من المعلوم أن ظاهرة اختيار ملكة جمال الانترنت أصبحت عملية معتادة تتم على نطاق واسع في العديد من الدول، مثل الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا وبلجيكا ولبنان ومصر والمغرب، بطريقة أصبحت تعتبر شيئا ما تقليدية. تتمثل هذه الطريقة في تسجيل مجموعة من الصور أو أشرطة الفيديو لحسناوات في موقع يعد خصيصا لذلك على شبكة الانترنت. ثم يقع الاختيار والتصويت على الصور من قبل زوار الموقع حسب مواصفات معينة، محددة وقياسية بهدف الحصول على قائمة مضيقة. وتشمل المواصفات كذلك معطيات عن الطول والعمر والمستوى الثقافي مثلا. ويتوج هذا العمل بتنظيم حفلة يتم خلالها اختيار ملكة جمال الانترنت ووصيفاتها على أساس هذه القائمة. اما الطريقة الثانية فهي تتمثل في اختيار ملكة جمال افتراضية غير واقعية، من ضمن مجتمع افتراضي يعيش في عالم افتراضي افرزته التكنولوجيا الحديثة للمعلومات والاتصال ويعرف بالحياة الثانية Second Life وبخصوص موضوعنا المتعلق باختيار ملكة جمال الانترنت في هذا العالم الافتراضي فقد نظمت شركة «لوريال» المتخصصة في بيع العطورات ومواد التجميل، عدة حفلات لاختيار ملكة جمال الانترنت وكانت الآنسة البرازيلية «إيزابيلا سامبايو» هي التي فازت بملكة جمال سنة 2007 بواسطة رمزها التجسدي في الحياة الثانية عبر التصويت على شبكة الانترنت. إن عملية اختيار ملكة جمال الانترنت سواء كان بالطريقة الكلاسيكية أو بالطريقة الافتراضية يستوجب عملا استباقيا كبيرا يتمثل بالخصوص في إعداد موقع خاص على شبكة الانترنت وتسجيل صور المشاركات وتحديد مواصفات قياسية وتوفير بيئة تفاعلية للتصويت من قبل رواد الشبكة. ويتوج ذلك العمل بحفلة يتم التصريح خلالها على الفائزة بلقب بملكة الجمال ووصيفاتها. فاختيار ملكة جمال الانترنت إذن يتم وجوبا عبر شبكة الانترنت على إثر عمل دؤوب ومتواصل ومميز في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ولا ينظم في ملهى ليلي كما هو الشأن بالنسبة لمهرجان الانترنت في مرسى القنطاوي في حفلة مناسباتية ليس لها علاقة بالجوهر والابداع والمردود الاقتصادي والاجتماعي. وقد نادت عدة أصوات بإعادة النظر في تنظيم هذه التظاهرة بهذه الصيغة ومن بينها اقتراح الاعلامي القدير وليد التليلي الذي ساقه في برنامج معروف على موجات الاذاعة الوطنية وأنجزوها في المكان والزمان المحدد لها. وبالرغم من أن هذا لا ينقص في شيء من الاستحقاق الجمالي لصاحبة اللقب أو الدور الاقتصادي الذي يلعبه فضاء التنظيم ولكن ليس بهذه الطريقة ولا في هذا الاطار. فنتمنى أن لا تتكرر هذه التظاهرة بهذه الصيغة في الدورة المقبلة. وأن لا يتشبث المنظمون بمواصلة تنظيمها بنفس الشكل. أما بخصوص اقتصار المهرجان على مرسى القنطاوي وياسمين الحمامات وعدم امتداده الى أعماق تونس ومساعدته على محو الأمية الالكترونية وبخصوص محتوى الندوات العلمية وقيمة المحاضرين، فهي سلبيات أخرى لا تقل أهمية عما سبق ذكره وسوف أتحدث عنها بأكثر تفاصيل في مقال لاحق. عبد المجيد ميلاد مهندس مختص في تكنولوجيا المعلومات والاتصال للتعليق على هذا الموضوع: