تحت عنوان "حكومة تشكٌلها النهضة أم حكومة يعيٌنها الرئيس؟ تلك هي المسألة ، البقية مناورات" كتب السياسي الصحبي بن فرج مقال رأي ل"الصباح نيوز" ، أكد من خلاله ان اصل الاشكال يتمثل في ان التيار والشعب يفضلان انتقال التكليف من الحبيب الجملي الى شخصية يعينها الرئيس بينما تستميت النهضة من إجل تمرير حكومتها لتفادي هذا السيناريو. وفي ما يلي نص المقال يفضل التيار والشعب انتقال التكليف من الحبيب الجملي الى شخصية يعينها الرئيس بينما تستميت النهضة من إجل تمرير حكومتها لتفادي هذا السيناريو قلب تونس يعلم انه سيكون خارج الحساب إذا تولٌى الرئيس تشكيل الحكومة أما إئتلاف الكرامة فهو على يقين من أنه سيدفع فاتورة إنقلابه على قيس سعيد قبيل الدور الأول للرئاسية تحيا تونس من ناحيته يهدف بالأساس الى التخلص من كابوس تواجد قلب تونس في الحكومة ، ويرى أنه قد حان الوقت لاستثمار العلاقة الجيدة بين قيس ويوسف لانتزاع حجم وازن في المشهد الحكومي والتخلص من قلب تونس في نفس الوقت في نفس الوقت، يتوجس يوسف الشاهد من سيناريو المرور الى حكومة الرئيس، ويقرأ ألف حساب لإمكانية انتخابات سابقة لاوانها قد تفاجئ حزبه وهي إمكانية مطروحة بشدة إذا فشلت حكومة وتبعها فشل حكومة الرئيس(وهذا ايضا أمر وارد) عدى ذلك، فهو يريد المحافظة على الجسور مع راشد الغنوشي وعلى العلاقة الجيدة مع جناح مؤثر في حركة النهضة. أمام إختلاف الأجندات، والمصالح ، وبما أن حكومة النهضة/قلب تونس غير مرحب بها، وبما أن فرضية حكومة الرئيس صعبة التحقيق أو غير مضمونة العواقب..... فليكن الحل إذا حكومة النهضة والرئيس في نفس الوقت، أي حكومة تشكلها النهضة ولكن ب"نفس ثوري" (أي بعبارة أوضح حكومة بدون نبيل القروي) إستهوت الفكرة فريق رئيس الجمهورية ، وأخذت طريقها نحو مختلف القيادات الحزبية عبر وساطات وشخصيات جست نبض التيار وحركة الشعب والتقطت اول اشارات الموافقة المشروطة لتتحول الفكرة الى مبادرة ولم يبقى سوى إقناع حركة النهضة في هذه الأثناء كانت الحكومة تقريبا جاهزة وكان في الحسبان أن يتم إعلانها يوم 20 ديسمبر (النهضة مع قلب تونس مع الكرامة مع الاصلاح مع مستقلين) ....... أول الاسبوع، تلقى راشد الغنوشي من بعض ضيوفه رسائل مختلفة، تنصح بعضها بأن تشكيل حكومة "ثورية" هو الحل الوحيد لتفادي غليان الشارع وغليان المجلس وغليان النهضة، وربما لمس في خطاب الرئيس يوم 17 ديسمبر، ومحاولة إقتحام المجلس يوم 18، وطرد والي تطاوين يوم 19 تأكيدا لهذا الغليان المنتظر......... ويبدو أنه إقتنع بضرورة المرور الى الحكومة ذات النفس الثوري، فكانت الاستجابة المفاجئة للمساعي الحميدة التي قام بها جوهر بن مبارك والحبيب بوعجيلة، وقبول أغلب شروط التيار وحركة الشعب ، ثم التصريح المتلفز للحبيب الجمني باعلان الاتفاق بحضور رؤساء الأحزاب. يوم الاحد عاد التيار الى قواعده، والشعب الى مجلسه الوطني، ليتحلٌلا بسرعة من إتفاق الجمعة والسبت، إتفاق أُنتزع منهما بضغط من الرئيس وضغط من الرأي العام ، ويعودا بالتالي الى موقفهما الأصلي والاستراتيجي وهو رفض حكومة النهضة وتحيا تونس والمرور الى حكومة الرئيس، اليوم، يجمع رئيس الجمهورية رؤساء الرباعي الحزبي، لعله يجد حلا ومخرجا لحكومة النهضة والرئيس، ليصطدم برفض الغنوشي لأعادة التفاوض ويخرج الحبيب الجملي ليعلن عن وقف المشاورات وتشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة والانتهاء من سيناريو حكومة النهضة\الرئيس وإلغاء فرضية حكومة الرئيس. ......وينطلق من يومنا هذا الفصل الاول من الصدام بين قيس سعيد وراشد الغنوشي.