رغم أنّ عنوان رسالتي الصادرة بنفس هذه الأعمدة في سبتمبر 2007 كان «آخر صرخة لأحد أواخر أحباء الملعب التونسي» فإن قلمي لم يتمالك ليكتب عمّن أحبّ في عيد ميلادها الستّين ليضيف إلى الصرخة أمنيات محب غيور يرى ناديه العريق في مفترق الطرق، وقد اخترت أن تكون مساهمتي في شكل وصف للملعب التونسي كما نحبّه جميعا أن يكون. فالملعب التونسي الذي نحب هو ناد منظّم يمتلك إدارة عصرية ووسائل عمل ناجحة ولا يترك مصيره رهين الصدف والشطحات الانفرادية، والملعب التونسي الذي نحب هو فريق عتيد يلعب بنديّة من أجل حصد الألقاب في كلّ الاختصاصات والأصناف ولا يظهر لمجرّد تسجيل الحضور ولا نلقن أبناءه أن المرتبة الرابعة إنجاز يقترب من الإعجاز، والملعب التونسي الذي نحبّ يلتقي فيه المحبّون ويساهم كل بقدر وطاقته في إعلاء رايته ولا مكان فيه للشخص المتقمّص لكلّ الأدوار حتى يخطف كل الأضواء على طريقة «ألوان مان شو». والملعب التونسي الذي نحب هو فريق يعلّم أبناءه القيم التي أرادها له الدكتور حمادي بن سالم والسيد صلاح الدامرجي قبل أيّ شيء آخر. والملعب التونسي الذي نحب يتقبّل مسؤولوه الرأي الآخر برحابة صدر بل ويسعدون به لعله يرشدهم إلى نقاط كانت غائبة عنهم ولا يجرمون صاحبه ولا يصنّفون الأحبّاء إلى فئات في إطار «من ليس معي فهو ضدّي»، والملعب التونسي الذي نحبّ فريق تُسطّر برامجه ومشاريعه على المدى المتوسّط والبعيد بنفس العناية، كما على المستوى القريب وليس الفريق الذي يعجز على إقامة معسكر تدريبي قبل انطلاق الموسم لسهو في القيام بالحجز بسبب الاشغال بأمور ومصالح أعلى... والملعب التونسي الذي نحب يلتقي فيه رجاله على كلمة واحدة ويخطّطون لهدف واحد بطموح وعزم واحد ولا تُعضّ فيه الأيادي التي امتدت للمساعدة وفعلت أكثر من مرّة، لذلك ومن أجل الملعب التونسي الذي نحبّ وفي ستينيّة المنعرج السعيد بإذن الله إليكم الخلاصة: عفوا.. نحترمك يا عشّاب ولكنّنا نحبّ الملعب التونسي أكثر ونريده أفضل... لطفي التليسي (شرم الشيخ - جويلية 2008)