بلغ العجز التجاري لتونس زهاء 2319 مليون دينار (م د) خلال الشهرين الاولين من سنة 2020 مقابل 2462.4 م د خلال الشهرين الاولين من سنة 2019، وفق معطيات اصدرها المعهد الوطني للإحصاء، الثلاثاء وسجل العجز التجاري مع الصين خلال شهر فيفري الماضي تراجعا ليبلغ 958.9 مليون دينار وفق 0خر تقرير صادر عن المعهد الوطني للإحصاء يوم أمس، بعد ان كان في حدود 970.5 مليون دينار خلال شهر جانفي من السنة الحالية. ووفق النشرية الدورية للمعهد، شهدت الواردات تراجعا في شهر فيفري بلغ 2.5 % ناجم عن انخفاض في واردات جل القطاعات منها مواد التجهيز بنسبة 11.5 بالمائة والمواد الأولية ونصف المصنعة بنسبة 6.3 % والمواد الاستهلاكية بنسبة 3.6 بالمائة. وتشير معطيات المعهد الى ان مستوى عجز الميزان التجاري دون احتساب قطاع الطاقة ينخفض الى حدود 1159.2 م د، علما ان العجز التجاري لقطاع الطاقة بلغ 1159.8 مقابل 726.5 م د سجّلت خلال نفس الفترة من سنة 2019. وبلغ العجز التجاري المسجل على المستوى الجملي للمبادلات 2319 م د وهو ناتج عن العجز المسجل مع بعض البلدان كالصين (958.8- م د) وتركيا (453.2 - م د) والجزائر (373.4 م د) وروسيا (158.6- م د) وإيطاليا (114.2 م د). في المقابل، سجلت المبادلات التجارية فائضا مع العديد من البلدان الأخرى وأهمها فرنسا بما قيمته (687.2 م د) وألمانيا (245.2 م د) وليبيا (234.9م د ) والمغرب (84.1 م د). صادرات الصين الى العالم تتراجع وسجلت الصين تراجعا بنسبة 17.2 بالمائة في صادراتها خلال جانفي وفيفري بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، تحت وطأة المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي شلّ النشاط الاقتصادي في هذا البلد، ويعد هذا أكبر تراجع في صادرات العملاق الآسيوي منذ فيفري 2019 حين كانت الحرب التجارية الأميركية الصينية في أشدها، وهو أعلى من متوسط 16.2 بالمائة توقعه خبراء اقتصاد استطلعت وكالة «بلومبيرغ» آراءهم. ورغم سعي الصين لاحتواء انتشار فيروس كورونا، في معظم أنحاء البلاد، بقي النشاط الاقتصادي بعد ذلك معطلا، إذ تجد معظم المصانع صعوبة كبرى في إعادة تحريك إنتاجها. وتجعل تدابير الحجر الصحي البالغة الشدة والقيود المستمرة على حركة الناس وتنقلاتهم من الصعب عودة العمال إلى نشاطهم، ما ينعكس على شبكات الإمداد، فيما لا تزال حركة نقل البضائع معطلة. كما تراجعت الواردات الصينية بنسبة 4 بالمائة في الشهرين الأولين من السنة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من السنة السابقة، بحسب أرقام الجمارك الصينية، وتقلص الفائض في الميزان التجاري الصيني حيال الولاياتالمتحدة بشكل تلقائي بنسبة 40 بالمائة في الفترة نفسها مع انهيار صادرات الصين تجاه العديد من البلدان. ويقع هذا الفائض الذي يثير غضب الإدارة الأمريكية، في صلب الحرب التجارية والجمركية بين القوتين الاقتصاديتين ،وهو تراجع إلى 25.4 مليار دولار في جانفي وفيفري، بالمقارنة مع 42 مليار دولار للفترة نفسها من العام 2019، حسبما ذكرت «فرانس برس". تونس أمام فرصة تاريخية ويجمع خبراء الاقتصاد، ان حالة الاستنفار العالمية بسبب تفشي الفيروس لها تداعيات إيجابية على بلادنا على المدى القصير إذ سنتزود بالنفط والمواد الأولية بأقل الأسعار كما سيتقلص عجزنا التجاري المسجل مع الصين والذي بلغ خلال السنة المنقضية 5 مليار دينار، كما ان الفرصة سانحة أمام المؤسسات الصناعية الوطنية لتنتعش وتتوسع في السوق المحلية، باعتبار ان المنتجات صينية المنشأ كانت تحتكر نسبة كبيرة من السوق التونسية . ويشدد الخبراء على ان تعمل تونس على استغلال الظرف الحالي وتدني الأسعار العالمية للنفط والمواد الأساسية والأولية لرفع مخزونها الإستراتيجي من هذه المواد، ما يمكنها من الضغط على النفقات في الفترة القادمة ، والتقليص من العجز التجاري مع العديد من البلدان وأولها الصين ،وكذلك الحد من عجز الميزانية . سفيان المهداوي