اعتمد مدرب المنتخب الوطني أمبارتو كويلهو طريقة (4-2-3-1) إذ لعب سيف غزال وحقي في محور الدفاع ولعب أنيس البوسعايدي في خطة ظهير أيمن ويامن بن زكري في خطة ظهير أيسر واضطلع أنيس بوجلبان وحسين الراقد بخطة لاعبي ارتكاز ولعب بن خلف الله على الرواق الأيمن والمويهبي على الرواق الأيسر والتيجاني بلعيد خلف المهاجم السليتي. هذا الرسم التكتيكي الذي اعتمده المنتخب في البداية لم يطبّق على النحو المطلوب فرجحت الكفة لصالح المننتخب البوركيني الذي أحكم الانتشار فوق الميدان ولكنه اكتفى بالتصويب من خارج منطقة 18م دون طائل ولعلّ الفرصة الوحيدة التي أتيحت له كانت في الدقيقة 19 عندما انفرد تافالو بالحارس (ويبدو أنه كان في وضع تسلّل تغافل عنه الحكم ومساعده) ولكنه صوب خارج الإطار كما أن الحكم تغاضى عن انذار اللاعب باتريك جوفي على الأقل إثر انزلاق جانبي خطير على المهاجم محمد السليتي. خطورة منتخب بوركينافاسو كانت على الجهة اليمنى، وعزّز هذه الخطورة عجز المويهبي عن الرجوع المستمر للوراء للحدّ من تقدم الظهير الأيمن للفريق المنافس الذي ساند الهجوم باستمرار، لذلك كان التغيير الاول الذي قام به المدرب كويلهو صائبا عندما أخرج المويهبي ودفع بمجدي تراوي مع المجموعة، فاحتل مركز بلعيد خلف السليتي ومال بلعيد إلى الجهة اليسرى شاغلا محل المويهبي فحدث التوازن لأول مرة في المقابلة أي عندما حدث هذا التغيير في الدقيقة 43 وكان ذلك تمهيدا لردّ الفعل. وفي الشوط الثاني وبعدما فسخ المثلوثي هدفا محققا د49 عندما أحبط هجوما خطيرا للمنافس باضطراره إلى التصدي إلى المهاجم خارج منطقة 18 مترا (ودائما على الجهة اليمنى للمنافس) بدأ هجومنا يتحرك بطريقة أفضل وكانت الفرص على محدوديتها خطيرة عن طريق التراوي في المرة الأولى وبن خلف الله في المرة الثانية، وفي المقابل اعتمد المنافس اللعب المباشر محافظا على نفس الطريقة (4-4-2) ومحاولا المباغتة أحيانا بالمرتدات السريعة، والتي كلّفت إحادها المدافع حقي انذارا لقطعه الهجوم باليد. دخول شوقي بن سعادة وفّر السرعة المطلوبة للخط الأمامي وتغيرت استراتيجية المنتخب من انتظار المنافس في ال30 مترا الأخيرة، إلى ممارسة ضغط عليه في الثلاثين مترا الأمامية وهو ما أسهم في فكّ عزلة السليتي الذي توفّرت له الضربة القاضية، لكنه لم يوفّق في استغلالها. في ربع الساعة الأخير بدا منتخبنا أفضل من منافسه الذي بدا عليه الاعياء، ولم تفلح التغييرات التي قام بها مدربه بإقحام ايسوف ويوسف كوني في فك الضغط التونسي عليه، حتى أنه بدا راضيا بالتعادل بإجراء تغيير ثالث في الوقت البديل لاضاعة الوقت في حين يمكن القول بالنسبة إلى منتخبنا أنه كان بالإمكان أحسن ممّا كان، وذلك لو أقدم المدرب كويلهو على المجازفة بإقحام شوقي بن سعادة وممارسة الضغط العالي على المنافس في وقت متقدم كما تجدر الإشارة كذلك إلى أن التجانس بين عناصر منتخبنا لم يكن محكما، ولعل التجانس الأمثل كان بين المثلوثي وحقي وسيف غزال. منصور غرسلي للتعليق على هذا الموضوع: