في ظل ما تعيشه دول مجاورة وحدودية من تطورات فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا، وأمام الارتفاع الفجئي الذي عرفه أكثر من بلد في العالم في عدد الإصابات.. اعتبر الكثيرون ان التسجيل اليومي لإصابات جديدة في تونس منذ مرورنا إلى الدرجة الثانية من الحالة الوبائية وتوسع دائرة المشتبه بهم والمتواجدين في العزل الصحي الذاتي يقتضي الترفيع في درجة اليقظة والاحتياط. حتى ان البعض دعا الى الاستباق واخذ العبرة من تجارب الدول الأخرى ولم لا المرور الى الدرجة الثالثة من الحالة الوبائية دون انتظار ارتفاع عدد المصابين او تسجيل اول وفاة. وشدد كثيرون على ضرورة اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية لتفادي قدر ما يمكن من انتشار الفيروس، والتي من بينها غلق المساجد التي يعتبر تعقيمها الدوري امر صعب جدا. هذا مع إلغاء الأسواق الأسبوعية كما وقع للقاءات والتظاهرات والمؤتمرات.. حتى ان الطبيب في المستشفى العسكري ذاكر لهيذب طالب في تدوينة على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، بايقاف النقل العمومي الذي يمثل حسب تقييمه الحلقة الأضعف في مقاومة إنتشار فيروس كورونا، داعيا إلى استعمال السيارة الفردية والدراجات في تنقلات المواطنين، وتفادي إزدحام وسائل النقل العمومي الذي يمثل خطرا على المواطنين ويسهل فيه انتقال العدوى. ودعا في نفس الوقت لهذيب إلى التوقف الفوري عن استعمال الخبز غير المغلف. والى المتابعة الدقيقة للوضع في البلدان التي شهدت تفشيا للمرض خاصة منها إيطاليا.. وقال ''لست مختصا في الأمراض الوبائية، لكن رأيي كطبيب هو المرور إلى الدرجة الثالثة في مقاومة الفيروس قبل تفشيه''. بالتزامن مع ذلك علت صيحات فزع من سلك الأمنيين الذين طالبوا بتمكينهم من اليات وقائية نظرا ان طبيعة عملهم تفرض نسق عالي من التعامل والاحتكاك والتواصل المكثف مع الاخر.. واعتبرت من جانبها منظمات مجتمع مدني ان الوقت حان للتفكير الجدي عن الية لتغطية النفقات المعيشية للخاضعين او الذين يمكن ان يخضعوا للحجر الصحي من ضعاف الحال ومحدودي الدخل. وراى نشطاء حقوقيين انه على الجميع مواطنين وقطاع خاص المساهمة في مجهود الدولة عبر إحداث صندوق وطني لمكافحة الفيروس في إطار مد تضامن وطني. احتمال المرور الى الدرجة الثالثة هذا وقال مدير الصحة الأساسية وعضو اللجنة القارة لمجابهة فيروس كورونا شكري حمودة ان عدد الاصابات بالفيروس مرشح للارتفاع خلال الايام القادمة و من الممكن المرور معه الى الدرجة الثالثة. وفسر حمودة في تصريح اعلامي ان الدرجات الوبائية لفيروس كورونا 5 درجات، وتونس حاليا في الدرجة الثانية التي تعني عندما تكون المجموعات البشرية الحاملة للفيروس أقل من مجموعتين والدرجة الثالثة عندما تكون المجموعة الحاملة للفيروس أكثر من مجموعتين و الدرجة الرابعة تكون كل مناطق البلاد موبوءة و منتشر فيها الفيروس. وحول الحاملين للفيروس أوضح حمودة ان هناك نوعين من الاشخاص، الحالة الاولى تكون حاملة للفيروس دون ظهور الاعراض و الحالة الثانية تكون حاملة للفيروس وظهرت عليها الاعراض كالحرارة و ضيق التنفس.. ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس يدعو الى الصرامة وقد شدد ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس، إيف سوتايرون، على ضرورة فرض إجراءات عزل أكثر صرامة وشدة وإن لزم الأمر «أكثر سلطويّة» حتى يتم الحد من إنتشار الفيروس و«خنقه»، مشيرا إلى صعوبة تطبيق والامتثال للحجر الذاتي لعدم الإعتياد عليه. كما إعتبر أنه لا يمكن الحديث عن سيطرة تامة على الفيروس في الصين إلى حد الآن، متوقعا أن إيجاد دواء أو لقاح جدي للفيروس لن يتم قبل سنة أو سنة ونصف.. قائلا ''مازلنا لا نعرف الكثير عن هذا الفيروس.. ما يجعل عملية التواصل حوله صعبة.. في منظمة الصحة العالمية توقعنا وحذرنا منذ سنوات من إنتشار فيروس وبائي في العالم..''. وتابع قائلا ''نحن أمام وضعية نعيشها لأول مرة وتأثير إنتشاره الواسع إقتصاديا بالأساس.. سنستخلص الدروس من هذا لاحقا''. كما أكد أنه لا وجود إلى حد الآن لما يثبت أن إنتشار الفيروس سيقل مع ارتفاع درجات الحرارة. ريم سوودي