد الأكلات بصفة مبكرة لفترة طويلة فاصلة بين الإعداد والاستهلاك وصنع الأكلات في درجة حرارية تمكن من تكاثر الجراثيم وذلك خارج الثلاجة وعدم تسخين الطعام بصفة جيدة وفي درجة حرارية تتعدى السبعين وعدم الاحتفاظ بالأكلات الجاهزة داخل الثلاجة وتلوث المواد الغذائية الأولية بجراثيم مضرة لا يقضي عليها إلا الطهي وعدم طبخ الطعام بصفة جيدة وإزالة التجميد بطريقة غير صحية خاصة اللحوم ووضع الأكلات والمواد الغذائية الطازجة وإعدادها في نفس المكان مما يساعد على تنقل الجراثيم ووجود أعوان حاملي الجراثيم والطفيليات أو مصابين بأمراض يعدون أو يوزعون الأكلات واستعمال بقايا الأكل في الإعداد لأكلات أخرى واستهلاك مواد غذائية طازجة كالخضر والتي لم يقع غسلها وتطهيرها بصفة جيدة واستهلاك مصبرات تحتوي على جراثيم مضرة.. وللوقاية من التسممات الغذائية ينصح أعوان المراقبة الصحية بالتأكد من جودة المواد الغذائية الأولية وأكل الطعام فور طبخه وحفظ الأطعمة والمواد الغذائية سريعة التعفن في الثلاجة أو في العارضة البلورية المبردة وفي درجة حرارة لا تتجاوز 4 درجات فوق الصفر وطهي الطعام بصفة جيدة وفي درجة تتعدى سبعين درجة وإزالة تجميد اللحوم والأسماك بطريقة صحية تدريجيا في الثلاجة وعدم الخلط أثناء التبريد بين المواد الطازجة والمطبوخة واللحوم ومشتقاتها وغسل البيض قبل استعماله بالماء المخلوط بالجافال وغسل الخضر بطريقة صحية وتطهيرها بماء الجافال وعدم استعمال بقايا الأكل لإعداد أكلات أخرى.. وللوقاية من حدوث التسممات الغذائية يجب على المستهلك التأكد من نوعية المواد الغذائية الأولية والمحافظة عليها أثناء الخزن والتبريد والإعداد.