دافعت عن شرفها فهشّم رأسها بحجارة حتّى الموت الاسبوعي- القسم القضائي: شهدت مدينة جرزونة نهاية الاسبوع قبل الفارط جريمة قتل فظيعة راحت ضحيتها فتاة في الثانية والعشرين من عمرها تدعى أنس الاندلسي وتعمل حلاقة. وكنا في العدد الفارط نشرنا المعلومات الاولية حول الحادثة ونعود اليوم للحديث عن اطوارها كاملة بعد القبض على القاتل وتحديد هوية القتيلة. طيبة وحيوية تقول السيدة منجية والدة الضحية في اتصال بها «لقد كانت ابنتي رحمها الله مليئة بالحيوية وتتقد نشاطا ولذلك ساعدتها منذ بضعة أشهر على فتح قاعة حلاقة بالجهة وباشرت العمل فيها بكل تفان بعد أن كانت تابعت تكوينا في الحلاقة بجهة باردو». واضافت «كانت يوميا تذهب لعملها ثم تعود للمكوث بالبيت كانت مثالا للفتاة الطيبة والمستقيمة بشهادة الاجوار ولكن القاتل كان وحشا.. كان قاسيا الى أقصى درجة... قتل عفويتها وأغتال شبابها.. لماذا..لماذا قتلها وهي التي «لا عملت إيدها ولا ساقها»؟ امتحان سياقة تصمت هنا الأم المسكينة فاسحة المجال أمام بعلها السيد نجيب الاندلسي الذي واصل الحديث عن المأساة التي حلت بعائلته: «لقد أعلمتنا أنس بأنها ستتوجه في ذلك اليوم الى بنزرت لاجراء امتحان سياقة السيارات ولكن عندما تأخرت أتصلنا بها هاتفيا وكان ذلك حوالي الساعة السابعة مساء فأجابتنا وأعلمتنا بأنها تستقل سيارة أجرة وأن سبب التأخر يعود الى رفع الجسر المتحرك فأطمأنت قلوبنا وأنتظرنا عودتها ولكن تأخرها طال فاتصلنا بها مجددا ولكن هذه المرة ظل هاتفها يرن دون أن تفتح الخط فتملكتنا الحيرة.. بحثت عنها والدتها في البداية بقاعة الحلاقة وبمنزل إحدى صديقاتها ولكن دون جدوى.. ظلت الساعات تتواتر ببطء شديد حتى مللنا الانتظار وأدركنا أن سوءا حصل لابنتي». الصدمة «في اليوم الموالي فوجئت بمجيء أعوان الحرس الوطني فتيقنت من أن ابنتي تعرضت لمكروه غير أنهم هيأوني جيدا لتقبّل الخبر المفزع.. الأليم ..أعلموني بعد نقلي الى المقر الأمني بوفاة ابنتي.. كانت صدمة كبيرة ولكني تحملتها إيمانا بقضاء الله وقدره». إيقاف القاتل وكشفت معطيات إضافية أن أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني ببنزرت نجحوا في حصر الشبهة في شخص من أجوار الضحية وذلك بناء على المعلومات التي توفرت لديهم إثر التحريات المكثفة التي أجروها لذلك نصبوا له كمينا ألقوا إثره القبض عليه. وباقتياده الى المقر الأمني اعترف المشبوه فيه (متزوج وله أبناء) بمسؤوليته عن هلاك الفتاة إذ علمنا أنه كان يستقل معها سيارة الاجرة وأثناء وصولهما الى المدينة حوّل وجهتها الى مكان بعيد عن الانظار يقع قرب مقبرة وحاول النيل منها ولكنها دافعت عن شرفها وصانت شرف عائلتها بكل ما أوتيت من قوة غير أنها لم تقدر على الهروب من قبضته إذ إلتقط حجارة وأصابها بها في الرأس وعندما سقطت أرضا أنهال عليها ضربا بالحجارة ذاتها حتى فارقت الحياة. حينها فقط توقف عن الاعتداء عليها وألقى بالحجارة بعيدا نسبيا عن موقع الحادثة ولاذ بالفرار. وأفادنا شقيق الفتاة أن تقرير الطبيب الشرعي أكّد أن أنس لم تتعرض لاعتداء. يذكر أن عائلة المأسوف عليها لا تطلب غير القصاص من قاتل ابنتها. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: