قال نائب رئيس الجمعية التونسية لعلوم الفلك ،هشام بن يحي، : "بعد أن فقدنا مذنب أطلس و خذلنا مذنب سوان في بداية سنة 2020 ها هو مذنب جديد يلوح لنا في شمال الأفق الشرقي عند الفجر ينقذ موسمنا، موسم اصطياد المذنبات. منذ بداية شهر جويلية 2020 تشهد سماءنا و إلى غاية منتصف نفس الشهر مرور مذنب C/2020 F3نيو وايز. مذنب يسهل رصده بالعين المجردة، منذ اكتشافه في أواخر شهر مارس، كان و لا يزال هدفا لعدسات الفلكيين. و قد سمي نيو وايز على إسم التلسكوب الذي تمكن من رصده آنذاك. يتميز هذا المذنب بدرجة لمعان بين القدر الأوّل و الثّاني حيث يتسنى رؤيته بالعين المجردة. و الجدير بالذكر أنه كلما انخفضت قيمة القدر كلما زادت شدة لمعان المذنب. يبتعد عن (الأرض) مذنب نيو وايز حاليا ب 157 مليون كيلومتر و سيكون في أقرب نقطة للأرض يوم 23 جويلية بمسافة 103 مليون كيلومتر وقد مر المذنب بالحضيض أقرب نقطة من الشمس يوم 3 جويلية بسلام دون أن يلقي مصير سابقيه. المذنبات هي أجسام جليدية صغيرة، تكون كتلة من الثلج بعيدا عن الشمس و حين تقترب منها يتبخّر الجليد مكونا ذنبا تحت وطأة هبوب الرياح الشمسية كي تصبح أجسام ذؤابيّة (سحابيّة) و يعتبر ظهور المذنبات لسكان الأرض عامة و الفلكيين خاصة حدثا هامّا لما تحمله من معلومات أحفورية عن تكوّن المجموعة الشمسية و ظهور الحياة على سطح الأرض. في تونس يمكن لهواة الرصد و التصوير الفلكي مشاهدة هذا المذنب حاليّا فجرا في اتجاه الأفق الشمالي الشرقي و مع تحرّك المذنّب على مداره فمن المرجّح رصده ابتداء من الثّلث الأخير من هذا الشّهر بعيد غروب الشّمس جهة الأفق الغربيّ إن بقي على نفس وتيرة لمعانه الحاليّ.