عشرات الدراجات النارية حضرت في الجنازة لتوديعه الأسبوعي- القسم القضائي: كانت عائلة بوشارب القاطنة بمدينة الحمامات تعيش في هدوء وسعادة وتفاهم بين أفرادها ولكن فجأة انقلبت هذه السعادة إلى ترح وغابت البسمة عن شفاه هذه العائلة بعد أن غيّب الموت ابنها راضي (21 سنة) الذي كان يزاول دراسته بإحدى كليات السياحة بالعاصمة ويتقد نشاطا وحيوية ومفعما بالأمل في النجاح في دراسته... شاءت الأقدار أو لنقل جنون الطرقات أن تفقد هذه العائلة ابنها الأكبر بينما حفّت ألطاف السماء بابنها الأصغر ياسين (19 سنة) وصديقهما وأنقذا من المصير ذاته. كيف نجا شقيق الضحية وصديقه من الموت؟ سهرة نهاية الأسبوع عن أطوار الحادث تقول والدة المأسوف عليه وهي الفنانة التشكيلية عاطف بوشارب «لقد اتفق ابناي ياسين وراضي مع صديقهما على قضاء سهرة نهاية الأسبوع قبل الفارط بإحدى العلب الليلية بالحمامات وفعلا فقد التقوا وتوجهوا إلى الملهى للترفيه عن النفس». صدمه وهرب وأضافت السيدة عاطف التي كانت تتألم في صمت «غادر راضي وشقيقه وصديقهما الملهى في حدود الساعة الثانية من فجر يوم الأحد وحاولا عبور الطريق والتوقف على حافته الثانية لإيقاف سيارة أجرة (تاكسي) قصد العودة إلى البيت غير أنهم فوجئوا بقدوم سيارة تسير بسرعة تفوق السرعة المسموح بها في تلك المنطقة والمحدّدة بثلاثين كيلومترا في الساعة فحاولوا تفاديها ولئن نجح ابني ياسين وصديقه في مسعاهما فإن راضي عجز وداهمته السيارة وصدمته بقوة فطار في الهواء نحو ثلاثة أمتار قبل أن يسقط أرضا في حالة إغماء فيما لاذ السائق - الذي قيل لنا أنه كان يقود سيارته بحالة سكر - بالفرار قبل أن يوقف من طرف أعوان الأمن... ... ورحل راضي وحال بلوغ الخبر إلى الجهات المختصة تحوّل أعوان الشرطة والحماية المدنية على عين المكان ونقلوا راضي إلى المستشفى حيث احتفظ به تحت العناية المركزة بعد أن كشفت الفحوصات الطبية حمله لإصابات في الرأس والقفص الصدري والرئتين والساقين تسبّبت بدورها في إصابته بنزيف دموي حاد. ورغم المجهودات التي بذلها الإطار الطبي لإنقاذ حياته فإن راضي فارق الحياة في حدود الساعة الثامنة من مساء يوم الاثنين الفارط ليوارى الثرى في اليوم الموالي وسط حضور مكثف لزملائه وأصدقائه الذين امتطى عدد كبير منهم الدراجات النارية الكبيرة التي كان المأسوف عليه يعشقها إلى حد الجنون ويملك واحدة منها كثيرا ما كان يشارك بها في بعض السباقات أو العروض والجولات الترفيهية... هكذا انتهت رحلة راضي مع الحياة بعد أن شاء جنون الطرقات أن يقطف زهرته وهو في عزّ الشباب وقد رجتنا والدته تحسيس السواق بضرورة الالتزام بقانون الجولان والابتعاد عن المقود في حالات السكر والتعب حتى لا يسقط ضحايا أبرياء ويوضع حدّ لهذا النزيف القاتل.