قابس: عودة الاحتجاجات الليلية وتفاقم الاختناقات... ورابطة حقوق الإنسان تحذّر من انهيار الوضع الصحي    وسط تأهب أمني.. بنغلاديش تترقب حكما تاريخيا في قضية رئيسة وزرائها المخلوعة    ترامب يلمح: سنفرض عقوبات قوية على إيران لتعاملها مع روسيا    مونديال 2026: مدرب نيجيريا يتهم الكونغو بممارسة السحر... التفاصيل    طقس اليوم: أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق والحرارة بين 19 و30 درجة    بودربالة يرفع الجلسة العامة لاتخاذ الاجراءات القانونية في حق عدد من النواب بسبب التشويش    إعلام أمريكي يكشف عن تحضيرات ترامب لاستقبال بن سلمان    ما قصة الرضيع الذي أوقف موكب الرئيس التركي في مدينة أديامان؟    وزير التجهيز : رصد اعتمادات تناهز 600 مليون دينار لفائدة الجسور والطرقات    وزير التجهيز: سيتم الشروع في انجاز 1000 مسكن في إطار برنامج الكراء المملك لفائدة الأجراء محدودي الدخل    بنزرت: إنقاذ شابين من الغرق بعد محاولتهما اجتياز الحدود البحرية    خلال شهر أكتوبر 2025 : الديوانة تحجز بضائع مهرّبة بقيمة تقارب 30 مليون دينار في عدة ولايات    العلم يكشف: لماذا لا ينسى بعض الناس الوجوه أبداً؟    خلال شهر أكتوبر: حجز كميات هامة من البضائع المهربة بقيمة ناهزت 30 مليون دينار    ولاية نابل تستضيف النسخة العاشرة لمعرض تحف وهدايا آخر السنة من 16 إلى 25 ديسمبر 2025    من بينهم 740 دكتورا: 1132 انتدابا في وزارة التعليم العالي في 2026    فاكهة التنين في تونس .. زراعة تتأقلم مع التغيّرات المناخية والشحّ المائي    أولا وأخيرا «حديد يحك حديد»    المهرجان الدولي لأفلام حقوق الانسان .. .نجاح جماهيري كبير في عشرية المهرجان    حكاية    أريانة: تكريم محمد علي بالحولة    عاجل/ يهم نزع السلاح من قوات حماس: وزير الدفاع الاسرائيلي يعلن ويكشف..    "فاشن بوليس": اطلالات مُميزة لمشاهير تونس في حفل نجوم تونس و الهام شاهين تثير الجدل!    بطولة العالم النسائية للتايكواندو: ميدالية برونزية للتونسية وفاء المسغوني في وزن تحت 62 كلغ    عاجل: بلا رونالدو.. البرتغال تنتصر 9-1 وتصل للمونديال    البرتغال تبلغ مونديال 2026 بفوز ساحق على ارمينيا    تعويضات ب 4.6 مليون دينار على حوادث مرور تسبّبت فيها سيّارات أجنبيّة على التّراب التّونسي..    الجزائر: تبون يأمر بفتح تحقيق في الحرائق التي شهدتها عدة ولايات    مصر.. القبض على فنان معروف بحوزته مخدرات في ميدان التحرير    ألعاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): آية الدريدي تحرز برونزية الووشو كونغ فو لوزن تحت 60 كلغ وترفع الحصيلة التونسية الى 11 ميدالية    تنبيه/ تدمر الذاكرة: مختصّة في مرض الزهايمر تدعو إلى تجنّب هذه العادات اليومية..    التأكيد على أن اتحاد الشغل طرف أساسي في الحوار وتحديد زيادات الأجور    الرابطة المحترفة الثانية (الجولة التاسعة): نتائج الدفعة الثانية والترتيب    سيدي حسين: ينهال على تاكسيست طعنا بسيف يسلبه ثم يفتك سيارته    انخفاض الانتاج الوطني من البترول الخام بنسبة 10 بالمائة موفى سبتمبر 2025 ت    15ترخيصا ساري المفعول في مجال المحروقات الى موفى سبتمبر 2025    إكتشاف جديد: دم المصابين ب''كوفيد طويل الأمد'' يخبي أسرار خطيرة!    أطول فندق في دولة عربية يفتح أبوابه رسمياً!    عاجل: ترامب يستثني عشرات السلع الغذائية من الرسوم الجمركية!    الفيفا يكثف جهوده للتصدي للإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي    شات جي بي تي ولى ينجم يشارك فالمحادثات الجماعية..شنيا الحكاية؟    ميزانية 2026: مهمة وزارة التجهيز والاسكان تشهد ارتفاعا بنسبة 6،3 بالمائة    إمضاء اتفاقية ترتيبات موسم الحج خلال زيارة عمل لوزير الشؤون الدينية للمملكة العربية السعودية    المنتخب التونسي يتحول الاثنين الى مدينة ليل الفرنسية لملاقاة البرازيل وديا    عاجل: قريباً إصدار كراسات الشروط لدور الضيافة والإقامات الريفية!    عاجل: غلق 11 محل ومطعم يهدّد صحة المستهلك في العاصمة    بشرى سارة: جودة زيت الزيتون هذا الموسم أحسن من الموسم الفارط!    عاجل: تونس ستطلق تجربة السوار الإلكتروني...وزيرة العدل تفسّر    الأحد: الحرارة تصل الى 30 درجة    نجاح أول عملية دقيقة لاستئصال ورم كبير في المستشفى الجهوي بالمتلوي    رأي: الإبراهيمية وصلتها بالمشروع التطبيعي الصهيوني    مع الشروق : خيارات الشراكات الاستراتيجية    أكتوبر 2025 كان شهرا جافّا    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    ''حُبس المطر'': بالفيديو هذا ماقله ياسر الدوسري خلال صلاة الاستسقاء    كم مدتها ولمن تمنح؟.. سلطنة عمان تعلن عن إطلاق التأشيرة الثقافية    ديوان الافتاء يعلن نصاب زكاة الزيتون والتمر وسائر الثمار    عاجل : وفاة المحامي كريم الخزرنادجي داخل المحكمة بعد انتهاء الترافع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل اخباري/ قتل البغدادي.. فهل تسقط عقلية الموت المقدس؟
نشر في الصباح يوم 30 - 10 - 2019

لم تكن عملية اغتيال زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي إلا شعارا لانتهاء مرحلة من مراحل "الجهاد العالمي" وبداية أخرى على أنقاض تجربة الثلاث سنوات من "امتداد التنظيم" الارهابي على خارطة الفوضى التي هزت الشرق الأوسط منذ سنة 2011 على وقع الثورات و"المؤامرات" و"الاستراتيجيات" وصراع الأجندات.
فتنظيم "داعش"، ذلك التنظيم الشبحي وجد في خارطة الصراع السورية بعد سنة 2011 أرضية للتمدد خارج "السرية" و"الغموض" التي كان ينتهجها في العراق بعد مقتل كل زعمائه منذ مؤسس جماعة "التوحيد والجهاد" أبو مصعب الزرقاوي التي تحولت فيما بعد إلى "دولة العراق الإسلامية" تابعة لتنظيم "القاعدة" الدولي.
ولعل سرعة تشكيل تنظيم "داعش" وتكتيكات الحرب الخاطفة الذي انتهجه في ضم أراضي واسعة في كل من سوريا الرقة والعراق الموصل هو الذي ايقظ "العالم" الغربي على حجم الكارثة، وأوضح للمشرفين على الحرب ضد دمشق وجيشها أنهم ارتكبوا "حماقة" استراتيجية قادت إلى "كارثة" حقيقة حولت "فرصة" الاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى "انتفاخ" تنظيم إرهابي مرجعيته تضرب في أعماق القرون الوسطى واستلائه على "أراض مهمة" خاصة مع اقتراب هذا التنظيم في سنة 2015 للاستلاء على مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط، إضافة لتوجه التنظيم لبيع النفط السوري من حقول دير الزور في السوق السوداء مما أثر على أسعاره وأثر كذلك على التوازنات الاقتصادية في المنطقة وأسهم في انتفاخ "الورم" السرطاني الذي هزت ضرباته الإرهابية كل أصقاع العالم في القارات الخمس و"انتشر" في مناطق أخرى بمنطق "باقية وتتمدد".
ولعل هذا هو الشعار الذي بقي عالقا بالأذهان منذ معركة الباغوز في البادية السورية وإعلان انتهاء سيطرته على أراض في سوريا والعراق، وانطلاق التنظيم في انتهاج "السرية" من جديد والظهور كتنظيم "شبحي"، خلاياه منتشرة في كل أنحاء العالم ويقوم بعمليات كانت درجة دمويتها كبيرة أبرزها في سريلانكا.
ويبدو ان هذا الشعار سيكون هو شعار المرحلة القادمة، فالهيكلة التنظيمية لتنظيم "داعش" بعد هزيمته في الباغوز أصبحت هيكلة تتركز على اللامركزية وعلى تحرير تخطيط وتنفيذ الهجمات على القيادات الميدانية لخلاياه والجماعات المنضوية تحته في جميع أنحاء العالم، وهو ما جاء على لسان البغدادي في آخر ظهور له أفريل الماضي.
ومن خلال هذه الرسالة بدأت فروع التنظيم في التحرك والضرب حتى في أماكن جديدة من العالم، وأخذت تستثمر في فوضى بعض "الدول الفاشلة" وبعض "الجغرافيات الغاضبة"، مثل تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى الذي يتزعمه أبو وليد الصحراوي والذي امتدت ضرباته حتى بوركينا فاسو بعد ان قام بعديد العمليات في مالي والنيجر واستهدف جنودا أمريكيين وفرنسيين وجنودا من دول غرب افريقيا.
ولا يبدو أن تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى بعيدا عن "بداية عودة" التنظيم في ليبيا وخاصة في الصحراء الليبية حيث ان فوضى الاشتباكات العرقية هناك ساهمت في إعادة تمركزه واختلاله لأراض في عمق الصحراء الليبية، فيما قام المغرب بتفكيك خلية داعشية أراد زعيمها الالتحاق بالصحراوي قبل أن يتم القبض عليه.
ولا يمكن التركيز على امتداد التنظيم في الصحراء الكبرى دون ذكر أن فرعه في أفغانستان والمنشق عن حركة طالبان اضحى يمثل عائقا للتحالف الدولي الذي تتزعمه واشنطن الذي يحاول القيام بعملية سلام معها بمقابل يأبى التحرك خارج منظومة "الجهاد" والتي تمثل خلفيته اعتماد أيديولوجية طالبان -التي من جهتها- باتت تتحسس خطر فرع داعش على مكانتها ضمن خارطة التنظيمات الجهادية الدولية خاصة بعد افول نجم القاعدة المعطيات والاستنتاجات أن تنظيم "داعش" لا يمكن هزمه من خلال ضرب رأسه خاصة وأن البغدادي كان على ما يبدو مركزا على الاختفاء عن المخابرات التي تقتفي اثره على أن يركز على عمليات التنظيم بكل فروعه في العالم، في وقت اغترفت قيادات كبرى أن مساعده أبو عمر التركماني هو الذي اضطلع منذ فترة بمهام التخطيط في التنظيم والذي يرجح أنه سيخلف البغدادي على رأس التنظيم.
ان ضرب تنظيم "داعش" وتبديده كفكرة متطرفة لا يمكن أن يتحقق إلا إذا ما تمت إبادة كل الظروف التي تسهم في ابقائه موجودا وأبرزها محاربة الفقر والفكر المتطرف وإزالة كل ضروب العنصرية والظلم والطائفية المتغلغلة في الشرق الأوسط، إضافة لتعزيز سلطة الدولة في هذه المنطقة، واخراجها من دائرة صراع الأجندات الذي أتى بورم زرع بقصد أو بغير قصد في هذه المنطقة وكلف كل دول العالم تكاليف كبيرة للقضاء عليه.
ولا يبدو أن "داعش" سينتهي فكريا على المدى القصير والمتوسط، فأفكار التطرف تبقى الأقرب للعقول البسيطة التي تقولب وفق منطق ديني يقنعها على الذهاب "للموت المقدس" دون إرادة الحياة، وذلك بالتركيز على خطاب "المظلومية" و"الحاكمية" وحصره ضمن خطاب قائم على ثنائية (مسلم وكافر على سبيل المثال).
بقلم: نزار مقني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.