نهاية الأسبوع الفارط بكت منطقة السيدة بالملاسين مقتل لاعب آمال المستقبل الرياضي بالمرسى حاليا واللاعب السابق بأصناف الشبان بالنادي الإفريقي أشرف المناعي على يد منحرف يكنى ب «شلبوط»... هناك وتحديدا أمام منزل المأسوف عليه كان الأهل والأصدقاء والأجوار متجمعين في حلقات، بعضهم يبكي.. البعض الآخر يتألّم في صمت... آخرون متحسرون لرحيل شاب «لا عملت إيدو ولا ساقو».. والبقية يتجاذبون أطوار المأساة التي أودت بحياة أشرف وهو في ربيع العمر... يحاولون معرفة سرّ ما حصل والإجابة عن سؤال ظلّ الجميع يردّده «لماذا قُتل أشرف؟» وهو الشاب الطيب الذي يشهد له كل من تحدثنا إليهم بطيبة قلبه وسيرته الحسنة. حضورنا بمنزل العائلة المنكوبة تزامن مع استعداد الجميع لجلب جثمان المأسوف عليه لإلقاء النظرة الأخيرة عليه ومن ثمة تشييع جنازته ومواراة جثمانه الطاهر الثرى...
تحدثنا في الأثناء مع شقيقة أشرف وتدعى خلود فأعلمتنا وهي تبكي فراق أخ عزيز إلى الأبد أنّ أشرف كان مثال الأخ الحنون والمستقيم... «كان «نوّارة» العائلة ولكن يد المنحرفين طالته وهوخالي الذهن... غدروه دون أي مبرّر.. قتلوه ظلما».. ثمّ تتساءل المسكينة بحرقة: «ماذا فعل أشرف حتى يقتل بهذه الطريقة؟ هل ظلم شخصا؟ هل اعتدى على أحد؟ هل اقترف ذنبا؟» «يجيك البلاء يا غافل» تواصل خلود الحديث عن المأساة بالقول: «لقد توجه أشرف مساء يوم الخميس إلى العطرية لاقتناء الخبز بينما بقيت واقفة امام باب المنزل أنتظره وماهي إلا دقائق قليلة حتى رأيته يجري وهو يمسك ببطنه فهرعت نحوه لأفاجأ بالدماء تنزف منه ودون أن أشعر أي كان من أقاربي قمت بنقله في الحين إلى مستشفى الحبيب ثامر بواسطة سيارة اجرة (تاكسي) في محاولة لإسعافه». نزيف قاتل «وبوصولنا للمستشفى ظلّ اخي نحو الساعة ينتظر التدخل الطبي حتى أنه سقط قبالة الباب حينها تدخل الإطار المباشر وقام برتق الجروح الثلاثة التي كان يحملها شقيقي وطمأنوني عن حالته الصحية» تتابع محدثتنا «ولكن أشرف ظلّ في غيبوبة إلى أن وصل والدي بعد اتصالي به هاتفيا وتدخل لدى الإطار الطبي فقاموا حينها بنقله إلى قسم العناية المركزة وتفطنوا لإصابة أشرف بنزيف داخلي... ولكن بعد ماذا تفطنوا لهذا النزيف الداخلي؟ (تتساءل خولة) بعد أن تدهورت الحالة الصحية لأخي؟». ظل أشرف طيلة ساعات يصارع الموت إلى أن فارق الحياة صباح يوم الجمعة الفارط وشُيّع جثمانه عصر أوّل أمس السبت إلى مثواه الأخيرفي جنازة مهيبة شارك فيها المئات من أصدقاء وزملاء وأقارب أشرف. المأسوف عليه يروي تفاصيل الجريمة عن ملابسات الجريمة قالت خلود أنّ شقيقها سرد لها أثناء نقله إلى المستشفى أطوار ما حدث قائلة: «لقد أعلمني أنه بينما كان عائدا إلى البيت اعترضه المتهم المكنى ب «شلبوط» واستفسره عن هويته وقال له حرفيا «إنت ولد القربصلي»؟ فأجابه إيجابا ثمّ واصل طريقه نحو البيت ولكنه فوجئ بعد بضعة أمتار بذلك الشخص يلتحق به ويركله من الخلف فيسقطه ثم يستلّ سكينا ويسدّد له ثلاث طعنات استقرّت الأولى في الإبط وتسببت في قطع اثنين من الشرايين والثانية والثالثة في البطن استقرّ إثرهما نصل السكين في إحدى الكليتين والكبد ممّا تسبب في إصابة أخي بنزيف دموي خارجي وآخر داخلي لم يتفطن له الإطار الطبي المباشر إلاّ متأخرّا وهوما أدى إلى الوفاة». القبض على القاتل باشر أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني البحث في القضية بمقتضى إنابة عدلية ونجحوا في ظرف وجيز في القبض على المشتبه به الرئيسي كما أوقفوا شخصا آخر يرجّح مشاركته في معركة كانت السبب على ما يبدو في حالة الهيستيريا التي كان عليها القاتل والذي تبيّن أنه محل تفتيش في قضايا أخرى تتعلق إحداها بتوقيفه لقطار اثناء مروره من جهة الملاسين... وتتواصل الأبحاث معه لكشف المزيد من التفاصيل حول هذه الجريمة.