مشاريع مطار وميناء النفيضة ومصنع «الايرباص» وشعب علمية جديدة خاصة بالنقل ستساهم في استقطاب الآلاف من اليد العاملة القارة وغير القارة تونس - الصباح: «مساهمة قطاع النقل في كسب رهان التشغيل» كان محور ورشة العمل التي التأمت أمس باحدى قاعات ديوان الطيران المدني والمطارات بمطار تونسقرطاج الدولي .وتندرج هذه الورشة ضمن برنامج الاستشارة الوطنية حول التشغيل. وانطلقت الورشة بتقديم الاطار العام للاستشارة من قبل السيد منصر الرويسي رئيس لجنة تنظيم الاستشارة الوطنية الذي قدم بسطة عن عمل لجنة تنظيم الاستشارة الوطنية حول التشغيل وعملها وطنيا وجهويا.وذكر بأن في تونس اليوم 520 ألف عاطل بينهم 80 ألف مجاز تعليم عال و100 ألف شاب من ذوي مستوى التعليم العالي. وذكر بأن المخطط الحادي عشر والثاني عشر للتنمية سيركزان على الحد من هذه الأرقام .واشار الى أن جميع القطاعات تحاول المساهمة في هذا التحدي بالبحث عن امكانيات التشغيل. مشاريع كبرى ستوفر الآلاف من مواطن الشغل وفي كلمته الافتتاحية ركز السيد عبد الرحيم الزواري وزير النقل على فرص التشغيل التي توفرها المشاريع الكبرى في مجال النقل البري البحري والجوي خاصة ما سيوفره مطار النفيضة وميناء المياه العميقة من استحداثات شغلية هامة. وذكر السيد الزواري بالخطط والاصلاحات التي تضمنها البرنامج الرئاسي تونس الغد 2009-2004 والهادفة الى مزيد النهوض بقطاع النقل وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد ومواكبة التحولات العالمية. وبعد أن قدم بسطة عن واقع قطاع النقل في تونس ومساهمته في التنمية والنهوض الاقتصادي والاجتماعي، تحدث السيد عبد الرحيم الزواري عن أهداف وأولويات الخطة التنموية لتسريع نسق النمو ومواكبة تنامي طلب الشغل خاصة من قبل حاملي الشهادات العليا وأكد أن الجهود متواصلة من أجل دعم وتطوير مساهمة قطاع النقل في المجهود الوطني للتشغيل وذلك من خلال المشاريع الكبرى التي هي بصدد الانجاز وتطوير الانشطة التي تم اقرارها لفائدة المؤسسات العمومية والرفع في نسق تحرير قطاع النقل ومزيد فتحه أمام المبادرة الخاصة. وذكر وزير النقل أن مشروع مطار النفيضة زين العابدين بن علي سيمكن من توفير 2000 موطن شغل خلال العشر سنوات القادمة.أما مشروع الميناء بالمياه العميقة فسيمكن من خلق 21 ألف موطن شغل ( 3300مباشر و17700 غير مباشر). وفيما يتعلق بالشراكة الصناعية مع شركة «ايرباص» وعلى غرار صنع مكونات السيارات ذكر السيد عبد الرحيم الزواري أنه تم التوصل ضمن عقد تجديد وتطوير أسطول الخطوط التونسية الى ابرام اتفاق مع شركة «ايرباص» لاحداث وحدات صناعية بتونس لانتاج بعض مكونات الطتئرات والالتزام بتوفير ما لا يقل عن 2000 موطن شغل . واشار الوزير الى مخططات استقطاب النقل لعدد كبير من اليد العاملة المنتظرة من ذلك فتح المجال أمام التكوين في الطيران والتشجيع على بعث مؤسسات تكوين نظري وتطبيقي لتصدير الكفاءات الى الخارج وتوسيع نشاط تكوين الطيارين بتونس وفتح شعب علمية جديدة في مجالات تتعلق بالطيران المدني من قبل مؤسسات التعليم العالي الى جانب احداث معهد التدريب لمهن البحر وفي مجال النقل البري افاد السيد عبد الرحيم الزواري الى ان عدد الاعوان المشتغلين في المنشآت العمومية سيتطور خلال المخطط الحادي عشر بمعدل 1.5 بالمائة سنويا ليبلغ 22400 عون سنة 2011 أي أن هذه الفترة ستشهد انتداب 5400 عون. بنية تحتية مساعدة وشهدت الورشة عديد المداخلات تركزت جميعها حول التشغيل في قطاع النقل من ذلك مداخلة السيد سالم الميلادي المدير العام للتخطيط والدراسات بوزارة النقل والتي تعلقت ب«اللوجستية في تونس الوضع الحالي والاستراتيجية المعتمدة» وذكر خلالها أن تونس تحتل المرتبة 60 دوليا في مجال الاتقان اللوجستيكي قبل المغرب (المرتبة94 ) مقابل المرتبة 30 للصين مثلا و34 لتركيا. وقال بأن تونس تتوفر على نقط قوة لتطوير «اللوجستية» من ذلك توفرها على 9 مطارات دولية و7 موانىء تجارية و2400 كلم من الشبكة الحديدية وأكثر من 20 ألأف كم من الطرقات منها 370 كلم طرقات سيارة.... وستتعزز هذه البنية التحتية الهامة بمشاريع جديدة بعضها في طور الانجاز مثل مطار النفيضة وميناء المياه العميقة بالنفيضة والمركب المينائي للبترو كيميا بالصخيرة والمنطقة الحرة بالنفيضة اضافة الى تدعيم الشبكة الحديدية وكذلك الطرقات. دور وجدوى النقل الجوي كما شهدت الورشة مداخلة حول «آفاق سوق الشغل العالمية في مجال صناعة الطيران» للسيدين خالد الشلي ممثل الاتحاد الدولي للنقل الجوي بتونس وسهيل دلال ممثل الرابطة الدولية لجمعيات الطيارين بتونس. وركزت هذه المداخلة على جدوى النقل الجوي بالنسبة لاقتصاديات الدول ودوره في التشغيل حيث يوفر هذا القطاع 32 مليون موطن شغل في العالم لدى 2000 شركة طيران تتوفر على 23 ألف طائرة تصل الى 3750 مطارا ...واشارت المداخلة الى أن عدد الذين مروا عبر المطارات التونسية سنة 2007 بلغ 11 مليون.وأن عدد الوظائف المباشرة في قطاع النقل الجوي بتونس تجاوز ال 14 الف وان النقل الجوي في تونس يساهم في الدخل الفردي الخام ب 2بالمائة. وتعلقت المداخلة الثالثة ب«الشراكة الصناعية مع «ايرباص» ودورها في احداث مواطن شغل جديدة» وقد القاها السيد فرنسيس روبيار مدير التعاون الدولي منطقة افريقيا ب«ايرباص» وتحدث عن اختيار تونس لتكون أول دولة من خارج دول منطقة الأورو تحتضن مصنعا لقطع غيار الايرباص وذلك بفضل التسهيلات المقدمة من قبل الحكومة التونسية ودعمها للمشروع . واشار الى أن صفقة اقتناء «تونس الجوية» ل16 طائرة ايرباص مكن من تجسيم رغبة ايرباص في خلق 2000 موطن شغل في تونس طيلة مدة العقد. وعدد المتدخل ايجابيات هذا المشروع سواء لفائدة تونس وكذلك الشركة الفرنسية . كما تدخل السيد سامي الحمامي الأستاذ المحاضر في العلوم الاقتصادية بجامعة صفاقس و تعلقت ب«التشغيل في قطاع النقل بتونس :الواقع والآفاق». وتلا هذه المداخلات نقاش عام ركز على الدور الذي يمكن أن يلعبه قطاع النقل في دفع التشغيل والمساعدة على تحقيق الأهداف الوطنية في هذا المجال.