تونس (وات) بمناسبة العيد الوطني للمراة خصت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية مجلة المراة التي يصدرها الاتحاد الوطني للمراة التونسية في عددها 151 لشهرى اوت وسبتمبر 2008 بافتتاحية ابرزت فيها ما تحظى به المراة التونسية من عناية موصولة وما تحتله من مكانة هامة بفضل ما تحقق لها من مكاسب وانجازات رائدة. وبينت حرم رئيس الدولة ان المراة التونسية تحتفل اليوم 13 اوت بعيدها الوطني في غمرة من النخوة والاعتزاز وفي فترة حاسمة من مسيرة البلاد التنموية توجت فيها مرحلة زاخرة بالانجازات والمكاسب في مختلف المجالات واستهلت طورا جديدا من الجهد والبذل والامل والطموح شعارها التحدي ومغالبة الصعاب ومواصلة التقدم على درب النماء والانجاز والمضي قدما في تحقيق الاهداف الوطنية النبيلة رغم محدودية الموارد الطبيعية وما يشهده محيط تونس العالمي من ازمات وتقلبات. واكدت انه يحق للمراة التونسية ان تفاخر بما تاتّى لها من مكاسب في اطار رؤية اصلاحية شاملة تكرس حقوقها وتضع حدا لكل مظاهر التمييز ضدها وترتقي بمنزلتها الى مرتبة الشراكة الكاملة مع الرجل في مختلف ميادين العمل والنشاط كما يحق لها ان تطمح الى اداء دور متنام في دفع مسيرة الرخاء بالبلاد والاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في طور جديد من الحياة الوطنية وفي ما ينتظر التونسيين من مواعيد مهمة. واشارت السيدة ليلى بن علي في افتتاحيتها الى المكانة التي تحتلها المراة اليوم في قطاعات التربية والتعليم والبحث العلمي وفي سائر الميادين بفضل الاجراءات التشريعية التقدمية والمبادرات الرائدة التي تم اتخاذها لفائدتها مبينة انها اضحت حاضرة بنسب مرتفعة في القضاء والمحاماة والهندسة والصحافة والطب والصيدلة وفي الحياة الاقتصادية بمختلف قطاعاتها فضلا عن تطور حضورها في مواقع القرار والمسؤولية. واضافت انه لمن دواعي السعادة ان تحتفل البلاد هذه السنة بالعيد الوطني للمراة على وقع قرار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي القاضي بان يكون حضور المراة مستقبلا لا يقل عن نسبة 30 بالمائة في اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي وفي مجلس النواب ومجلس المستشارين وفي المجالس البلدية ملاحظة ان هذا الهدف قد تجسم بالفعل في مؤتمر التحدي حيث بلغت نسبة المراة في اللجنة المركزية المنبثقة عنه 9،37 بالمائة. واوضحت حرم رئيس الدولة ان مجلة الاحوال الشخصية لئن كانت وثيقة تاريخية اعادت للمراة كرامتها ومكنتها من حقوقها وجسدت احلام رواد من المصلحين والمفكرين والمناضلين فان ما تحقق للمراة بتونس خلال العشريتين الماضيتين مثّل ثورة حقيقية في النهوض بمنزلتها واسند اليها دورا متقدما في عملية الاصلاح والتحديث والتنمية والحفاظ على توازن المجتمع وتماسكه واستقراره بما جعل تجربة تونس في هذا المجال فريدة من نوعها في محيط البلاد الحضاري والجغرافي وموضع تقدير ومصدر استلهام في الكثير من بلدان العالم. وابرزت السيدة ليلى بن علي ادراك المراة التونسية داخل الوطن وخارجه لما تحمّلها هذه المكاسب الغزيرة من مزيد المسؤوليات في الاضطلاع بدورها كاملا في خدمة وطنها وصيانة ثوابته والدفاع عن خياراته وفي تقديم الاضافة المنتظرة منها بما يتناسب مع الثقة الموضوعة فيها والامال المعلقة عليها. واكدت يقينها ان المراة التونسية اليوم واعية بطبيعة المرحلة بما تشهده من تحول نوعي وما تنطوي عليه من تحديات ورهانات مدركة لاهمية المواعيد المنتظرة وعازمة على مواصلة البذل والعطاء والتحلي بروح المبادرة والمغالبة لاثراء مشاركتها في الحياة الوطنية وفي الشان العام واسهامها بكفاءة وامتياز في بناء حاضر تونس ومستقبلها حتى تظل على الدوام عامل دفع على درب الحداثة والتقدم وحصنا منيعا يصون الوطن من عوامل الانبتات ومنازع التطرف والانغلاق وتؤدي بذلك رسالتها النبيلة على النحو الامثل.