اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    صور: رئيس الجمهورية في زيارة غير معلنة إلى معتمدية الدهماني: التفاصيل    قيس سعيد يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها (صور + فيديو)    كيف سيكون طقس الجمعة 2 ماي؟    طقس الجمعة: خلايا رعدية مصحوبة أمطار بهذه المناطق    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإصلاح عمل متواصل والإسهام في بناء الغد الأفضل للبلاد مفتوح أمام الجميع
الرئيس بن علي في اختتام أشغال اللّجنة المركزية للتجمّع
نشر في الصباح يوم 19 - 07 - 2008

قرطاج (وات) اشرف الرئيس زين العابدين بن علي يوم امس الجمعة على اختتام اشغال الدورة العادية التاسعة للجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي التي تواصلت ايام 15 و16 و17 و18 جويلية الجاري.
واستمع سيادة الرئيس في بداية الجلسة الختامية الى اللائحة العامة لهذه الدورة التي تضمنت مشاعر اعتزاز التجمعيين بما تحقق في تونس من انجازات ومكاسب رائدة في كل المجالات مؤكدة بالخصوص على القرار الصادر عن الدورة الثامنة للجنة المركزية والذي اوكلت فيه بحكم صلاحياتها الى مؤتمر التحدي الاعلان عن ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 وهو قرار يجسم اصرار التجمعيين والتجمعيات في الداخل والخارج على ان يواصل سيادة الرئيس قيادة مسيرة تونس.
وألقى الرئيس زين العابدين بن علي اثر ذلك خطابا اعرب في مستهله عن عميق تاثره بما تضمنته اللائحة العامة من مشاعر نبيلة نحو شخصه وما تنم عنه من صدق الوطنية وخالص النضالية مبرزا العناية التي خص بها المؤتمر القادم للتجمع وما يعكسه اختيار شعار "التحدي" من ارادة قوية وتصميم ثابت على اجتياز العراقيل والصعوبات وعلى تحقيق مزيد المكاسب والانجازات.
واكد ان "الاصلاح عمل متواصل لا يتوقف وان مجال المشاركة والاسهام في بناء الغد الافضل للبلاد مفتوح امام الجميع" مبرزا ريادة التجمع وعمق انخراطه في نهج الاصلاح والتحديث والتزامه بالخيارات السياسية.
واشار الرئيس زين العابدين بن علي الى مراهنة تونس منذ بداية التغيير على التجمع ليكون حزب الريادة وحزب الخيار الديمقراطي الذي هو من الثوابت الوطنية وركائز المشروع الاصلاحي.
وبعد ان بيّن ان السنوات الخمس القادمة ستكون فترة حاسمة باعتبارها سنوات الذروة بالنسبة الى طلبات الشغل الاضافية والعدد الاقصى للطلبة في التعليم العالي والاندراج العميق للاقتصاد الوطني في الفضاءين الاقليمي والدولي، دعا سيادة الرئيس الى المثابرة ومزيد البذل والى تعميق الادراك للابعاد الجديدة للمسيرة الوطنية والتشبث بثوابت التغيير وفي مقدمتها التلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي وترسيخ قيم التضامن والتآزر والحفاظ على استقلالية القرار الوطني.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب الرئيس زين العابدين بن علي:
«بسم الله الرحمان الرحيم
أيها المناضلون
أيتها المناضلات
نلتقي في اختتام اشغال الدورة العادية التاسعة للجنة المركزية التي التأمت في سياق استعداد حزبنا لعقد مؤتمره الخامس منذ التغيير مؤتمر التحدي الذي سيلتئم في موفى الشهر الجاري.
واذ اتوجه اليكم والى سائر مناضلي التجمع ومناضلاته في الداخل والخارج بالشكر والتقدير فاني اعرب عن ارتياحي لما تبذلون من جهود في نشاطكم السياسي تكريسا لخياراتنا الوطنية وتجسيما لمبادىء حزبنا وتوجهاته حتى يظل الاقدر على الاضطلاع بالامانة امانة التغيير والانجاز امانة كسب الرهانات وتحقيق الطموحات لاجل المستقبل الافضل لكل التونسيين والتونسيات.
وقد كانت اعمالكم فرصة مجددة للحوار وتعميق النظر في المواضيع المعروضة عليكم واذ اسجل الحماس الذي ميزها فاني اعرب عن عميق الاثر الذي خلفته في نفسي المشاعر النبيلة التي عبرت عنها اللائحة العامة للجنة المركزية في هذه الدورة نحو شخصي وما تنم عنه من صدق الوطنية وخالص النضالية مؤكدا تقديري لما تضمنته من مواقف وتوصيات سنوليها كل العناية والاهتمام.
أيها المناضلون
ايتها المناضلات
ان للمؤتمرات اهمية كبرى في حياة الاحزاب السياسية فهي محطات للمراجعة والتقويم ومنطلق لمسار جديد من النضال والعمل السياسي في ضوء مستجدات كل مرحلة واهدافها.
وقد اولينا عناية خاصة لمؤتمرنا القادم نظرا للمنعطف المصيري الذي بلغته بلادنا في طريقها نحو ترسيخ الحداثة والارتقاء الى مراتب الدول المتقدمة واعتبارا للظرف العالمي الدقيق والمتغيّر.
وقد حرصنا على ان يرقى هذا المؤتمر الى مستوى التحديات المرتقبة والرهانات القادمة واذ اخترنا له «التحدي» شعارا فان ذلك تعبير عما يحدونا من ارادة قوية وتصميم ثابت على اجتياز العراقيل والصعوبات وعلى تحقيق مزيد المكاسب والانجازات.
اننا نعول دوما على التفاف شعبنا وريادة حزبنا وعمق انخراطه في نهج الاصلاح والتحديث والتزامه بخياراتنا وسياساتنا.
وقد شهدت الساحة التجمعية خلال المرحلة المنقضية من اعداد مؤتمر التحدي حركية كبرى شملت كل الهياكل القاعدية والجهوية والوطنية داخل الوطن وخارجه ولمسنا مدى اهميتها من خلال ما اثمرته لجان التفكير في كل المستويات من توصيات ومقترحات ثرية وكانت الفرصة سانحة لكل كفاءات حزبنا وقدراته النضالية للمشاركة والاسهام في مختلف مراحل الاعداد، وقد تجلى ذلك في مشاريع اللوائح التي توصلت اليها اللجان الوطنية والتي تناولتموها بالدرس والنظر خلال هذه الدورة قبل عرضها على المؤتمر.
أيها المناضلون
أيتها المناضلات
ان حرصنا على ان يظل حزبنا فضاء للحوار ومجالا رحبا لتطارح القضايا وتبادل النظر انما يتكامل مع سعينا إلى ان يكون التجمع مدرسة للديمقراطية فكرا وممارسة.
اننا راهنا منذ بداية التغيير على التجمع الدستوري الديمقراطي ليكون حزب الريادة وحزب الخيار الديمقراطي الذي هو من ثوابتنا الوطنية وركائز مشروعنا الاصلاحي.
لقد اردنا للاصلاح ان يكون شاملا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وان يستفيد من ثماره كل تونسي وتونسية.
وان من اهم ثوابت التغيير ارساء دعائم المجتمع المتضامن المتوازن الذي تنصهر فيه مختلف الفئات والجهات ويتقاسم فيه الجميع ثمار التنمية.
وقد جعلنا من النهوض بكل الفئات والجهات خيارا استراتيجيا حرصنا على تجسيمه على ارض الواقع ايمانا منا بانه لا معنى للتنمية الاقتصادية في غياب العدالة الاجتماعية.
واذ لا تدخر الدولة جهدا من اجل النهوض باوضاع كل الفئات والاخذ بيد ضعاف الحال ومحدودي الدخل الذين كرسنا دوما انحيازنا لهم فان جسامة التحديات المطروحة في ضوء ما يشهده العالم من تقلبات وخصوصا منها الارتفاع غير المسبوق لاسعار المحروقات والمواد الغذائية الأساسية تقتضي تضافر جهود الجميع لرفع هذه التحديات بما يعنيه ذلك من تقاسم للتضحيات وترسيخ لقيم التضامن والتآزر بين التونسيين والتونسيات كافة.
وان للتجمع وسائر القوى الوطنية في البلاد دورا اساسيا في التعريف بهذه التحديات والتوعية بالرهانات المطروحة وحفز الهمم لمزيد البذل والعمل.
ان الاصلاح عمل متواصل لا يتوقف كما ان مجال المشاركة والاسهام في بناء الغد الافضل للبلاد مفتوح امام الجميع فتونس للجميع ذلك هو مبدؤنا الراسخ واذ نتقبل برحابة صدر كل نقد نزيه منطلقه وغايته تعزيز حركية الاصلاح والتغيير واثراء المكاسب في مختلف المجالات فاننا ندعو الى التصدي الى محاولات البعض استغلال الصعوبات الظرفية والعوامل الخارجة عن نطاقنا للتشكيك في الخيارات المنتهجة التي اثبتت الايام جدواها والتي يقر كل ملاحظ نزيه بنجاعتها وسلامتها.
ان السنوات الخمس القادمة ستكون فترة حاسمة فهي سنوات الذروة بالنسبة الى طلبات الشغل الاضافية وسنوات العدد الاقصى للطلبة في التعليم العالي وسنوات الاندراج العميق للاقتصاد الوطني في الفضاءين الاقليمي والدولي.
ولئن توفقت بلادنا في التفاعل مع التحولات وتحقيق نتائج مشرفة تؤكدها المؤشرات في مختلف المجالات فان المرحلة المقبلة تقتضي الى جانب المثابرة ومزيد البذل تعميق الادراك للابعاد الجديدة للمسيرة الوطنية والتشبث بثوابت التغيير وفي مقدمتها التلازم بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي وترسيخ قيم التضامن والتآزر والحفاظ على استقلالية القرار الوطني.
واذ نعتبر في كل ذلك ان الاولوية دوما للتشغيل فهو في صدارة اهتماماتنا الوطنية فاننا نامل ان تفضي الاستشارة الوطنية حوله الى مقترحات عملية لمزيد التخفيف من وطأة البطالة وتوسيع آفاق الاندماج في الحياة المهنية.
اننا فسحنا المجال واسعا امام كل العزائم الصادقة للمشاركة في بلورة التصورات والخيارات ونحن حريصون على المضي قدما على درب تكريس هذا الخيار والاستئناس بآراء ومقترحات كل الاطراف التي تضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار.
أيها المناضلون
أيتها المناضلات
تستعد الهياكل التجمعية بالجهات لانتخاب مرشحيها لعضوية اللجنة المركزية بعد ان نظمت منذ اسبوعين انتخاب نوابها في المؤتمر واننا نشيد بروح التنافس النزيه التي تميز قواعد حزبنا واطاراته وبحرص مناضليه على احترام قيم التعامل الديمقراطي والشفافية والاحترام المتبادل بما يجسم في صورة رائعة قوة الرباط القائم بين مناضلي حزبنا على تنوع فئاتهم وتركيبتهم الاجتماعية ذلك الرباط القائم على مبادئ ثابتة وايمان راسخ برسالة التجمع وعلى الالتزام بميثاقه واهدافه.
ان مراهنتنا على المرأة في الحزب وفي المجتمع من تقديرنا لدورها وحرصنا على ان تكون عنصرا فاعلا في مسيرة بلادنا.
واذ انوه بجهود التجمع المتميزة للاحاطة بالمرأة وفتح مجال العمل السياسي امامها فاني اكبر نضالية المرأة التجمعية مؤكدا جدارتها بالمكانة التي اوليناها اياها وأوصي بان تكون كل المحطات السياسية مناسبة لتاكيد هذا التوجه وادعو الى ان يكون انعقاد مؤتمر «التحدي» فرصة متجددة لتعزيز مكانة المرأة في صفوف حزبنا ولمزيد تفعيل دورها في عمله ونشاطه وما قرارنا بان يكون حضور المرأة بنسبة 30 بالمائة على الاقل في التشكيلة القادمة للجنة المركزية الا ترسيخ لهذا الخيار.
كما أوصي بتكثيف جهود حزبنا من اجل مزيد الشمولية في برامجه باتجاه المرأة حتى تتكامل فيها العناية بالمرأة في الارياف وداخل الاحياء والمناطق الشعبية مع الاهتمام بالنخب النسائية في مختلف القطاعات وحتى تظل المرأة عنصرا من عناصر قوة حزبنا ووجها بارزا من وجوه حداثة تونس وتقدمها.
أيها المناضلون
أيتها المناضلات
ان الشباب هو عنفوان الشعوب وصورة توقها نحو الافضل فيه تتجسم طموحاتها وعليه تعلق آمالها ومن لا يولي الشباب حقه من الرعاية والعناية يخطىء الطريق الى المستقبل.
ان الواجب يقضي بان نكون في حالة اصغاء الى الشباب نحيطه وناخذ بيده مقدرين انه خلق لزمن غير زماننا حريصون مع ذلك على تجذيره في ثوابت الوطن وخياراته والولاء لتونس دون سواها فتونس اولا والشباب دائما.
واننا نجدد العهد كل يوم مع الشباب من خلال ما نتخذه لفائدته من القرارات والاجراءات لاندخر اي جهد من اجله ونقدم على جميع التضحيات في سبيل النهوض به وتعزيز دوره.
وفي هذا الصدد والى جانب قرارنا القاضي بتطوير تركيبة اللجنة المركزية للتجمع بالترفيع في عدد اعضائها بعضو واحد عن كل لجنة تنسيق فقد اذنا كذلك باثرائها باضافة شاب وشابة من التجمعيين دون سن الثلاثين عن كل لجنة تنسيق وعن هياكل التجمع في الخارج وان في هذا القرار تاكيدا لمراهنتنا على الشباب في التجمع وعلى الصعيد الوطني عامة حتى يتمرس بالمسؤولية ويكون شريكا فاعلا في تنمية البلاد ودعم تقدمها وازدهارها.
وما الحوار الوطني الذي اذنا به هذا العام مع الشباب وقطعنا شوطا كبيرا في تنظيمه الا تكريس متجدد لذلك الرهان.
واني احيي بهذه المناسبة التفاعل الواسع لشبابنا مع هذه المبادرة واقباله على المشاركة فيها وعلى التعبير الحر والمسؤول عن افكاره وطموحاته بما سيساعد على صياغة ميثاق شبابي وطني يكون مرجعا للاجيال الناشئة اساسه وغايته «تونس اولا».
واني اعرب عن تقديري للدور البارز الذي اضطلع به التجمع في انجاز هذا الحوار وتوفير التعبئة اللازمة له في اطار عنايته بالشباب والتجاوب مع مشاغله وفي طليعتها موضوع التشغيل ولا سيما لحاملي الشهادات العليا.
واني ادعو التجمع الى مواصلة تكثيف اهتمامه بهذا الموضوع في اطار برامجه وما ينظمه من الندوات وكذلك في اطار اللجان الجهوية للمبادرة التي شكل بعثها وما حققته من نتائج خير دعم لجهود الدولة في هذا المجال.
كما اوصي بالحرص على ان تكون الانشطة الصيفية التي دأب التجمع على تنظيمها سنويا بالتعاون مع الهياكل الشبابية فرصة لمزيد الاحاطة بالشباب وتوفير برامج التكوين والترفيه الملائمة والتي تزيد في تعميق وعيه وتنمية مواهبه وقدراته وتحميه من مخاطر الانحراف.
أيها المناضلون
أيتها المناضلات
ان التونسيين في الخارج سند لتنمية وطنهم وجسر للتواصل الحضاري مع بلدان اقامتهم واذ استحضر الجهود التي تبذلها الهياكل التجمعية في الخارج وما تنجزه من برامج وانشطة واسجل بارتياح نجاح اللقاءات التي اذنا بتنظيمها مؤخرا لفائدة الجالية في اطار الاستعداد للعودة الصيفية وانتخاب نواب هياكلها التجمعية لمؤتمر «التحدي»، فاني ادعو الى تكثيف الجهود للاحاطة بجاليتنا خلال العطلة الصيفية.
ان تنظيم مؤتمرنا وسعينا لانجاحه يتلازمان مع استمرارية عملنا السياسي وتواصل برامجنا وانشطتنا سواء على صعيد العمل الفكري والتثقيفي او في مجال النشاط التعبوي والعمل الاجتماعي والتطوعي.
واني اوصي باحكام الاعداد للجامعات الصيفية التي اذنا بتنظيمها في نهاية هذه الصائفة وكذلك للندوة الدولية القادمة دعما لما لنا من تقاليد راسخة في هذا المجال كما ادعو الهياكل التجمعية وخاصة القاعدية منها والمحلية الى مضاعفة جهودها على صعيد التحرك الميداني والاصغاء الى مشاغل المواطنين ومزيد الانخراط في العمل التطوعي والنشاط التضامني تعزيزا لمكانة حزبنا ولدوره في المجتمع.
ان قوة حزبنا في تواصل اجياله وفي تنوع نخبه واشعاعها وفي اتساع قواعده ونحن نعتز بما في صفوف التجمع من المقاومين والمناضلين الذين نكن لهم التقدير والاحترام ونشملهم بالعناية والرعاية ونحرص دائما على ان يكون عملنا السياسي شاملا متطورا مستجيبا لمختلف الحاجيات متفاعلا مع كل الطموحات متسعا لجميع الشرائح والفئات تنصهر فيه كل الطاقات وتتكامل في اطاره جهود النضال والتضحية وتتوحد العزائم من اجل كسب الرهانات ورفع التحديات.
وان ما نوليه من العناية للنشاط الخارجي للتجمع ولعلاقاته مع الاحزاب الشقيقة والصديقة والتنظيمات السياسية الاقليمية والدولية انما يؤكد حرصنا الدائم على تعزيز مكانة حزبنا على الصعيد الدولي وتوسيع اشعاعه.
واني اوصي بتكثيف هذا النشاط بما يمكن التجمع من الاضطلاع بدوره كاملا في مجال التعاون والتنسيق حول القضايا المطروحة والتعريف بخيارات تونس ومكاسبها ودعم ما تحظى به بلادنا من الاحترام والتقدير بفضل اعتدال مواقفها وتعلقها بمبادىء الشرعية الدولية وحرصها على نشر الامن والسلم والاستقرار في العالم وجهودها من اجل تكريس قيم التضامن والتسامح ونبذ العنف والتطرف والارهاب وبفضل انخراطها الجدي في ديناميكية الحوار بين الثقافات والحضارات والاديان.
وفي ضوء مبادئنا وثوابتنا نؤكد مجددا مساندتنا الكاملة للقضية الفلسطينية ومؤازرتنا للجهود الرامية الى تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من استعادة حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة في اطار حل عادل وشامل ودائم يضمن الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ويوفر لشعوبها اسباب النماء والتقدم.
كما نؤكد مجددا ضرورة تكثيف الجهود الاقليمية والدولية لوضع حد لتردي الاوضاع الامنية والانسانية في العراق ومساعدة الشعب العراقي الشقيق على اعادة اعمار بلاده في كنف الوحدة والاستقرار.
ونعرب عن ارتياحنا لما شهدته الساحة اللبنانية من عودة الوفاق بما يساعد الشعب اللبناني الشقيق على الحفاظ على امنه واستقراره ووحدته الوطنية.
واذ احتفل التجمع مع سائر الاحزاب والتنظيمات السياسية في المغرب العربي بالذكرى الخمسين لمؤتمر طنجة التاريخي فاننا نؤكد التزامنا بالبناء المغاربي خيارا استراتيجيا لا محيد عنه وفاء لنضالات الرواد واستجابة لطموحات شعوبنا وسنعمل دوما على تحقيق هذا المشروع التاريخي الكبير واستكمال انجازه واجتياز الصعوبات القائمة امامه.
كما نؤكد انخراطنا في العمل العربي المشترك وحرصنا على دعم هياكله ومؤسساته وعلى راسها جامعة الدول العربية تكريسا للتضامن العربي وخدمة للاهداف المرسومة في هذا المجال.
واذ دخلت بلادنا منذ مطلع السنة الحالية في منطقة تبادل حر مع الاتحاد الاوروبي كأول بلد متوسطي يبلغ هذه الدرجة من الشراكة مع هذا الاتحاد، فان تونس تظل حريصة على تنمية علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي ومع دول هذا الفضاء على اساس الاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة.
وفي هذا الاطار يتنزل تفاعلنا الايجابي مع مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي نريده فضاء لتعزيز الروابط الاورومتوسطية ومجالا لتنمية علاقات التعاون والشراكة المتضامنة بين البلدان المعنية.
ونحن نحرص من ناحية اخرى على تفعيل التضامن الافريقي وعلى توسيع مجالات التعاون مع سائر بلدان قارتنا ونعمل على الاسهام الفاعل في تعزيز اسس الاتحاد الافريقي من اجل تحقيق ما تصبو اليه بلداننا من امن واستقرار وازدهار كما نعمل على دعم العمل المشترك بين بلدان مجموعة دول الساحل والصحراء التي ننتمي اليها وعلى تفعيل التعاون والتضامن بينها.
كما نسعى الى ترسيخ اسس التعاون مع سائر الدول الصديقة في العالم وفي مقدمتها دول القارتين الامريكية والاسياوية.
أيها المناضلون
أيتها المناضلات
اننا في طريق الاصلاح والبناء سائرون يدفعنا الاخلاص لتونس وشعبها ويشحذ عزمنا حرصنا الدائم على الارتقاء ببلادنا الى ما رسمناه لها من آفاق النماء والسؤدد ننهض بالحاضر مثلما نؤسس للمستقبل ونستمد من روح التحدي التي تسكننا ما به نجتاز الصعوبات ونبلغ الغايات نعول على ابناء شعبنا وبناته كما نراهن على حزبنا العتيد حتى يكون على الدوام في طليعة قوى الفعل والانجاز وفاء لمبادئه الخالدة واضطلاعا برسالته الوطنية المتجددة.
قال تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» (صدق الله العظيم).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.