أثنى وزير الصحة، عبد اللطيفة المكي، اليوم الاحد، بمقر معهد باستور بالعاصمة، على الجهد التضامني الذي بذله التونسيون، من أفراد ومؤسسات وجمعيات خيرية، في مجابهة جائحة "كورونا"، داعيا إلى مأسسة هذه التبرعات وإلى إيجاد بدائل تمويل داخلية أخرى، خصوصا في ظل عدم إمكانية مواصلة التعويل على التمويل الخارجي. وقال المكي، خلال حفل تم خلاله تكريم المتبرعين لفائدة قطاع الصحة لمجابهة فيروس كورونا المستجد : " لست خبيرا في الاقتصاد، ولكن انقل اليكم ما يقال في الدوائر الاقتصادية والمالية في تونس بما في ذلك الدائرة الحكومية ، الآن أغلقت علينا الأبواب، ولم يعد بإمكاننا ان نتوجه للمؤسسات الدولية للاقتراض مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلا مقابل شروط قد تمس من السيادة الوطنية أو شروط مجحفة قد تتسبب في ضرر كبير بالطبقة الوسطى والضعيفة، كأن يطلب منا أن نخفض في الأجور أو نسرح الموظفين، ولن نقبل بهذا". وتابع المكي قائلا: "لن نستطيع أن نتوجه إلى السوق المالية التجارية العادية لاننا اقترضنا منها ولأن النسب الآن مجحفة جدا خاصة في ظل تصنيف تونس، والقروض الثنائية التي تسند في اطار العلاقات الثنائية أصبحت شحيحة"، واصفا نسبة التداين الخارجي المقدرة ب 60 بالمائة والتي أعلن عنها مؤخرا رئيس الحكومة، ب "الخطيرة" إذ يكفي أن ينزلق الدينار ب 10 بالمائة لترتفع إلى نحو 80 إلى 90 بالمائة. واعتبر وزير الصحة بأنه لا بديل عن كل ذلك سوى الجهد الداخلي، داعيا جميع المتدخلين من القطاعين العام والخاص والجمعيات والمنظمات إلى الجلوس معا والبحث في كيفية حل مشكلة الاقتصاد بالامكانات الداخلية وهي ممكنة، بحسب رأيه. وقدر أن جلوس جميع الأطراف المتدخلة، على سبيل المثال، للخوض في إصلاح الصندوق الوطني للتأمين على المرض "الكنام" واقراره، ليصبح في شكل منظومة واحدة للتكفل عوضا عن ثلاثة منظومات، ويتم تمويله بعدالة بين القطاعين الخاص والعام، سيحل، وفق تقديره، مشاكل قطاع الصحة سواء في الخاص أو العام، مؤكدا ان الدراسات الضرورية لتنفيذ هذا الاصلاح متوفرة حاليا في وزارة الصحة وفي وزارة الشؤون الاجتماعية وكذلك في "الكنام".(وات)