تونس الاسبوعي: لا يتطلب آمر التنقل بين سوقي الحفصية والحلفاوين عناء وجهدا مضنيا فالمسافة بينهما لا تتجاوز مشيا ال 10 دقائق فبين إطلالة على هذا وأخرى على ذاك تستوقف على عديد المظاهر اولها الاقبال الحاشد على السوقين والثانية ارتفاع الاسعار في الملابس المستعملة في الحفصية والثالثة اخفاء الباعة للميزان. الفريب في الحفصية لأن الحفصية أصبحت القبلة المحبذة لعديد الحرفاء الذين يبحثون عن ملابس جيدة ومختلفة زهيدة الثمن، يشهد سوقها اقبالا منقطع النّظير خاصة عند فترة تسديد المرتبات فالباعة تفطنوا أن السوق تنتعش مع نهاية كل شهر وبداية آخر لذلك تحدهم يرفعون في أسعار الملابس حيث يضاعف ثمن القطعة الواحدة بعد ان كانت معروضة كامل الشهر دون ذلك السعر بكثير كما تعرف أسعار الأحذية ارتفاعا مشطا حيث يتجاوز ثمن الحذاء الرجالي المستعمل عتبة الثلاثين دينارا وعلى قدر الثمن تجده في ملابس «الدجينز» وملابس النساء. وبقدر ما حافظ الحرفاء على ارتيادهم للمكان اي سوق الحفصية بقدر ما لم يحافظ الباعة على استقرار الأسعار بتعلة أنها مستوردة ومن الصنف الرفيع «سينيي». ميزان الحلفاوين يتعمد باعة الحلفاوين وخاصة منهم الأسماك واللحوم الى اخفاء الميزان ولا تسمع من البائع او التاجر سوى سعر الكمية الموزونة.. حيث لا يجد الحريف فرصة لمعرفة الكيل نظرا لابتعاده عن أنظاره في مكان متخف داخل المحل. شق آخر من باعة الخضر والغلال يلجؤون الى استعمال «الجرائد» للف الخضر او الغلال حتى لا يدرك الشاري الغث من السمين خاصة وأنهم يصغون البضاعة «اللائقة» في الواجهة الأمامية ويخفون الفاسدة وراءها.. وعند عملية الوزن يختلط الحابل بالنابل ويكون «القرطاس» سترة للافشاء للغلة او الخضرة «المضروبة». فيما يتفنن آخرون في كتابة ثمن البضاعة بطريقة لاتفهم بها رقمي 0 و9 فيذهب الى ظن الحريف مثلا ان الكيوغرام موز ب 1000 في حين أنه سعره ب .1900 ولكن الأدهى من هذا ان التجار كثيرا ما يدونون ثمن «الرطل» لاستهواء الحريف وجذبه والايقاع به. هذه المظاهر تدعو الى ضرورة تكثيف عمليات المراقبة للأسواق واتخاذ أشد ضروب الردع تجاه المخالفين.. خصوصا وان مثل هذه الاسواق هي حماية للزوالي ومحرار حقيقي للأسعار. الحبيب العرفاوي