تعتبر معتمدية بالخير من ولاية قفصة منطقة عبور بين ولايتي قفصة وقابس تتميز تركيبتها الديموغرافية بغلبة فئة الشباب وبطابعها البدوي الحضري وتتميز بثروات طبيعية وبشرية هائلة في حاجة للكشف والاستغلال من اجل النهوض بهذه المعتمدية التي تعاني من ارتفاع مهول في منسوب البطالة بين سكانها ..تتميز هذه الربوع بازدهار نشاط قطاع الصناعات التقليدية التي لا نظير لها بالبلاد التونسية وتتمثل أساسا في صناعة البخنوق الذي هو صناعة فريدة من نوعها في أشكالها الهندسية الدقيقة كما تشتهر الجهة بصناعة الزربية وبصناعات تقليدية أخرى..تتوفر بالجزء المعروف بمنطقة الطلح شجرة عجيبة فريدة من نوعها بالبلاد التونسية هي شجرة الطلح التي أخذت منها تسمية الجهة وهي شجرة ينعدم وجودها بباقي أنحاء البلاد التونسية تفيد المعطيات التاريخية انه تم جلبها خلال القرن 11 ميلادي عن طريق بني هلال في زحفهم على مناطق شمال إفريقيا وهي شجرة برية غابية شدت انتباه الباحثين والمؤرخين ..بمنطقة الطلح محمية طبيعية تعرف بمحمية هداج تكسوها شجرة الطلح إضافة إلى احتوائها على أنواع الغزال والنعام وتتوفر على عين ماء جارية تتشكل على صورة شلالات صغيرة وهي عين ماء طبية حيث يتداوى بها المصابون بالروماتيزم وأنواع البثور والأمراض الجلدية كما تتوفر الجهة على مواقع أثرية تراثية لم يتم نفض الغبار عنها إلى اليوم رغم أهميتها السياحية والاقتصادية الهامة منها هنشير قراوش وهنشير البارود بعد توقف الحفريات في هذا الخصوص كما توجد بالجهة فسقية ذات شكل وطابع اغلبي تشبه إلى حد لافت فسقية الاغالبة بالقيروان ويتوفر بجبل بكو بالجهة سلسلة من المغاور تتوفر إلى حد اليوم على معاصر زيتون بربرية قديمة ... كذلك تعتبر منطقة العيايشة التابعة لمعتمدية بالخير وهي قرية أنشئت خلال القرن 14 م عن طريق إحدى القبائل القادمة من شمال الجزيرة العربية تعتبر هذه الجهة من اهمم المناطق التي تحوي وتشتهر بصناعة الفخار والطباشير الأبيض وهي الموزونات الأساسية للجبال المحيطة بالمنطقة في انتظار استغلالها واستثمارها للنهوض بواقع الجهة المتميز أساسا بانتشار واسع للبطالة في صفوف أبنائها بينهم المئات من أصحاب الشهادات الجامعية العليا قي مختلف التخصصات العلمية كما تتوفر بالجهة مخزونات هامة من مادة الجبس من مختلف الأنواع..كل هذا المشهد في حاجة إلى تدخل من طرف الدولة والمستثمرين الخواص للنهوض بالواقع المرير للجهة التي تعاني تهميشا واضحا في كل المجالات رغم تنوع المعطيات الطبيعة القادرة على تغيير واقع المنطقة خاصة آن السياحة البيئية والسياحة الاستشفائية والثقافية والأثرية يمكن أن تشكل أساسا للنهوض بواقع الجهة التنموي إذا ما تم استغلالها والتعريف بها ...