كثيرا ما يتردد على ألسنة المعلمين والأساتذة والأولياء الحديث عن ضعف المستويات التعليمية لأغلب التلاميذ خاصة في السنوات الاخيرة التي يرجعها المهتمون بهذا القطاع إلى أسباب ذاتية تهم التلميذ الذي تقلصت مجهوداته المبذولة في التحصيل العلمي وتراجع شغفه بالمطالعة وأخرى موضوعية تهم البرامج الرسمية والاساليب البيداغوجية... لكن قليلا ما يتم التطرق إلى النقاط المتعلقة بالتخطيط والبرمجة المستقبلية التي تشهد في بعض الأحيان اخلالات جسيمة تؤثر على سير السنة الدراسية وحتى على التكوين العلمي للتلميذ رغم تقديرنا للمجهودات التي تقوم بها سلطة الاشراف والإدارات الجهوية للتعليم لتلافي النقائص، إذ يمكننا أن نتفهم حصول بعض الاضطرابات في إعداد جداول الاوقات وفي توزيع التلاميذ على الفصل مثلا خلال الاسبوع الأول أو الثاني على أقصى تقدير من انطلاق السنة الدراسية أما أن يتواصل إلى أكثر من ذلك بل وإلى أجل غير مسمى فهو ما يثير الاستغراب حتما. إن ما جرنا للحديث في هذا الموضوع هو المشكل الذي وقع فيه قرابة 200 تلميذ من متساكني معتمدية ساقية الزيت ارتقوا من السنة السادسة إلى السابعة أساسي ووقع توجيههم بعد نهاية السنة الدراسية الفارطة إلى المدرسة الاعدادية «ابن منظور» بمدينة «الانس» وهي مازالت مجرد مشروع على الورق ونتيجة لانطلاق مرحلة الانجاز بصفة متأخرة وقع المحظور ولم تجهز المؤسسة مع بداية السنة الدراسية الجديدة (انظر الصورة التي التقطت يوم 7 أكتوبر المنقضي) بل لا يمكن أن تنتهي الاشغال منطقيا قبل انقضاء عدة أشهر أخرى (لاحظنا عند زيارتنا لحضيرة الاشغال غياب اللوحة التعريفية بالمشروع وبتاريخ بداية ونهاية الاشغال) وهو ما اضطر الجهات المسؤولة إلى الالتجاء إلى حل ترقيمي تمثل في توجيه هؤلاء التلاميذ بعد تقسيمهم إلى ستة أقسام إلى المعهد الثانوي «ابن رشيق» بالانس ومدهم بجداول أوقات وقتية لن يتمكن بمقتضاها تلاميذ هذه الاقسام من الدراسة سوى 11 ساعة أسبوعيا موزعة كالآتي (4 ساعات عربية، ساعتان انقليزية، ساعتان فرنسية كل أسبوعين ساعة رياضيات، ساعة تاريخ، ساعة تربية إسلامية كل أسوبعين، ساعة موسيقى) مع الإشارة إلى أن أكثر من نصف هذه الساعات يتم تدريسها رسميا مساء يومي الجمعة والسبت نظرا لعدم توفر القاعات الكافية بمعهد «ابن رشيق» والسؤال المطروح هنا ما هو ذنب هؤلاء التلاميذ (بعضهم متحصل على امتياز في جميع المواد) الذين لا يدرسون إلا ثلث عدد الساعات المبرمجة رسميا لسنوات السابعة أساسي؟ وكيف سيتم تعويض هذا العدد الكبير من الساعات التي خسروها بعد مرور حوالي شهر على انطلاق السنة الدراسية دون احتساب المدة الزمنية المتبقية إلى حين انتهاء الاشغال والحال أن أغلب المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية ستشرع في إجراء الفروض العادية خلال أواخر الشهر الجاري؟!! تداعيات أخرى في نفس هذا الإطار لا يجب التغافل عنها أولها الاشكال الذي وقع فيه التلاميذ الاصليون لمعهد «ابن رشيق» فيما يخص الساعات الجوفاء التي أصبح مستحيلا قضاؤها بين أسوار المعهد بالنظر إلى حالة الاختناق التي يعيشها، والكل يعلم ما يمكن أن ينجرّ عن ذلك من مشاكل لا تحصى ولا تعد وثانيها تخص وضعية الاساتذة والإطار الإداري والعمالي المعينين بالمدرسة الإعدادية «ابن منظور» الذين بقوا بدورهم معطلين عن آداء الواجبات المناطة بعهدتهم! هذه مجرّد ملاحظات نسوقها بكل تجرّد انطلاقا من إيماننا بقدسية الرسالة التربوية والتعليمية وانطلاقا من عميق وعينا بأهمية النقد البناء الذي يرشدنا إلى مواطن الخلل حتى لا تتكرّر ويقودنا دون حساسيات إلى تقويم الإعوجاج واصلاح الاخطاء خدمة لأجيالنا القادمة. أنور.غ للتعليق على هذا الموضوع: