«عيد بأية حال عدت يا عيد» مقولة استحضرتها كما يستحضرها دون شك العارف بواقع السياحة الصحراوية في بلادنا، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للسياحة الصحراوية الموافق ل12 نوفمبر من الشهر الجاري. استحضرت هذا البيت الشعري بقوة ونحن نرافق السيد خليل العجيمي وزير السياحة أول امس في زيارته الى قبلي ودوز للاطلاع على عدد من المشاريع الجديدة ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالنشاط السياحي في المناطق المذكورة. ورغم ما يحمله الاطار من جديد (مشاريع جديدة) الا ان تجاذب اطراف الحديث مع العارفين بالشأن السياحي وبالاخص وضع السياحة الصحراوية والصعوبات او الاشكاليات التي تواجهها والتي ظلت على حالها منذ سنوات خلت، تدفع بقوة اكبر للتساؤل لماذا لم تنجح الوجهة السياحية الصحراوية في تجاوز العراقيل التي تحول دون الوصول الى نتائج تتوافق مع امكانياتها ومؤهلاتها التنافسية العالية في حوض المتوسط (على الأقل الى حد الان)؟ طرح هذا التساؤل في اكثر من مناسبة كما ان مشاغل السياحة الصحراوية باتت معروفة لدى الجميع وهي باختصار شديد، مشكل نسبة الاشغال التي تظل ضعيفة لا تتجاوز 35% الى جانب تواصل التعاطي مع السياحة الصحراوية كسياحة عبور حيث لا يتجاوز معدل الليالي السياحية المقضاة في الصحراء ليلة فاصل 2، مع مشكل الربط الجوي المباشر مع الاسواق السياحية باتجاه الصحراء التونسية ولعل الأهم من كل هذا هو مشغل التنشيط السياحي في المنطقة الذي يظل متواضعا لا يكفل في وضعه الحالي شد السائح للبقاء في الصحراء اكثر من 3 ايام. التنشيط ثم التنشيط وضع التنشيط السياحي في مقدمة العراقيل التي تواجه الوجهة السياحية الصحراوية يعود اساسا الى ان عدم النجاح في شد السائح اطول فترة ممكنة في الوجهة الصحراوية ينعكس دون شك على بقية المؤشرات الاخرى المتعلقة بنسبة الاشغال والليالي السياحية وربما ايضا يحول دون اقدام شركات الطيران ومنظمي الرحلات الى وضع خط مباشر قد لا تكون له مردودية عالية اذا لم يقبل السائح على الوجهة الصحراوية. الربط الجوي أيضا والى جانب الربط الجوي المباشر بين العواصم الاوروبية والصحراء يجب العمل ايضا على وضع خط يومي بمعدل رحلتين في اليوم على الاقل بين تونس وتوزر وباسعار تنافسية. تواجه دائما حلول ودعوات تكثيف الربط الجوي بمشكل المردودية من جانب شركات الطيران الوطنية وحتى اذا تعلق الامر بمنظمي الرحلات الاجنبيين على غرار ما حصل مؤخرا فيما يتعلق بتأجيل احد منظمي الرحلات الاسبان مساهمته في بعث خط جوي مباشر بين الصحراء التونسية ومدريد الى وقت لاحق بعد تخوفه من مردودية هذا الخط الجوي، وهنا المطلوب لتجاوز مثل هذا الاشكال حسن الترويج وتكثيف العمليات الاشهارية للصحراء التونسية في الاسواق السياحية لا سيما تلك التي يبحث سائحها عن المنتوج الصحراوي مع ضرورة ان يكون للمهنيين الدور الاساسي والأكبر في الترويج للسياحة الصحراوية وكذلك في الاستثمار في مجال التنشيط السياحي والاستثمار اكثر في تحسين جودة المنتوج الصحراوي والخدمات في النزل والعناية بالمحيط السياحي. من خلال هذا فقط يمكن ان يحصل منعرجا في وضع السياحة الصحراوية وما عدا ذلك سنظل في كل يوم وطني للسياحة الصحراوية نردد المقولة ذاتها «بأي حال عدت يا عيد» ونتحدث عن مؤشرات وان بدت ايجابية وتتطور بشكل طفيف في حدود 2 و3% في الوافدين والليالي السياحية الا اننا نظل نقول بالامكان أكثر مما كان. منى اليحياوي