يعرف عالم الاجتماع "ايميل دوركايم" الوعي الجمعي على "انه عبارة عن وعي الأفراد بالعلاقات الاجتماعيّة الرابطة بينهم وبتجاربهم المشتركة، وقد يتطوّر هذا الوعي وينمو ليحفّزهم على الاشتراك في تحمّل مسؤوليّة النهوض بمجتمعهم, ويترجم أيضا بالضمير الجمعي"، وهو مجموعة من المعتقدات والعواطف المشتركة بين الأعضاء العاديّين في مجتمع معيّن، التي تشكّل النسق المحدّد لحياتهم", وعلى وقع ازمة كورونا يبدو ان الوعي الجمعي التونسي بات مزيفا اكثر من اي وقت مضى, حيث يتواصل مسلسل الاستهتار والعبث بالارواح من قبل فئات من ابناء جلدتنا ممن لا يأبهون بمخاطر الازمة الصحية الخانقة, والنتيجة تأتي من خلال ارتفاع عدد الاصابات بالكورونا يوميا في مختلف ربوع البلاد, وهو ما ينذر بأننا نسير الاتجاه الخاطئ بما يجعلنا قاب قوسين من اهدار فرص لإنقاذ بلادنا و بناء مجتمع متماسك و إقتصاد قوي, وفشل ذريع في تحويل الأزمات إلى فرص حقيقية للازدهار. فصول الاستهتار والتهور طالت شرائح واسعة من شعبنا الكريم, بداية من المسؤولين في اعلى هرم السلطة مرورا ووصولا الى الموظف والاجير والعاطل عن العمل, فهذا رئيس الدولة يلتقط صورة جماعية مع عمال مصنع الكمامات في القيروان, وهذا وزير الصحة يدشن وحدة لمكافحة الكورونا في سوسة, وهذ رجل امن يقوم بنقل مواطن مصاب بالفيروس من بن عروس الى قعفور, وهؤلاء يتجمهرون امام مستشفى مدنين لمنع استقبال مريضين وافدين من جربة, واخرون يتجمعون للاحتجاج على احتكار السميد والفارينة, وفي الاحياء حدث ولا حرج على التجمعات والاحتكاك بين مختلف الشرائح العمرية, هنا لسائل أن يسأل, ما الجدوى من الاجراءات الوقائية? ومافائدة الحظر الصحي الشامل? أسئلة تجد اجابات في الارقام التي تقدمها وزارة الصحة حول الوضع الوبائي, ارقام ترتفع ولا تتراجع, و في ظل هذا التهور والاستهتار, لا يسعنا الا ان نقول استر يا ستار.