تضارب في أقوال الشهود، إيقاف شخص ثمّ أطلق سراحه... وهذه آخر أقوال الضحية الاسبوعي- القسم القضائي: شيّع أهالي بن عروس يوم الثلاثاء الفارط جثمان ابنهم وجدي لسود اللاعب السابق بصنفي الاداني والاصاغر بسبورتينغ بن عروس والذي يزاول دراسته بالسنة الثالثة بمدرسة المهن برادس شعبة الكهرباء ويحلم بدراسة خمس سنوات إضافة للتخصص في كهرباء الآلات ولكن سكينا من يد طائشة وضعت حدّا لأحلامه وقصفت عمره وهو في عز الشباب (المأسوف عليه من مواليد غرة جوان 1990) ..الحزن كان كبيرا في بن عروس.. العيد لم يزر الحي الذي تقطن به عائلة وجدي.. فقط الحيرة والألم زار الكبير والصغير.. فوجدي كان مثالا للشاب المستقيم.. أخلاقه العالية حدثنا عنها الجميع وسيرته الحسنة على أفواه الجميع. تراجع عن السفر لقد تناولنا الافطار يوم الاحد (28 سبتمبر) وتابعنا احد المسلسلات التونسية ثم غادرنا البيت.. كان وجدي يمشي أمامي رفقة مجموعة من رفاقه قبل أن أعرّج على المقهى للقاء جمع من أصدقائي فيما واصل فلذة كبدي طريقه نحو محطة الحافلة بشارع الحبيب بورقيبة بوسط المدينة للتوجه نحو العاصمة ولكنه تراجع في آخر لحظة عن الصعود» قال السيد رشيد لسود (والد وجدي) الذي تابع: «بقي وجدي رفقة أربعة شبان آخرين فيما صعد صديقاه المقربان الى الحافلة المتوجهة الى العاصمة.. وما هي الا دقائق حتى ظهرت مجموعة أخرى من الشبان فنشبت بينهم وبين المجموعة التي يرافقها وجدي معركة بواسطة لعب ضوئية تعمل بأشعة الليزر لذلك اقتربوا من المحطة وراحوا يستفزون أصدقاء وجدي قبل أن يصيبوا أحدهم بطعنة من ألطاف الله لم تكن بليغة وهو ما دفع بالمتضرر الى الهروب من المكان فغضب الطاعن وسارع الى طعن وجدي الذي كان يتابع ما يجري دون أن يتدخل». وفاة وذكر محدثنا الذي كان في حالة نفسية متدهورة أن ابنه حاول حينها الالتحاق بالشاب الذي طعنه ولكنه عجز لذلك سارع بالتوجه نحو محل للتمريض ونظرا لخطورة إصابته فقد استدعى له الممرض الحماية المدنية ونقل وجدي الى مستشفى الحبيب ثامر حيث تلقى الاسعافات الاولية كما تحدث الى أعوان الشرطة عن أطوار الحادثة غير ان حالته الصحية تدهورت في الساعات الموالية قبل أن يفارق الحياة في حدود الساعة الحادية عشرة والربع من صباح يوم الاثنين الفارط. وهنا يقول والده: «لقد تلقيت مكالمة هاتفية من زوجتي تعلمني فيها بتعرض ابني لحادث فسارعت بالتوجه الى المستشفى رفقة عدد من أقاربي حيث وجدت ابني في حالة صحية عادية وحدثنا عن أطوار الجريمة دون أن يحدد هويات المشبوه فيهم لعدم معرفته بهم غير أنه أدلى بأوصاف بعضهم لأعوان الأمن. وأعلمنا الاطار الطبي وشبه الطبي أن حالته لا تنذر بالخطر بعد أن رتقوا له الجرح بغرزتين وطلبوا منا أن نأتيه في اليوم الموالي بملابسه ولكن حدث في ذلك اليوم ما لم يكن في الحسبان». - يتابع الاب- «إذ علمنا أن ابني أصيب بنزيف دموي داخلي وفارق الحياة والغريب في الامر أننا ظللنا مرابطين بالمستشفى الى حدود الساعة الثانية بعد الزوال ولم يعلمونا بالوفاة رغم مرور ثلاث ساعات عن حصولها حينها.. التحريات متواصلة أمنيا علمنا أن أعوان فرقة الشرطة العدلية ببن عروس تعهدوا بالبحث في القضية في البداية وأوقفوا مشتبها به قبل أن يطلقوا سراحه بعد أن ثبت عدم علمه بالجريمة . في الاثناء أذن قاضي التحقيق بابتدائية بن عروس لأعوان الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني بمواصلة التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة في ظل التناقض في أقوال شهود العيان الذين كانوا رفقة المأسوف عليه وعدم قدرته على تحديد هوية أي من المظنون فيهم ليظل قاتل وجدي الى حد كتابة هذه الاسطر حرا طليقا ولكن حنكة رجال الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية ستوقع حتما بالقاتل. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: