"J'aime la caresse"!! هذه العبارة الفرنسية التي إذا ترجمناها إلى العربية سنجد «أحبّ المداعبة» رأيتها مكتوبة على «مريول» احدى الفتيات وكانت تمشي في الشوارع غير عابئة بالتعليقات وطبعا لا أظن أن الفتاة لم تكن واعية بما تعنيه هذه الكلمات التي كتبت فوق نهديها مباشرة. فالعبارة سهلة ولا تحتاج إلى توضيح لأنها دعوة صريحة أقوى من التلميح أو الإيحاء اللذين يمكن أن تحملهما صورة أو عبارة أخرى نراها أحيانا على صدور بعض فتياتنا أو على مناطق أخرى من أجسادهن لكن السؤال المحيّر هنا هو: ماذا يحدث لو أن شابا لم يكن من العاكسين واستجاب للدعوة وشرع فعلا في المداعبة؟! هل يمكن أن نلومه على ما فعل والحال أنه استجاب للدعوة الصريحة لصاحبة «المريول» التي تحبّ المداعبة؟! ولنفترض أن هذا حصل فعلا ووصلت الأمور إلى القضاء، فهل يمكن اعتبار الشاب مذنبا أم ضحيّة هذا الاستفزاز الصريح؟! وهل يمكن معاقبة الفتاة بتهمة التحرّش الجنسي و«الدعوة إلى المداعبة» خاصة أن القضاء سيكون له الدليل المادي الذي لا يرقي إليه الشك؟! أين الخمسين غراما؟ خلال شهر رمضان لم ينقطع إشهار لنوع من الزبدة النباتية مؤكدة أن الهدية هذه المرّة هي 50 غراما أخرى بكل علبة تحتوي على نصف كيلوغرام من الزبدة دون أن يكون لذلك أيّ تأثير على «سوم العادة» ومعنى هذا طبعا أن علبة الكيلوغرام تحمل في الواقع كيلوغراما و100 غرام، إلا أن الواقع لا يثبت هذا إذ ظلّت العلب هي هي أي بزيادة 50 غراما فقط سواء بالنسبة إلى «بورطل» أو «بوكيلو»... والدليل أن ما يكتب على علب الرطل هو نفسه الذي يكتب علي علب الكيلوغرام. عجز أم تهاون؟ السياقة في تونس تحتاج إلى تخصيص عون أمن لكل سائق لعلّ ذلك يجبرهم على احترام قوانين المرور... وأضواء التقاطعات لا أظن أن من خلقها فعل ذلك ليقتل الوقت لكن المتأمّل في الأضواء داخل العاصمة سيلاحظ دون عناء أن عددا منها منذ أشهر معطّبا بحيث لا يشتغل منها سوى الضوء البرتقالي وهذه الحالة خلقت فوضى في حركة المرور التي كانت «تحمد ربّي» بالأضواء الثلاثة فإذا بها فرصة للأقوى كي يمرّ دون احترام للأولوية ولا هم يحزنون. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: لماذا بقيت هذه الأضواء برتقالية منذ أشهر؟ فهل عجزت المصالح المعنية بها عن إصلاحها أم تهاونت في ذلك والحال أن الأمر غير مقبول في كلتا الحالتين؟! توجيه وغموض! لا أقصد هنا التوجيه الجامعي بكل ما يحمله من مواقف ومعان بل أقصد العملية التي يقوم بها بعض المعلّمين مع تلاميذهم فقد دأب هؤلاء المعلمون على أن يطلبوا من التلاميذ شراء قصص يستعينون بها على تنمية قدراتهم اللغوية سواء في الفرنسية أو في العربية، وكان التلاميذ يشترون ما يروق لهم أو ما يروق لأوليائهم فعلا، أما «النغمة» الجديدة الرائجة هذه المدّة فهي أن عملية الشراء أصبحت تتم بتوجيه من هؤلاء المعلمين الذين صاروا يقولون لتلاميذهم: «لا تشروا الكتب الفلانية التابعة لدار النشر الفلانية بل اشتروا ما تصدره دار النشر الفلتانية»!! ولأنه لا يوجد أي مبرّر منطقي أو منهجي أو بيداغوجي لتفضيل دار نشر على دار أخرى، خاصة عندما يتعلّق بدور النشر التونسية، فإننا لا نفهم لماذا يفعل هؤلاء المعلمون هذا؟! إن الكلام يكثر في مثل هذه الحالات وأنا شخصيا لا أريد تصديق ما يروّج في خصوص هذا «التوجيه المقصود» لأني أحترم هؤلاء الذين نسلمّهم صغارنا ليعلّموهم ويربّوهم لكن ليس ليجعلوهم، رغم صغر سنّهم، يستنتجون أشياء تمسّ من مصداقية معلّميهم..! ترفيع غريب منذ بضعة أيام ذهبت إلى بنزرت وعندما اقتطعت تذكرتي فوجئت بزيادة في الثمن مقدارها 200 مليم أي 400 مليم بالنسبة إلى الركاب الآخرين على اعتبار أن تذكرتي هي في الحقيقة 50% من الثمن الحقيقي للتذاكر الأخرى، هذه الزيادة وهي الثانية خلال الأشهر الماضية في سنة ,2008 لا شيء يبرّرها وهي حسب رأيي خاصة بشركة النقل ببنزرت فقط لأن الشركات الأخرى لم تقم بهذه الزيادة المشطّة فإذا تحدثنا عن ارتفاع أسعار البترول عالميا فلا أظن أن شركة نقل بنزرت هي الوحيدة التي «لحقها الطش» جراء هذا الارتفاع... وإذا قبلنا مبدأ الزيادة أصلا فلماذا 400 مليم دفعة واحدة؟! ولماذا يتحمّل المواطن طوال حياته ثمن ارتفاع الأسعار أو ثمن أزمة الاقتصاد الأمريكية ولا ينتفع بانخفاض هذه الأسعار أو بانتعاشة الاقتصاد الأمريكي؟! رصد: جمال المالكي للتعليق على هذا الموضوع: