تونس الصباح تزايد عدد الطلبة من سنة الى أخرى قد يخلق نوعا من الاكتظاظ في بعض مؤسسات التعليم العالي لا سيما ان عددا كبيرا من هذه المؤسسات مر على احداثها سنوات عديدة مما يؤثر على قدرتها على الاستيعاب بفعل تأثر تجهيزاتها وتقادمها. واذا علمنا ان توقعات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا تتحدث عن بلوغ حوالي 478 الف طالب مع حلول السنة الجامعية 2011-2012 مقابل حوالي 370 ألف طالب خلال السنة الجامعية الحالية تحتضنهم 192 مؤسسة جامعية. من جهة اخرى ينتظر ان يتم تأمين 53 الف مقعد بالجامعة عن طريق استكمال مشاريع متواصلة ستوفر 30 ألف مقعد وعن طريق بلوغ طاقة الاستيعاب القصوى في مؤسسات اخرى موجودة حاليا ستوفر 13 الف مقعد وسيؤمن التعليم العالي الخاص والتعليم العالي الافتراضي ال10 آلاف مقعد المتبقية. الجامعة الافتراضية تتضمن مشاريع التعليم العالي المستقبلية ايضا العمل على تطوير الجامعة الافتراضية لاستيعاب عدد من الطلبات وذلك عن طريق رقمنة قسم من برامج التكوين الجامعي واثراء الرصيد الكمي والنوعي لهذه المحتويات واحداث اقسام تعليم عال افتراضي بمعدل قسم بكل جامعة. غير أن الحديث حاليا او في المستقبل القريب عن مساهمة التكوين غير الحضوري بالمؤسسات الجامعية في استيعاب قسم من الطلبات الاضافية يظل غير متاح بالشكل المطلوب. تشير التوقعات الاحصائية ايضا الى ان عدد خريجي التعليم العالي سيبلغ اكثر من 360 الف طالب خلال المخطط الحالي مقابل 208 الاف خريج خلال الخماسية الماضية. فهل ستكون مؤسسات التعليم العالي قادرة على استيعاب الاعداد الاضافية من الطلبة وتوفر لهم محيطا وظروفا ملائمة للدراسة؟ تحسين طاقة الاستيعاب تؤكد في هذا السياق مصادر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ان برامج الوزارة المستقبلية اعطت الاولوية لموضوع تحسين طاقة الاستيعاب اما عن طريق الرفع من طاقة المؤسسات الجامعية الحالية او من طاقة المؤسسات الجامعية الحالية او عن طريق احداث المزيد من المؤسسات الجديدة. تهدف المشاريع المستقبلية للوزارة الى استيعاب 72 ألف طالب اضافي حيث ينتظر بناء 51 مقرا لمؤسسات جامعية اما محدثة او مبرمجة للاحداث وسيتضمن ذلك انجاز حوالي 29 مقرا وتوسعة وبناء 12 مقرا الى جانب اللجوء الى كراء محلات لايواء مؤسسات اخرى. ويتوقف على مدى التقدم المحرز في مجال توفير متطلبات التكوين عن بعد الذي يحتاج الى تأهيل بشري للاطار المشرف على التكوين غير الحضوري الى جانب تركيز المزيد من مراكز التعلم عن بعد ودعم مراكز التطور عن بعد في الجامعة.. والاسراع في تنفيذ المشاريع المقررة لانجاز نظام معلوماتي للتعليم العالي وتركيز انترنيت داخلي للتعليم العالي لتيسير تبادل المعلومة المحينة وادارة المشاريع البحثية.