بعمل مسرحي جديد بعنوان " جوﺟﻤﺔ... ﺣﺲ" ، امتد حوالي ساعتين ، افتتح المختبر المسرحي بسجن برج الرومي عروض مسرح السجون صباح اليوم بدار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة . يتمحور موضوع المسرحية حول غرائز وﻫﻮﺍﺟﺲ ﻭﺍﻓﻜﺎﺭ تتحول ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﺗﺘﻤﻈﻬﺮ في ﺷﻜﻞ ﺷﺨﻮﺹ. ﻟﻜﻞ ﻫﺎﺟﺲ ﻭلكل ﻓﻜﺮﺓ ﻭلكل ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺷﺨﺼﻴة تلتقي أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ رهينة ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ، هي ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ، تناقضات ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭاﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. وفي تصريحه ل"الصباح نيوز " يقول محمد أمين الزواوي مخرج هذا العمل إلى جانب نضال الدين المعزي ، ان هذه المسرحية هي ثمرة عمل جماعي ، شارك في التمثيل 9 ممثلين من نزلاء المؤسسة السجنية ، منهم من شارك في إنتاجات المختبر السابقة ومنهم من يشارك لأول مرة في عرض مسرحي و يقف أمام الجمهور. تنفتح المسرحية على مجموعة من الناس يلتقون في مستشفى تحاصرهم الجدران ، ويعانون كافة أشكال الإضطهاد، ولا يجدون وسيلة للهروب من واقعهم أو تغيره ، فيعتمدون على الحلم والخيال لتغييره ، فيرسمون بخيالهم العوالم التي يحبونها، عوالم جديدة و غريبة في نفس الوقت، تختلف عن المستشفى. وهذه المسرحية هي الثالثة من إنتاج المختبر المسرحي بسجن برج الرومي، بعد المسرحية الحدث " وجيعة " و مسرحية "الدبو" . وفي تصريح بعض المسؤولين عن النشاط الثقافي داخل المؤسسة السجنية ل "الصباح نيوز " فان هذا ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ الثقافي يعتبر ﺭﻛﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﺎﺋﺰ لتعزيز ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ تعتمد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﺠﻮﻥ واﻹﺻﻼﺡ ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﻧﺴﻨﺔ الفضاء ﺍﻟﺴﺠﻨﻲ ،ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻤﻮﺩﻉ ﻓﻲ ممارسة ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﺄﻱ ﻣﻮﺍﻃﻦ ، من ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ واﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺍﻟﺬﻱ من ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻠﻤﻮﺩﻉ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ للتصالح ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﻭاكتشاف ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ وقدراته وﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺣﺾ الشحنات ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍ كانت أو سلوكيات، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﻮﺩﻉ نفسه مهيأ ﻧﻔﺴﺎﻧﻴﺎ ﻭﻓﻜﺮﻳﺎ وسلوكيا ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺤﺮﺓ ، ﺣﺎﻣﻼ ﻣﻌﻪ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ على الاﻧﺪﻣﺎﺝ السليم ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ، ﻭهذا ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﺠﻮﻥ ﻭ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻹﻧﺠﺎﺣﻪ ﻭ ﺩﻋﻤﻪ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻳﻨﻈﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ.