في الوقت الذي يبدو فيه كبار صناع القرار في العالم منشغلين بأجواء الحملة الانتخابية الامريكية وبمعالجة الحصيلة الاقتصادية والعسكرية والسياسية الثقيلة لسياسة الادارة الامريكية الحالية وحليفاتها منذ 8 أعوام صعدت سلطات الاحتلال الاسرائيلية قمعها للشعب الفلسطيني وانتهاكاتها لسيادته الوطنية. كان الحدث الكبير الذي لم تعن به وسائل الاعلام الدولية بسبب الازمة المالية الكبرى قمع سلطات الاحتلال لسكان مدينة عكا الفلسطينية بتبريرات رفع يافطات دينية وايديولوجية ودعائية بالجملة. في نفس الوقت عادت سلطات الاحتلال الى دعم بناء المستعمرات وتوسيع المستوطنات القديمة بما فيها المستوطنة "المهزلة" التي تضم حوالي 400 مستوطن فقط والتي ركزت في قلب الشارع الرئيسي الذي يتوسط مدينة الخليل كبرى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ذات ال150 ألف ساكن. فقد شرعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في توسيع مستوطنة «خارصينا» الواقعة شمال شرقي مدينة الخليل وتشييد العديد من الابنية داخلها ..متحدية كل اتفاقياتها السابقة مع السلطة الفلسطينية برعاية أمريكية وأممية ودولية. وقد أكدت مصادر فى اللجنة العامة للدفاع عن الاراضى في محافظة الخليل قيام سلطات الاحتلال والمستوطنين خلال الايام القليلة الماضية بتشييد ثلاثة أبنية جديدة فى المستوطنة بالتزامن مع بدء تنفيذ أعمال بنى تحتية في المستوطنة. وكانت سلطات الاحتلال قد أقدمت فى مطلع الشهر الجاري على انشاء بؤرة استيطانية جديدة شرقي الخليل تقع على بعد 400 متر تقريبا الى الشرق من مستوطنة «خارصينا» وذلك على حساب مساحات واسعة من أراضي عائلة فلسطينية في نفس الوقت الذي أعلنت فيه منظمات يهودية متطرفة اعتزامها انشاء ثلاث نقاط استيطانية عشوائية جديدة فى الضفة الغربية احداها ستقام غرب مستوطنة «كريات أربع» شرقي الخليل وأخرى بجوار مستوطنة «ميجرون» شرقي رام الله فيما ستقام النقطة الاخيرة قرب مستوطنة «هار براخا» فى محافظة نابلس. إذن تفتح رئيسة الوزراء والديبلوماسية "المعتدلة" ليفني عهدها بتوسيع المستوطنات السرطانية التي ركزتها قيادات صهيونية متطرفة طوال العقود الماضية بتمويلات أوروبية وأمريكية ودولية وعربية. إن الاستيطان سرطان نخر الاراضي الفلسطينية ولا يزال.. وهو داء فتاك يفسر فشل كل جهود السلام.. ولا بديل لكل القوى التي ما تزال تؤمن باهمية الامن والسلام والاستقرار في المنطقة إلا التحرك بقوة لوقف مهزلة بناء مزيد من المستوطنات حول القدسالمحتلة وفي كامل الضفة الغربية.. قبل أن يندلع بركان جديد يجر كامل المنطقة الى المجهول.. بسبب الاستفحال المرتقب للعنف والارهاب والتطرف.