تونس الصباح: يمكن القول ان الفنان المسرحي الاسعد بن عبد الله القادم لادارة المركز الثقافي الدولي بالحمامات بعد تجربة في ادارة مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف قد توفق في جعل الدورة 44 لمهرجان الحمامات الدولي تفي اجمالا بوعودها وذلك لا فقط لانها استكملت مجمل عروضها الفنية والفرجوية المبرمجة بل وأيضا لان هذه العروض حافظت من حيث المضمون والتوجهات الثقافية على الخصائص والمرتكزات التي تأسّس عليها المهرجان تاريخيا والتي يطمح من خلالها لان يكون نافذة مطلة على مختلف الابداعات والثقافات المتوسطية بل والعالمية. عروض مختلفة فبيْن عرضيْ الافتتاح «دراجح» والاختتام «على خطى صليحة» كان لجمهور الدورة 44 لمهرجان الحمامات الدولي مواعيد مختلفة مع اكثر من اربعين عرضا فنيا بين موسيقي ومسرحي وسينمائي مثّلت جميعها «طبقا» ثقافيا وسيما ومتنوعا امتزجت فيه الالوان والثقافات والفنون من مختلف انحاء العالم. ففي المسرح مثلا كان هناك عدد من العروض التونسية والعربية والأجنبية ففضلا عن عرض الافتتاح الذي كان بعنوان «دراجح» للكوريغرافي عماد جمعة وقد حاول من خلاله الاقتراب سيكولوجيا من عالم فناني السيرك تابع جمهور الدورة 44 لمهرجان الحمامات الدولي مسرحيات اخرى تونسية وعربية واجنبية من بينها مسرحية «بوابة النجوم» للثنائي رجاء بن عمار والمنصف الصايم ومسرحية «العرب رحلت» لرضا دريرة ومسرحية «الحمل وبرج الثور» لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف ومسرحية «بيت برناردا ألبا» للمسرج الوطني الجزائري ومسرحية «سوبرماركت» للمسرح القومي السوري ومسرحية «اندروماك» لجون كريستوف سايس من فرنسا. اما في مجال العروض الموسيقية والغنائية فقد غنت على ركح مسرح الهواء الطلق بالحمامات في اطار الدورة 44 لمهرجان الحمامات الدولي نجوم تونسية وعربية واجنبية من بينها صوفية صادق ونوال غشام وليلى حجيج وزين الحداد وعادل سلطان.. من تونس والثلاثي جبران من فلسطين وحمام خيري من سوريا فضلا عن فرقة البحرين للموسيقى. اما عن الفنانين الاجانب فقد حضر ضمن تظاهرة «موسيقات العالم» كل من لوكي بيتارسن ومجموعة «ذي كامبل براذرز» من الولاياتالمتحدةالامريكية والفنان كولن فالن من سويسرا والفنانة الاسبانية لوزكازال. ... وعروض سينمائية ثم وبانتهاء العروض الموسيقية والفنية والمسرحية فسح المجال لعروض السهرات السينمائية وقد برمجت ادارة الدورة ستة (6) افلام طويلة عربية وأجنبية من ضمنها شريط «تحت القصف» للمخرج اللبناني الفرنسي فيليب عرقتنجي يروي صورا من حرب جويلية 2006 التي شنتها اسرائيل على لبنان. ملاحظات مجمل هذه العروض ولئن بدت اجمالا مستجيبة من حيث مضمونها الى التوجهات الثقافية العامة لمهرجان الحمامات الدولي بوصفه تظاهرة ثقافية دولية تطمح الى التقريب بين الثقافات والابداعات فانها لم تكن كلها فنيا خاصة في مستوى سمعة وتاريخية ركح مهرجان الحمامات الدولي الذي سبق له ان احتضن ابداعات فنانين مسرحيين وموسيقين عالميين من امثال بيتربروك وليوفيري وميكيس تيدوراكيس. ايضا، لا بد من الاشارة الى ضرورة ان يحرص القائمون وضع برمجة مهرجان الحمامات الدولي على ان ياتي عرض الافتتاح خاصة في حجم الحدث.. فمهرجان الحمامات الدولي شأنه شأن مهرجان قرطاج الدولي وكذلك مهرجان سوسة الدولي هو تظاهرة ثقافية دولية يجب ان تتقدم باستمرار على طريق الاشعاع والترقي ثقافيا وابداعيا وتنظيميا.