بعد فوزها بزعامة حزب «كاديما» وتكليفها بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة أقرّت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية في حكومة أولمرت منذ يومين فشلها في تشكيل هذه الحكومة بسبب تباين المواقف السياسية بينها وبين أحزاب اليمين وأقصى اليمين والتي بدونها لا يمكن لها ضمان الأغلبية في الكنيست حتى تتمكن من ضمان الأدنى من الاستقرار لهذه الحكومة. وفي ظلّ تقلّص الخيارات المطروحة أمام زعيمة حزب «كاديما» بما في ذلك خيار حكومة أقلية وما قد يرافقها من اهتزاز ومساومة قد تعجّل بسقوطها فضّلت ليفني «رمي المنديل» بإعلانها اقتراح إجراء انتخابات برلمانية مبكّرة ينتظر أن تتمّ في فيفري من السنة القادمة. ورغم تخلّي أولمرت عن زعامة «كاديما» إثر ملاحقة قضائية بشأنه بسبب تهم تتعلّق بالفساد والارتشاء سيجد نفسه مطالبا بمواصلة تسيير شؤون الحكومة لمدّة أربعة أشهر أخرى إلى حين إجراء هذه الانتخابات المبكّرة. وفي الأثناء يبدو أنّ الزّعيم اليميني ناتنياهو يراقب بعين الرضا ما آلت إليه محاولات ليفني الفاشلة في رئاسة حكومة ائتلافية الأمر الذي قد يمهّد له الطريق للفوز في الانتخابات القادمة بعد أن راهن على فشل كلّ المحاولات لتشكيل حكومة بزعامة ليفني رغم أنّ استطلاعات للرأي تشير إلى فوز محتمل لحزب «كاديما» في هذه الانتخابات لو أجريت الآن. وفي ظلّ ما عبّرت عنه ليفني من أنّها «لا تستطيع الاستسلام للابتزاز المالي ولا السياسي الذي تمارسه بعض الأحزاب» في إشارة إلى مطالب حزب «شاس» الديني المتطرّف ومن بينها عدم إدراج قضية القدس في المفاوضات مع الفلسطينيين سيجد الطّرف الفلسطيني نفسه مجبرا على مزيد الانتظار إلى حين ترتيب البيت الداخلي في إسرائيل ليواصل مسيرة التّفاوض الشّاقة والطويلة مع محتل متمرّس في سياسة المماطلة والتسويف والمزايدة على امتداد عقود. وبعد إجراء انتخابات برلمانية إسرائيلية مبكّرة وأشهر من الانتظار هل يخصص القادم الجديد للبيت الأبيض الأمريكي قدرا من وقته ومن التزاماته لانعاش المفاوضات في الشرق الأوسط بعد أن أصابها الشلل طيلة سنوات.