تونس الصباح انطلق أول أمس الثاني من جويلية العمل بالحصة الواحدة صلب الوظيفة العمومية وأغلب المؤسسات والشركات الخاصة حيث تنطلق حصة العمل من الساعة الثامنة صباحا الى حد الساعة الثانية ظهرا. هذا التوقيت، وهذا النظام ان كان ضروريا صيفا فانه خلق بعض الضغط على الحياة اليومية للمواطن وخاصة وسط العاصمة حيث تتمركز كل الوزارات تقريبا وأغلب الادارات. فالعمل الاداري يصبح في الفترة الصيفية قصيرا، زد على ذلك خروج أغلب الموظفين في عطل مما يتسبب في نقص الاطار والأعوان العاملين وهو ما ينتج عنه آليا تعطيل مصالح المواطن الذي يضطر للبقاء ساعات امام شبابيك وأبواب الادارات العمومية لقضاء حاجته، حيث أن الجميع يرغبون في قضاء مصالحهم في وقت واحد امام تعذر القيام بذلك في الفترة المسائية.. والغريب أن الجميع لا يتنازلون عن سياراتهم لدقائق لتكون طرقات العاصمة وشوارعها شديدة الاكتظاظ تتعطل فيها حركة المرور بشكل كبير ومقلق خاصة امام الوزارات والادارات العمومية، زد على ذلك تعمد بعض المواطنين ترك سياراتهم في أماكن مخالفة تتسبب في تعطيل حركة المرور مثل تركها في الصف الثاني دون مبالاة ولا اكتراث لضيق الشارع واستحالة مرور سيارات اخرى. ففي شارع صدربعل بلافاييت مثلا كانت الطامة الكبرى امس حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، فأمام وكالة اتصالات تونس والمقر الجديد للديوانة تعطلت حركة المرور في جميع الاتجاهات من شارع الحرية الى شارع محمد الخامس ومن سوق لافاييت الى شارع الهادي شاكر، ففي ذلك الحر الشديد اضطرت جميع السيارات للوقوف عاجزة عن الحراك بسبب الركود والتوقف العشوائي لبعض السيارات التي ارتأى أصحابها تركها وسط الطريق في الصف الثاني لقضاء حاجاتهم دون التفكير فيما يمكن أن يتسبب فيه تصرفهم هذا من تعطيل وشلل كلي لحركة المرور.. وبالفعل ظلت الطرقات مغلقة وتعطلت المصالح ودخل البعض في مشادات كلامية وحتى يدوية بعد ان احترقت الاعصاب وتصاعدت موجة الغضب. وهذه الحادثة ليست الوحيدة، فشوارع العاصمة تشهد يوميا اختناقا شديدا وان كان للمواطن دور كبير في ذلك بسبب قلة وعيه ونقص تحضر البعض منهم، فإن للإدارة جانبا كبيرا في ذلك ايضا، فهل يعقل أن تتكدس الوزارات والادارات كلها وسط العاصمة، وهل يعقل أن تنتقل بعض الادارات من الضواحي الى وسط العاصمة وهو حال الادارة العامة للديوانة التي يؤمها الكثير خاصة في فترة الصيف.. فعوض أن نبادر الى اخراج الوزارات والادارات الكبرى من العاصمة الى الضواحي ترانا نقوم بالعكس ونحاول تركيز أغلب المصالح وسط العاصمة.. والنتيجة اختناق كبير واستهلاك مفرط للوقود وتعطل للمصالح وحوادث مرور وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على الانتاج والانتاجية ويدخل الادارة في دائرة مغلقة، فالإداري يتحول الى مواطن في ادارة ومصلحة غير ادارته والمواطن يتحول الى موظف من واجبه خدمة غيره داخل ادارته ومصلحته وهو ما يصعب في ظل توتر الاعصاب وتعطل المصالح في اغلب الادارات والمؤسسات العمومية. والمطلوب هو الخروج بالوزارات والمؤسسات العمومية الى الضواحي والى الأحياء الادارية الجديدة للحد أقصى ما يمكن من الاختناق المروري ولكسب الكثير من الوقت الضائع في الطرقات وفي طوابير الادارات.