إنّها لحظة تاريخيّة نعيشها اليوم ونحن نستحضرُ جميعا إقدام الرئيس زين العابدين بن علي بحكمة كبيرة وتبصّر وبالتزام كبير بالضوابط الدستوريّة والقانونيّة وبارتباط وثيق بتطلعات الناس على الخروج بالبلاد بسلام من ذلك النفق المظلم الّذي كانت تتردّى فيه نهاية حكم الرئيس الراحل الزعيم الحبيب بورقيبة والانطلاق بها إلى آفاق رحبة وواسعة ما تزال تنفتح من يوم إلى آخر نحو الافضل والاحسن للبلاد. ولا يفوتني بهذه المناسبة التعبير عن عميق الامتنان لما حقّقته حركة الاصلاح والتغيير الّتي يقودها الرئيس زين العابدين بن علي من نجاحات ومكاسب هامّة ارتقت بظروف عيش المواطنين وحسّنت الاوضاع في البلاد على أكثر من صعيد وهو الامر الّذي تؤكّده تقارير أبرز المنظمات الدوليّة المستقلّة والمُحايدة المهتمّة برصد مؤشرات التنمية والحياة في العالم، وتفخرُ تونس اليوم بما لها من حظوة دوليّة وإقليميّة مرموقة وبصوتها المسموع في العديد من دوائر القرار في العالم. إنّنا نُُبارك المجهود التاريخي الّذي أنجزه الرئيس بن علي في إنقاذ البلاد والمرور بها نحو أفق جديد راكم الاصلاحات المتتالية ووضع البلاد على قاطرة التقدّم والتنمية والتطوير الصحيح والثابت وذلك بفضل الخطط الاستراتيجية والمنهج المدروس الّذي سار عليه العمل الحكومي منذ فجر السابع من نوفمبر 1987 بهدي وتوجيه من سيادة رئيس الجمهوريّة الّذي آل على نفسه تنفيذ وعود التغيير والاصلاح الّتي بشّر بها بيان 7 نوفمبر 1987. إنّ الرهان الّذي أقامه الشعب التونسي بمثقفيه وسياسيّيه وكلّ فئاته على حركة التغيير كان رهانا صائبا وتعيش البلاد اليوم حصادا إيجابيّا ومكاسب ونجاحات على أكثر من صعيد أهّلها لكي تنعم بالاستقرار والامن وجعلها تكون بلدا صاعدا ومتطوّرا وبه مؤشرات جدّ متطوّرة في جميع مناحي الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة. غير أنّ تثمين المنجزات والمكاسب لا يجب أن يحجب عنّا أنّ الحركة نحو الافضل ما تزال منشودة وأمامها آفاق واسعة لمزيد التطوّر والتحديث لما فيه خير البلاد خاصة في مزيد الارتقاء بالحياة السياسيّة والاعلاميّة نحو مزيد الفضاءات والهوامش وتوسيع دائرة المشاركة لتشمل العدد الاكبر من التونسيّين والتونسيّات. ونحن لنا التفاؤل الكبير بأنّ المستقبل سيشهد مبادرات جديدة تدفع نحو الافضل والاحسن وذلك لما عهدناه في سيادة رئيس الدولة من إرادة ومن نفس إصلاحي لا ينقطع ويبحث عن مُُراكمة الاصلاحات من يوم إلى آخر وما لمسناه من تراصّ لصفوف كلّ الوطنيين خلف برنامج الاصلاح والتحديث وهو خيار البلاد الوحيد لمزيد الرقي والنماء والازدهار وتحدّي الصعاب. إنّ رئيس الدولة نفسه مؤمن بأنّ حركة التغيير والاصلاح لا تنتهي وليس لها حدّ وهذا ما يدعمُ فينا التفاؤل والاستبشار الدائم بتحقيق المزيد من الدعم للحياة السياسيّة التعدّديّة وتوسيع هوامش الاعلام الحر والمسؤول وتعزيز منظومة الحريات وحقوق الانسان وتكريس المزيد من الجهد والعناية إلى الجهات الداخليّة للارتقاء بنوعيّة الحياة بها وإضفاء المزيد من العدالة في توزيع الثروة الوطنيّة على كامل افراد الشعب. ومع انتصار بن علي للفئات الضعيفة وذات الدخل المحدود والاحتياجات الخصوصيّة فإنّ المسؤوليّة تبقى ملقاة على كلّ مؤسّسات الدولة والمجتمع المدني للمساهمة بصدق في توفير ظروف العيش الكريم والشغل والرفاه لكلّ فئات المجتمع وجهاته بناء وتنفيذا وتفعيلا لمقرّرات وتوجيهات سيادة رئيس الدولة. ومن المهم هنا الاشارة إلى أنّ مزيد التفاف كلّ قوى المجتمع حول أهداف ومبادئ بيان 7 نوفمبر 1987 التاريخي هي المنهج الاصوب حاليّا لتحقيق المزيد من المكاسب وهذا الوضع يتطلّب تحسين أداء مختلف فعاليات المجتمع المدني وتمتيعها بالامكانيات والوسائل والآليات اللازمة من أجل تأطير المواطنين وخاصّة منهم الشباب أمر مهمّ في المرحلة المقبلة لتحقيق الاهتمام الواسع بالشأن العام الّذي يعرف اليوم الكثير من التحديات والصعوبات إذ أنّه وكلّما اتسّعت دائرة المشاركين والمهتمّين بالشأن الوطني تعدّدت المقاربات والرؤى وكلّما كان بالامكان تحقيق برامج جديدة ومخطّطات بها الحلول الملائمة لمزيد تطوير البلاد.