لم تكن عملية انتحار بالمفهوم المتعارف الذي يرتكز على التحضير لهذه العملية والتخطيط لها هذه الحادثة التي جدت مؤخرا بالجريصة لانه في تفاصيلها نلمس جانبا من الحالة النفسية التي كان عليها المتضرر نتيجة شربه لكمية من الخمر جعلته يفقد كل صوابه وقد اقدم هذا الاخير لدى عودته الى البيت على الحالة التي ذكرناها ونتيجة للمعارضة الشديدة التي لقيها من والدته التي تشكو من مرض عصبي وتستهلك من اجل ذلك حبوبا مخدرة اقدم على تناول كمية كبيرة من هذه الحبوب دفعة واحدة في غفلة من والدته التي تقطن معه بمفردهما في غياب رب العائلة المتوفى.. ولما سقط ارضا مغمى عليه استنجدت بالاجوار الذين لم يفهموا حقيقة ما لحقه بعد ان ظنوه نتيجة ما تناوله من خمر ومع ذلك ساعدوها في نقله الى المستوصف ومنه الى مستشفى تاجروين ثم الى مستشفى الكاف واذ تعذر على الاطباء انقاذ حياته بالرغم من المجهودات التي بذلوها معه فانهم قاموا بترحيله على جناح السرعة الى احد مستشفيات العاصمة لاخضاعه الى عملية غسيل معدة لكن الموت كان اسبق ففارق الحياة بمجرد وصوله. وبما انه من عائلة فقيرة فان السلطات المحلية بالجريصة هي التي تحملت نفقات سيارة جلبه من العاصمة الى مسقط رأسه كما قدمت لأمه بعض المساعدات كي تقوم باجراءات العزاء والدفن في ظروف حسنة.