في السنة الفارطة سجلت تونس حوالي 410 تسمّم جرّاء استهلاك المواد المتعفّنة والتعرض الى جرثومة «سالمونيلا»، وقد أفاد الدكتور حمادي دخيل (مسؤول بالوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات) بأنه مع ارتفاع درجة حرارة الطقس ومع عدم احترام قواعد الحفظ الصحي للمنتوجات الغذائية تمثل أرضية ملائمة للاصابة بالتسمّم. وأشار الى أن تعفّن المواد الغذائية ينجم أساسا عند توفر ظروف سيئة لتحضير المواد الغذائية ذات الاصل الحيواني (الحليب ومشتقاته، لحوم الدجاج، المايونيز...) وعدم احترام شروط حفظها وتوزيعها وكذلك وجود تجهيزات حفظ وتبريد غير مطابقة لشروط النظافة، دون استثناء دور العون المباشر الذي يعدّ الناقل الاول للجراثيم وفي تعفّن المواد.
ولا يكمن الاشكال حسب اعتقاده في التأثيرات الآنية أو الحينية مثل الاصابة بالتسمّم ولكن في الاصابة بأمراض خطيرة تظهر مع طول المدى نتيجة تراكم في الأنسجة وفي بعض أعضاء الجسم (الكبد، الكلى...) فقد يسبب استهلاك المواد الغذائية المتعفنة وغير المحفوظة بطريقة صحية بالاصابة مع مرور الوقت بالسرطان أو الحساسية وغيرها من أمراض العصر التي تعود بالضرر على صحّة المواطن وميزانيته وتؤثر سلبا على ميزانية الدولة والاقتصاد الوطني.
وكشف الدكتور حمادي دخيل عن وجود تجاوزات خطيرة من طرف بعض الباعة والموزّعين مثل ترك قوارير الماء ملقاة في صناديق بلاستيكية عرضة لاشعة الشمس ولتأثير العوامل البيئية.
ويساهم ذلك في التأثير وتغيير مذاق الماء إذ أن البلاستيك مع التعرض لأشعة الشمس يفرز مواد كيميائية تنتقل للماء وتغيّر مذاقه، كما أن هذه المواد تسبب مع طول المدى في الاصابة ببعض أمراض العصر، ويدعو الى أهمية الوقاية من التعفنات الغذائية وتوخي السلوكات الصحية السليمة وتفادي استهلاك المواد الغذائية والمشروبات المعروضة على الطرقات تحت تأثير أشعة الشمس.
شروط الحفظ
ويؤكد الخبراء في التغذية على أن أهمية حفظ المواد الغذائية في بيت التبريد في الثلاجة أو بطريقة التجميد وأن تخضع مختلف هذه العمليات بأسلوب علمي مثل ضرورة أن تكون المادة التي نريد حفظها في حالة جيّدة ويتم تنظيفها وإزالة كل الشوائب منها ووضعها في بلاستيك غذائي مخصص للحفظ وليس في بلاستيك عادي. من المهم كذلك تعزيز عمليات المراقبة الصحية في هذه الفترة ومعاينة مدى توفر الشروط الصحية داخل المحلات وتحديد التجاوزات التي تحصل من طرف بعض الباعة وحثهم على اعتماد أساليب حفظ صحيّة للمواد وبعدم الاستهتار بصحّة المواطن.
كما أن المستهلك مطالب باتباع بعض القواعد للوقاية من التسمم الغذائي مثل غسل اليد قبل المسك بالطعام وحفظ الأكل داخل الثلاجة وتوخّي الحذر عند تناول الأكلات السريعة والتثبت من صلوحية المواد الاستهلاكية مثل الحليب ومشتقاته والمصبرات الغذائية.