تونس- الأسبوعي: مثلما هو معلوم تمّ التوصل إلى ضبط زيادة في الأجور للعاملين بالوظيفة العمومية بنسبة 4,7%... وهو ما يمثل 153% مقارنة بحجم الزيادات التي أفضت لها المفاوضات السابقة حول الأجور وهكذا يمكن اعتبار ملف المفاوضات الاجتماعية بالوظيفة العمومية قد طوى ولم تبق سوى بعض الوضعيات البسيطة التي سيتواصل التفاوض بشأنها مثل بعض الوضعيات في التعليم العالي والصحة والتجهيز... وفي الحقيقة فإن نتائج المفاوضات بالوظيفة العمومية تعتبر انجازا للحكومة من جهة وللطرف النقابي من جهة أخرى.. الأولى لأنها أعطت المثل لبقية القطاعات المفاوضة رغم الظروف الاقتصادية الضاغطة... والثانية لأنه حرص كثيرا على تأمين زيادة تخفف بشكل ملموس من تدهور القدرة الشرائية للموظف العمومي ولكن كيف تم التوصل لهذه الزيادة؟ استثناء الإطارات النشيطة توصل المفاوضون إلى اعتماد طريقة جديدة للتفاوض تقوم على استثناء الإطارات النشيطة من التفاوض حول الأجور... وهي إطارات الجيش والأمن والقضاء والديوانة باعتبار خضوعها لقوانين أساسية خاصة بها وتم فقط الاقتصار على التفاوض حول أجور الموظفين العموميين الممثلين بنقابات وبالتالي شمل التفاوض حوالي 320 ألف موظف عوض 455 ألف موظف... وقد قارب حجم الزيادات حوالي 500 مليون دينار بالمفاوضات الحالية وهو الأهم منذ اعتماد منهج الدورات التفاوضية. الأفضل منذ انطلاق المفاوضات في أول جلسة تفاوضية سنة 1990 تم إعلان زيادة في الأجور بحوالي 5% وباعتبارها الدورة الأولي وذات صبغة خصوصية قد لا يمكن المقارنة بها ولكن ومنذ بدء الزيادات المنتظمة لم يتم تحقيق نسبة كهذه رغم الظروف الاستثنائية ماليا واقتصاديا في الداخل والخارج... وحل مشكلة المفاوضات بالوظيفة العمومية سوف يفتح الباب لبقية القطاعات كي تحذو حذوه سواء بمؤسسات القطاع العام أو الخاص... باعتبار الأبعاد التي سوف يحققها هذا الكسب لجرّ قطار المفاوضات في بقية القطاعات نحو تحقيق نتائج طيبة كذلك. أيام إعلامية بالقطاع العام هذا وقد نظم قطاع الدواوين والمنشآت العمومية باتحاد الشغل خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الأيام الإعلامية حول نسق سير المفاوضات الاجتماعية بالقطاع العام... وآخرها كان تنظيم يوم إعلامي بولاية قبلي في إطار نفس الجولة الإعلامية بالجهات الداخلية لإبراز اهتمام النقابيين بالقطاع العام... خاصة وأن وتيرة المفاوضات بدأت تأخذ نسقا أسرع بعد ما تحقق في مفاوضات الوظيفة العمومية نظرا لتلازم مسارات التفاوض التي تهم كل الأجراء بمختلف مستوياتهم. خير الدين العماري